واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا
الحمدلله رب العالمين القائل في محكم التنزيل:واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءفألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواننا وكنتم على شفاحفرة من النار فأنقذكم منها…والقائل :فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول وإلى أولي الأمر منكم إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر…
والصلاة والسلم على استاذ الانسانية ومعلمها الخير حتى في الامور الدونية القائل :”عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة فإن يدالله مع الجماعة”والقا?ئل : ” عليكم بالسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة فأطعه في طاعة الله ” وبعد :ففي ظل الضربات المتلاحقة التي تتوالى على الجسد الاسلامي ,فوجىء العقلاء من أبناء اليمن بشرذمة من النشطاء السياسين وبعض المفكرين وممن فقدوا بعض المصالح الشخصية بعد قيام دولة الوحدة المباركة في ال22مايو وذهاب دولتهم في مهب الريح وأزف رحيلهم بعد أن شعروا ومن ماضيهم الأسود أنهم لا يستطيعون العيش مع إخوانهم عهدا?ٍ جديدا? تحت ضل راية الوحدة المباركة حيث غلبهم اليأس وفضلوا أن يعيشوا على أحلام وأوهام ماضيهم التليد…
ونحن نرى أحوال هذه الأمة الضعيفة والمفككة بسبب ما يجري لها من أعدئها في الداخل قبل الخارج فركنوا إلى العاطفة الهوجاء فاتخذوها دليلا على أن هذه فرصتهم الثمينة فأرادوا أن يهتبلوها ولكن اخطأوا التوقيت ولم يصيبوا الهدف فشنوا حملتهم الضارية الظالمة على الوطن وإذا بهم في عشية وضحاها أعطوا لأنفسهم صلاحيات لا يملكونها حيث أرادوا بسط سيطرتهم على زمام الأمور وأوجبوا على أنفسهم عنوة التغيير في نظام الحكم الذي ارتضاه شعبنا منذو ثلاثين عاما فتنادوا مصبحين أن اغدوا لسحب البساط من الحاكم وبإيعاز من أمبراطورية الشر .
ثم ليعلم الجميع أن الأمة الإسلامية اليوم تعاني من تسلط الأعداء من كل جانب وليس بلادنا اليمن فقط بل العالم العربي والإسلامي ككل وهم يفرحون بالذرائع التي تبرر لهم التسلط على أهل الإسلام واستغلال خيراتهم ونهب ثرواتهم والإجهاز على مقدراتهم فمن أعانهم على تحقيق مقاصدهم وفتح على المسلمين ثغرا لهم فقد أعان على انتقاص المسلمين والتسلط على بلدانهم وهذا من أعظم الجرم والخيانة التي يرتكبها أبناء المسلمين في حق أنفسهم أولا وفي حق أمتهم شعروا بذلك أم لم يشعروا .
فكانت تلك حال الأمة التي غفت في أحضان التواكل وتهارشت بالأسنان واللألسنة والآيادي فأصبحت تتآكل ونامت على أحلام ماض مجيد?فمنذ وقوع الفصام النكد بين أولي الأمر ومصادر التشريع لهذه الأمة والناس حيارى تتقاذفهم الأهواء وتتجاذبهم الجماعات والفرق ?وعلماء الأمة في شغل عنهم?كل بما يشغله ويرى أنه الأسلم ?حتى أن من يطلع عللى تراث الأمة يكاد لا يصدق أن هذا الخلف الجامد المتحجر من ذاك السلف المستنير?ولما قامت النهضة الأوروبية الحديثة والأمة على تلك الحال ?وجد الأوربيون أمامهم أمة لم يبق من مقوماتها الحقيقية شيء يذكر: فالعقيدة خاملة?وإيمان الكثير مزعزع?واليقين لم يعد يقينا?والسلوك منحرف?والاستقامة معدومة?والفكر جامد?والوعي غائب?والاجتهاد معطل?والفقه مفقود?والبدع قائمة?والسنة نائمة?حتى لا كأن الأمة ليست هي?وحالة كهذه قد أغرت الذين كانوا يتربصون الأمة?فاهتبل الغربيون هذه الفرصة واحتلوا البلاد وأمتلكوا أزمة العباد وقضوا على البقية الباقية من مقومات شخصية الأمة حتى وصل الحال ما نحن فيه اليوم?من هوان وإستكانة?وغدت مقاليد أمورنا بأيد أعدائنا يقررون مصائرنا ?فنلتمس عندهم الحل لمشاكل أوجدناهابأنفسنا وشكلناها .
وخلال ذلك حاولت الأمة بما بقي لها من صبابة الحياة أن تنهض من كبوتها?وتستقيل من عثرتها?فباءت كل محاولاتها بفشل ذريع?لأنها أخطأت السبل المؤدية إلى النجاح وخالفت سنة الله?فقد قامت تلك المحاولات من منطلق تقليد الأجنبي التبعية للمحتل حتى ازدادت أحوالها سوءا?وبدأ الجيل الجديد من الأمة يتطلع إلى الحل السليم? ويبحث عن البلسم الشافي? فبدأت لا بأس بها من أبناء الأمة تدرك :”أن آخر هذه الأمة لن يصلح إلا بما صلح بها أولها”وما كان لأعداء الإسلام على اختلاف نحلهم أن يخلوا الساحة
ويتركونا وما أكثر الأسلحة التي يستخدمونها لمحاربتنا وبعض أبناء جلدتنا
الذين يعيشون بين ظهرانينا من تلك الأسلحة-حيث لم يرى بعضهم بأسا في أن يكون معاول هدم بأيدي أعداء الأمة ?وقد تمثل ذلك في أجهزة كثيرة تحاول الكيد للعصبة المؤمنة?وتحول بينها وبين تمهيد السبل لاستئناف الحياة الإسلامية مستعملة شتى الأسلحة ناصبة بوجوهنا أخطر التحديات فإذا بنا نواجه التحدي المقيت “الاختلاف” وإذا بكثير من الجهود تتفتت على هذه الصخرة المقيتة…فلهذا حري بنا أن نترفع عن توزيع الألقاب وإتهام الآخرين?وندرك خطورة ما تتعرض له عقيدة الأمة وتراثها فنعمل على الذب عنها والذود عن حياضها?ونحرص على جمع القلوب وتأليف الناس ?ولكن نا يحز في النفس أن يعمل بعض أبناء المسلمين تحطيم أجنحة النهضة وإعاقة عجلة التنمية ومسيرة البناء? ويهدد بتح