كيف تلمع السعودية نفسها على خلفية جرائم نظامها
كيف تلمع السعودية نفسها على خلفية جرائم نظامها
شهارة نت – وكالات
نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية, مقالاً للكاتب كريم زيدان, يسلط الضوء على حملة يقوم بها اللوبي السعودي في أمريكا، عبر الرياضة, لتلميع صورة النظام السعودي والتغطية على سجله السيئ في مجال حقوق الإنسان.
وأشار زيدان إلى معلومات – نقلاً عن سجلات اللوبي السعودي في الولايات المتحدة لعام 2018، نُشرت الشهر الماضي – كشفت النقاب عن الجهود الحثيثة للتواصل مع مفوضي أكبر فرق كرة القدم في أمريكا، وعقد الاجتماعات والصفقات مع اتحاد كرة السلة الأمريكي وفرق البيسبول الكبيرة وغيرها من الاتحادات الرياضية المشهورة.
ولفت الكاتب, أن تلك المساعي تطرح أسئلة عديدة حول الأسباب الكامنة وراء اهتمام النظام السعودي المفاجئ بالرياضة في أمريكا، والتي لم تكن ضمن أولوياتها قبل ولي عهد النظام السعودي محمد بن سلمان.
وأوضح, أن ذلك الاهتمام المفاجئ بالرياضة يعد ضرباً من استخدام “القوة الناعمة” لصرف النظر عن الانتهاكات التي يرتكبها النظام السعودي في مجال حقوق الإنسان، والتي جلبت عليه الكثير من النقد وأضرت سمعته في الغرب.
ويضيف الكاتب, أن الحاجة لإعادة بناء صورة أخرى للنظام السعودي أصبحت أكثر إلحاحاً بعد جريمة قتل الصحفي السعودي المعارض, جمال خاشقجي الفظيعة التي صرح النائب العام السعودي بأنها كانت قتلاً متعمداً، واعترف النظام السعودي بمسؤولية موظفين رسميين سعوديين عنها، وخلصت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية إلى أن بن سلمان, هو من أمر بها، إلى جانب العدوان على اليمن الذي أودى بحياة آلاف المدنيين، وشرد مئات الآلاف، وبسببه يواجه 14 مليون يمني شبح المجاعة.
ويرى الكاتب, أن إستيراتجية الاهتمام بالرياضة تأتي في إطار حرص محمد بن سلمان على تكريس صورة للنظام السعودي “أكثر حداثة وانفتاحاً”، في ظل الانتقادات التي يواجهها بسبب التضييق على الحريات والقوانين المجحفة بحق المرأة.
ويختم بأن الوثائق المنشورة ضمن سجلات اللوبي السعودي في الولايات المتحدة لعام 2018 , تعد أحدث مثال على “التبييض الرياضي”، وهو مصطلح استخدمته منظمة العفو الدولية العام الماضي لوصف الأنظمة الاستبدادية, كالنظام السعودي, الذي يستخدم الرياضة لتجميل صورته في المجتمع الدولي، والتغطية على سجله السيئ في مجال حقوق الإنسان.