الحراك وتعز والحوثيون في خندق واحد
يتحدث البعض بامتعاض عن توافق الحوثيين وثوار تعز والحراك الجنوبي حول المطالب الثورية ويذهب البعض الآخر للغمز كما العادة , أما ديدن بعض الإعلاميين وكتاباتهم الصحفية وتحليلاتهم لخبايا الزوايا فكأنهم يحيطون علما?ٍ بما في الصدور وعن هذا حد??ث ولا حرج .
لربما تكون الدوافع لكل هذا التحامل والإستعداء ما أدمن عليه الكثير تأثرا?ٍ بالحملات الإعلامية التي تستهدف الحوثيين على وجه الخصوص وكذا الحراك الذي يأخذ نصيبا?ٍ , وربما تكون بدوافع التوافق الحاصل على المبادرة الخليجية ورفض هذه القوى لها .
شخصيا?ٍ أعتبر المبادرة الخليجية المخرج الوحيد المطروح للخروج من متاهة الفوضى التي عاشها المواطن اليمني وعانا تداعياتها واحترق بنارها , وحتى وهذا رأيي الشخصي لكني أحتفظ لكل?ُ برأيه وجميع ما لم تتهيأ أرضية التوافق عليه مع الآخرين سواء الحوثيين أو الحراك أو بقية المكونات الشبابية الرافضة للمبادرة ومنها ثوار ساحة تعز يمكن حل??ْها بالحوار الكفيل بحلحلة جميع القضايا المختلف عليها .
نعاني كثيرا?ٍ من مصادرة الحقوق والحريات وتبقى عقلية السيطرة والإستفراد هي المسيطر الوحيد على واقعنا .
للأسف الشديد فثقافة الحوار تغيب عن ساحاتنا , ولغة التسامح لم تعد تجد طريقا?ٍ لنفوسنا وتحل بديلا?ٍ عنهما ثقافة التعصب وإلغاء الآخر حتى النخاع , ولغة التطرف وعدم القبول حتى العظم .
أم?ِا للسلام مكان في عقولنا ?
اليمن الجديد والمستقبل الأفضل منشود اليمني فلماذا لا نستجيب لمنشود المواطن وجوهر الدين العظيم الذي ندين به ?
حاجتنا الم?ْل?ح?ِة لبناء الوطن وتعايشنا يدعواننا للتعالي على المذهبية والطائفية والرهان دوما?ٍ على الشباب البرئ من مفرزاتهما .
الدين والحياة :
ما ديننا ? وما صلواتنا ? وما قراءتنا القرآن إن لم تكن تعاليم الدين السمحة وسعته العظيمة منهجنا الحياتي ?
ليس هناك من حقيقة كما الدين الذي قال دستوره : ” يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط ” والقسط العدل بعيدا?ٍ عن الل??ِف والدوران وتجيير آيات الولاء والبراء النازلة في المشركين وأهل الكتاب وإسقاطها على الموحدين فأين القسط مع حضور العداوات ? والحقيقة فالموضوع كبير ومتشعب في هذا الجانب ويحتاج للكثير من الكتابة حاولت جاهدا?ٍ وضع اليد على الجرح في كتابي ( نموذجية الإسلام في التعايش الإنساني والتسامح الديني ) تحت الطبع .
رحم الله الشيخ محمد الغزالي حين عل??ِق على موضوع معاداة أهل الكتاب في كتابه ( التعصب والتسامح بين المسيحية والإسلام) بقوله : إن??ِ الإستشهاد بهذه الآيات للتدليل بها على أن المسلمين مدعوون إلى مقاطعة غير المسلمين ? وعدم توادهم إنما هو بمثابة تحريف?ُ للكلام عن مواضعه ? إذ أنها جميعا?ٍ واردة?َ في المعتدين على الإسلام ? والمحاربين لأهله ? وتنفير أفراد الأمة من معاونة خصومها واجب?َ يتجدد في كل عصر .
تقارب الحوثيين والحراك ومكونات الشباب الرافضة للمبادرة وحكومة الوفاق وعلى رأسها ثوار تعز أمر لا يدعونا للتحامل والتجني فإن لم تكن السعادة – وهذا بعيد – فالحوار .