بعد تدمير اليمن .. هل تنجح الامارات في تدمير سوريا
شهارة نت – تقرير
كشفت مصادر إعلامية قطرية، إن وفدا اقتصاديا إماراتيا زار دمشق مؤخرا، بهدف إقامة مشاريع استثمارية جديدة في المرحلة المقبلة.
وأكدت المصادر أن زيارة الوفد الإماراتي، تأتي في ظل مساعي ابو ظبي الى تطبيع العلاقات مع دمشق.
وبحسب المصادر، فإن وفدا إماراتيا تقدمته إدارة شركة “داماك” العقارية الإماراتية، بحث في فندق “الفورسيزونز” في دمشق، من اجل تعزيز سبل التعاون في مجال التطوير العقاري خلال المرحلة المقبلة، وإقامة مشاريع جديدة في سوريا.
وتحمل الزيارة رسائل مباشرة من حكام الإمارات إلى رئيس النظام السوري، مفادها إعلان الإمارات عن استعدادها لمساعدة ودعم النظام اقتصاديا.
وتتحمل الإمارات الشريك الرئيسي في تحالف السعودية، مسؤولية إثارة الفوضى في اليمن، حيث تقود أبوظبي بتنفيذ أجندات خاصة لاستهداف اليمنيين، وأصبح اليمن كشكولا من الاقطاعيات والمناطق الفوضوية ينتعش فيه القادة العسكريون وتجار الحرب وقطاع الطرق، باتت الإمارات تستفيد اليوم من الفوضى الحاصلة في اليمن لبناء إمبراطوريتها الخاصة.
وكان القيادي وعضو حزب الاصلاح عادل الحسني، كشف عن تفاصيل مثيرة تعرض لأول مرة بشأن انتهاكات القوات التابعة لأبو ظبي في اليمن، وأكد الحسني، في برنامج “بلا حدود” عبر قناة “الجزيرة”، أن مرتزقة من شركة بلاك ووتر الأمريكية، سيئة السمعة، يديرون أحد سجون الإمارات في اليمن، مشيراً إلى أنه رأى شعارات للشركة على ملابس بعض السجانين داخل سجن للإمارات في عدن.
وقال الحسني: “القائمون على السجون السرية بعدن إماراتيون قابلتهم في السجن، ولا وجود ليمنيين معهم”، مضيفاً أن “بعض السجناء يعودون وهم ينزفون دماً، وبعض منهم يدخل السجانون آلات حديدية فيهم، والبعض يعرى ويهدد بالاغتصاب”.
كذلك، بين الحسني، الذي اعتقل لأكثر من عام، أن الإمارات صفّت شخصاً من أنصارها يدعى “نديم الصنعاني” في تعز، وهو قائد في كتائب أبي العباس، بسبب علاقته بتنفيذ اغتيالات لصالح أبو ظبي، مشيراً إلى أن الإماراتيين “طلبوا مني تصفية أحمد صالح العيسي نائب مدير مكتب الفار عبد ربه منصور هادي”، وأوضح أن السعودية ـ حليفة الإمارات وقائدة التحالف في اليمن ـ كان لديها معلومات محددة بأسماء الشخصيات التي تريد الإمارات تصفيتها، وقد أُطلع عليها، ووفق لتقرير أعدته صحيفة الغارديان البريطانية، فإن تحالف السعودية والإمارات يشهد تنافساً بين أطرافه وتآمرا حيث يحاول كل طرف تحقيق أجندة مختلفة، مشيرة إلى تمويل أبوظبي عشرات الفصائل لتحقيق أهدافها.
وفي القرن الأفريقي انتهجت الإمارات نهجاً يقوم على إنشاء تمركز لها، وبدأت هذا النهج بالهدف الإنساني، من خلال التبرع السخي لفقراء إفريقيا ومؤسساتها، ليلحق بهذا التبرع استثمارها في البنوك، والموانئ، والمشاريع الإنسانية من قبل المؤسسات الاستثمارية الإماراتية الكبرى، حتى شمل هذا الاستثمار مجالات الغاز الطبيعي، والأمن الغذائي، ليأتي في مرحلة لاحقة لهذا النهج الانخراط في علاقات تعاون أمني مع مجموعة من الدول الإفريقية، كما توجهت السياسة الخارجية الإماراتية نحو كينيا، والصومال، وأوغندا مستخدمة الاستثمارات، والدعم الأمني.
وخلقت تحركات أبوظبي في المنطقة إشكاليات ستترتب عليها نتائج عكسية على المدى البعيد، لن تقتصر على الأبعاد السياسية والدبلوماسية فحسب، وإنما حتى على مستوى مصالحها الاقتصادية، فالتحركات الانتقامية لأبوظبي عقب النزاع بينها وجيبوتي والحكومة الفيدرالية في الصومال حول الموانئ، جلبت لها عداء القوى السياسية والمجتمعية المحلية، كما خلقت قدرا كبيرا من الحذر والتشكك من قبل المنظمات الإقليمية والدولية المهتمة بالقرن الإفريقي إزاءها.. حيث غدت تنظر لأبوظبي كقوى مزعزعة للاستقرار أكثر من كونها دولة صاحبة نفوذ حقيقي يجلب الاحترام أو يكسب الثقة، ومن المؤكد أن تحركات أبو ظبي لن تستمر طويلا، كما ولن يكتب لها النجاح على المدى البعيد، وسنرى قريبا نتائجها العكسية، وخيبته آمالها.