يوم القدس العالمي يوم نصرة المستضعفين وتأكيد حضور القضية الفلسطينية في وجدان الأمة
1531 يوم من العدوان على اليمن
بقلم/ ماجد الغيلي
يوم القدس العالمي هو يوم لنصرة المستضعفين ويوم لإحقاق الحق وإبطال الباطل والهتاف بالموت لإسرائيل التي أسماها الإمام الخميني رحمه الله بالغدة السرطانية التي زرعت في خاصرة الأمة العربية والإسلامية وأصبح خطرها ظاهرا وواضحا وضوح الشمس في كبد السماء.
ولا شك في أن خروج الشعوب العربية والإسلامية في هذا اليوم العظيم الذي حدده الإمام الخميني في آخر جمعة من رمضان له تأثيره وأهميته في خدمة القضية الفلسطينية التي تعتبر القضية المركزية والقضية الكبرى للأمة كل الأمة.
إن الخروج الواسع والكبير لشعوب الأمة العربية والإسلامية يجسد بقوة أن القدس حاضرة في وجداننا وكياننا وأنها عاصمة أبدية لدولة فلسطين العربية، كما يجسد بأن أبناء الأمة يقظون ومستوعبون لحجم المؤامرة التي تستهدف مقدساتهم ووجودهم وأرضهم وعرضهم.
يوم القدس العالمي لم يأت بطرا ولا من أجل الاستعراض وحشد الجماهير لأجل الحشد فحسب، بل جاء ليعيد الأمة إلى قضيتها الأولى ولتعود البوصلة إلى اتجاها الصحيح نحو القدس الشريف بحيث لا يستطيع حرف مسار هذه البوصلة أي أحد كائنا من كان حتى ولو كان محسوبا على الأمة ومن أوساط الأمة سواء كان فردا أو أفرادا، دولة أو دولا جماعة أو تحالفا، ومن أراد أن يحرف المسلمين عن قضيتهم المركزية فهو إنما يحرف نفسه عن الحق ويخادع نفسه ولن يتمكن من تغييب هذه القضية من أذهان المسلمين وتصفيتها مهما فعل ومهما بذل من أموال.
صفقة ترامب باتت تلوح في الأفق وهي مؤامرة كبرى يراد تمريرها عبر أدوات محسوبة على العرب وعلى رأسها النظامان السعودي والإماراتي ليتم بيع القدس للكيان الإسرائيلي الغاصب وتصفية ما تبقى من القضية الفلسطينية، وهذا إن حدث فطامة كبرى حلت على المسلمين ودليل بأنهم قد خذلوا وأن العرب قد ذلوا وهانوا وهانت نفوسهم، لكن ما دامت هناك شعوب عربية -يتصدرها الشعب اليمني العظيم- حية وأبية وغيورة وتنهض بمسؤولياتها وتقول كلمتها وتخرج في الساحات لتقول إن القدس حاضرة في وجداننا وفي كياننا وأن القضية الفلسطينية هي قضية عربية وقضية إسلامية ولا تخص الفلسطينيين وحدهم فعندئذ تصبح صفقة ترامب في مهب الريح وتتراجع دول الاستكبار عن تمرير مؤامرتها هذه وتعيد حساباتها، كما أن الحشود الضخمة تجعل الأنظمة العربية العميلة تحسب حساب خيانتها وتُأطر في مساحة ضيقة تجعلها لا تتمكن إلا في الانقياد ضمن مسار الخيانة والعمالة للغرب وإسرائيل لأنها لا ترى لها حول ولا قوة إلا بهم ولأنها لا تملك من الاسلام والعروبة شيئا غير الادعاء الذي لا تثبته المسؤوليات المترتبة عليه، فيكون حالها حال المهدد وفي دائرة الخطر.
إن الشعوب التي لا تخرج في هذا اليوم المهم واليوم الاستثنائي الذي تحتاج إليه الأمة هي شعوب إما راكعة أو ذليلة أو رضيت بأنظمتها العميلة التي ترفض إحياء مثل هذا اليوم إرضاء لإسرائيل ورغبة في مودة أمريكا، وهي شعوب رضيت لنفسها أن تصدر موقفا سلبيا يحسب عليها تبعاته في الحاضر والمستقبل.
يوم القدس يوم عالمي ليس خاص بالعرب وحدهم ولا المسلمين فقط، بل هو لكل من هو إنسان حر وغيور ولكل من يدعي حقوق الإنسان في هذا العالم، هو لكل من يسعون لنصرة المستضعفين في الأرض ليخرجوا ويقولوا كلمتهم في هذا اليوم الذي يعبرون فيه عن تمسكهم بالقدس الشريف مهما كان حجم التحديات والأخطار ومهما كان حجم التآمر.