بعد 4 سنوات من العدوان .. تحولات جذرية في المواقف الدولية تقر بالهزيمة وتسعى الى تقسيم اليمن
1576 يوم من العدوان على اليمن
شهارة نت – تحليل
تشهد المواقف الدولية المتعاملة بشكل مباشر مع الملف اليمني تغيرات كبيرة في استراتيجات العمل والسياسات المتبعة وإدارتها والتي يجري تنفيذها حالياً خلال المرحلة القليلة القادمة.
وفرضت حالة العجز الدولي في اليمن خلال الفترة الماضية ضرورة التغيير العميق في التوجهات الدولية تجاه الملف اليمني الذي ظل المجتمع الدولي يتعامل معه بجمود في إطار دبلوماسي لم يفضي إلا لمزيد من الأزمة وتعطيل كل مسارات وسبل السلام في اليمن .
وبرزت خلال الفترة الماضية عراقيل كبيرة أمام مهمة المبعوث الدولي الخاص الى اليمن مارتن غريفيث المؤمل عليه لعب دور في الاستجابة لعملية السلام ومساعي المبعوث الدولي.
واصيب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بخيبة أمل حد وصف مقربين منه نتيجة تلقيه رسالة شديدة اللهجة من الفار عبدربه هادي اتهمت المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بالتحيز، طعنت في جهوده التي بذلها خلال اكثر من عامين متواصلين تغاضى خلالها عن الكثير من تجاوزات حكومة هادي واستبعد التحالف السعودي من لائحته رغم وجودة كطرف أساسي في حرب اليمن.
وقد اثارت رسالة هادي غضب ورفض جوتيريش وهو ما عبر عنه تصريح نشرها ( الموقع الرسمي للأمم المتحدة) موجه الى هادي جاء فيه انه يثق ومعه الدول الاعضاء بمجلس الامن بالمبعوث الخاص لليمن ويدعم ما يقوم به غريفيث بقوة.
وكشفت سائل اعلام غربية عن توجيه الامانة العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي رسالة الى الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الامن وضعتهم أمام خطورة الوضع في اليمن وان الأمر بات يشكل قلق كبير لدى الامم المتحدة خاصة بعد تجاوزت حكومة المرتزقة كثير من النقاط وطعنها في جهود المبعوث الخاص للامين العام للأمم المتحدة الى اليمن.
وحثت رسالة الامم المتحدة على ضرورة عمل حلول تنهي الأزمة الانسانية وتوقف شراسة الحرب والتدهور الكبير في الاوضاع الامنية والاقتصادية ولو تطلب الأمر ان تقوم الامم المتحدة بدور فعال في إدارة الموارد في البلد خاصة مع تقارير وتحقيقات كشفت عن إهدار فاسدين إيرادات الدولة الواقعة تحت سيطرة حكومة هادي وعدم حصول الموظفين على مرتباتهم بشكل مستمر مما يفاقم الوضع المعيشي ويسرع من ضرب المجاعة لملايين اليمنيين.
وقد دفع هذا الغضب الأممي دول التحالف الذي تقوده السعودية لممارسة ضغوط على مستوى صناع القرار الدولي لتحسين صورة حكومة هادي التي اضحت عاجزة عن النهوض لا سيما في المناطق اليمنية الخاضعة لسيطرتها،فضلاً عن المأزق التي اصبحت فيه حول تطبيق ( اتفاق السويد ) الذي يشمل ( تبادل الاسرى واعادة الانتشار بالحديدة ) والذي بدءه طرف صنعاء من جانب واحد في حين تتهرب حكومة الهادي من تنفيذ ما يخصها.
وكانت تحدثت وسائل إعلام دولية مؤخراً عن اجتماعات سرية عقدت في أكثر من دولة برعاية بريطانية لمناقشة وضع حكومة هادي وأفضت كل الاجتماعات بإيكال الأمر الى الرباعية الدولية المكونة من ( الولايات المتحدة – المملكة المتحدة – السعودية – الامارات ) بالاضافة الى منح روسيا ممثل في الاجتماعات الضرورية بالرباعية.
ونقلت المصادر الاعلامية الدولية أن الرباعية الدولية بحسب وكالات ووسائل اعلام دولية خارطة طريق جديدة أمام المجتمع الدولي وتم تزويد الأمم المتحدة بها من اجل ايجاد مخرج لأزمة حكومة هادي ومعالجتها بطرق جديدة تتوائم مع الاوضاع في جنوب اليمن ومصالح دول المنطقة
وقد ارسلت الرباعية الدولية عدة وفود أمنية وسياسية رفيعة الى جنوب اليمن لتقييم الواقع تحت اسماء مختلفة كان آخرها لجنة بحثية أمريكية زارت عدن لتقييم آخر نتائج التقارير التي رفعتها الوفود السابقة بشأن تنفيذ الاستراتيجيات الجديدة في اليمن .
وتحمل خارطة الرباعية الجديدة أهداف اخرى تتعلق باليمن ومصالح السعودية من بينها الزام الجيش واللجان الشعبية بوقف هجماتها على الاراضي السعودية بالصواريخ الطائرات المسيرة وتنفيذ اتفاق المنطقة العازلة 30 كلم داخل الاراضي اليمنية في مقابل استسلام السعودية تدريجيا وبصورة تحفظ ماء وجهها.
كما تعتمد الخارطة على تقليص نفوذ الجماعات السياسية والعسكرية والسلفية المتورطة في دعم الارهاب اما عبر الاغتيال والتصفية او المحاكمة او النفي واللجوء خارج اليمن.
وتتصل إجراءات الخارطة الدولية بعزل جنوب اليمن الذي أصبح تحت تعهد التحالف عن شمال اليمن واعتباره في خارطة السلام منطقة ( حكم ذاتي ) تحويله لمنطلق جديد للسلام في اليمن مع اعتماد طرف جديد يتمثل بجنوب اليمن في المفاوضات كطرف ثالث، ويتم التعامل معها كدولة مستقلة .
وفي سياق آخر أفصحت مصادر سياسية رفيعة ان نقاشاً دبلوماسياً وسياسياً حدث بشأن اليمن ونفذته الأمم المتحدة أفضى مؤخراً الى قناعة دول التحالف بأن عدم استكمال اهداف عاصفتي الحزم المزعومة والمدعومة دولياً ناتج عن خلل في السياسات المتبعة .