فريق الإتصال..نموذج دبلوماسي
صدقت الإرادة اليمنية فأستجاب مجلس الأمن وهو المجلس المعني بالسلم والأمن الدوليين? فأعتمد بالإجماع مشروع قرار المجلس رقم 2014 للعام 2011م- لتنحية صالح وليسدل الستار على حكمه وحثه في رسالة أممية واضحة على توقيع الفوري على مبادرة مجلس التعاون الخليجي لنقل السلطة سلميا?ٍ? وهو القرار الذي إتفقت عليه من قبل كل دول العالم ممثلة بالدول الخليجية والإتحاد الأوروبي وأمريكا? بعدما إتفقت الإرادة الشعبية اليمنية على رحيل نظام صالح العائلي? وأنتصرت السياسة الدولية الحديثة على قاعدة المحافظة على الصراعات الإقليمية مشتعلة? لتتهيا?ٍ لمرحلة جديدة من العلاقات تستدعي الاستقرار والاطمئنان لإستيعاب التغيير الجوهري من عالم محكوم بمنطق الدكتاتور والفوضى إلى عالم يتم الإعتراف فيه بمصالح الشعوب وحق الشعوب في تقرير المصير? وقد تأكد ضرورة القرار لمجلس الأمن من خلال التهديدات التي تواجه الإستقرار والأمن الإقليمي المتمثل بتدهور الوضع في اليمن والذي تصاعد جراء التأخير المتعمد في الرحيل من قبل بقايا النظام!
لقد وجه العالم رسالة موحدة أن الطريقة الوحيدة للرد على تطلعات اليمنيين هي البدء فورا?ٍ بعملية انتقالية للسلطة? ليس لعبة حظ? ولكنها مرحلة تنبئ عن علاقة دولية جديدة مع الشعوب بإعتبارهم أهل الحضارة? وعن قناعة أخرى أن السوق العربي هو سوق للغرب أيضا?ٍ فليس من المصلحة الدولية الأن أن يبقى السوق العربي عاجزا?ٍ? ولا بد من التخلي عن الإغراءات الخاصة التي تقود إليها القوة لإستبدالها بالشعور بالمسؤولية التي تمليها القوة.
ولقد كان الساسة هم الذين يجرون الشعوب وأما الأن فالشعوب هي التي تجر الساسة? من هنا كان لا بد من تسجيل كلمة خاصة لأحد جنود الثورة الشبابية الشعبية? ألا إنهم فريق الإتصال التابع للمجلس الوطني لقوى الثورة السلمية.. فريق وطني في مهمة دولية!
ففي ظروف مصيرية عصيبة عاشتها الثورة الشبابية الشعبية السلمية أمام طغيان بقايا النظام العائلي ومراجعة العالم الخارجي لنفسه? كان يجب أن يظهر فريق يعمل في ظل من المخاطر والفرص الصعبة? فريق يختلف عن أي فريق يظهر في عالم مثالي? فكان أن تشكل فريق الإتصال التابع للمجلس الوطني لقوى الثورة السلمية? مكون من عدد من الطليعة توزعت على عدد من عواصم الدول العربية والغربية.
وفي عالم بلا جدار? وهو عالم يعج بالأمواج العاتية? كان الإيمان بقدرة الثورة هو المحرك لإلتقاط فريق الإتصال للحظات التاريخية – حيث عامل الزمن – هو الأساس للقيام بالتعريف عن الثورة الشبابية السلمية والقيام بالتشبيك اللازم مع المحيط والمجتمع الخارجي بإسم المجلس الوطني الممثل السياسي والشعبي لقوى الثورة.
كانت المهمة صعبة ولكنها لم تكن مستحيلة لأن نداء الواجب لم يكن يحتمل المراجعة أو التأخير? وكانت دماء الشهداء هي الفارق بين قدر محتوم لا تستطيع أمامه شئ? وبين تاريخ مصنوع رسمته الدماء الزكية والصدور العارية!
وهكذا أنيطت بفريق الإتصال مهمة جدولة حسابات متنوعة وكلها تقوم على روح الإحترام وقبول حق الإختلاف وتستوحي روح المجموع وتدرك الحس الشعبي الذي كان دائما?ٍ هو بوصلة الملاحة في بحر عالمي لجي!
وبأسلوب سريع لا يعرف التردد كان على كل فرد في الفريق أن ينقل أجندة مقنعة إلى الأشقاء والأصدقاء في الخارج وإلى قرارات العواصم العالمية? ولقد كان الرأي العالمي مستعد لسماع رسالة الشباب السلمية? هنا كانت اللقطة التاريخية في معركة إتصالات كان طرف بقايا النظام يحشد لها كل أسلحته وعتاده? إلا أن مهمة فريق الإتصال لم تكن منفعلة كمثل بقايا النظام? بل كان فريق الإتصال هو صاحب المبادرة الفاعلة? صاحب الخطة الناجحة? لأنه يدرك أن الميدان في الداخل هو الرهان? وأن الثورة قد كسبت الرهان داخليا?ٍ? ولم يتبقى إلا تجسير العلاقة بين الجماهير اليمنية مع العالم الخارجي بمساعدة الطيور اليمنية المهاجرة وبمساعدة الأشقاء والأصدقاء في كل عواصم العالم? فكانت إدارة الثورة خارجيا?ٍ هي عنوان لمهمة خلق علاقات بين الدول وليس علاقات شخصية? لنقل الجانب الإنساني والحضاري لثورة الشباب السلمية? وإظهار مدى فشل النظام وفقدانه الكامل للسيطرة والحكم? وكشف حقائق الفزاعات وحقيقة إستخدام الأسلحة الثقيلة ضد الشعب سواء المعتصم في ساحات الوطن أو الشعب المسالم في بيوتهم! كما لم تخلو مهمة فريق الإتصال من التحليلات وتقييم الأوضاع وإستشراف المستقبل القريب القائم على تقارب السنن التاريخية? كما عني الفريق بنقل خاص وعاجل لإنتهاكات حقوق الإنسان من القتل حتى حصار الشعب من خدمات الحياة العامة كالكهرباء? وكذلك تتبع الحالة الإنسانية الحرجة التي وصلت إليها اليمن جراء الفقر المدقع وإستنزاف خيرات وموارد البلد من قبل بقايا النظام العائلي? كما عني الفريق بمتابعة إحتياجات الجرحى الذين تئن بهم ساحات الكرامة والحرية? مع متابعة إطلاق سراح المعتقلين السياسيين والصحفيين? ومؤخرا?ٍ يتابع فك الحصار عن الشباب الذين تمت محاصرتهم في