الأسد يلتقي أشباله
• لم يكن لقاء?ٍ عاديا?ٍ ذلك الذي جمع فخامة الأخ علي عبد الله صالح / رئيس الجمهورية – حفظه الله ورعاه وسدد على طريق الخير خطاه – بابناءه الناشئين وبصورة?ُ مثلت لهم م?ْفاجئة سارة? وبدون أي ترتيبات مسبقة ? أو إعدادات خاصة ? خص?هم باستقبال?ُ يليق بهم نظير ما قدموه من أداء?ُ رائع?ُ في المباريات التي احتضنتها شقيقتنا الكويت ضمن التصفيات المؤهلة لكاس آسيا للناشئين ل16 سنة? والتي أسفرت تأهلنا بجدارة للنهائيات بعد تصدرنا للمجموعة الثانية.
• إن لقاء الأسد بأشباله ينبغي ألا يمر هكذا دون أن يقف ويتمعن فيه صغارنا كثيرا?ٍ? فبالرغم من مشاغله ومسؤولياته بالإضافة بما يمر به من فترة نقاهة إثر تماثله للشفاء? ورغم الأوضاع الصعبة التي تعيشها بلادنا? إلا أن ذلك لم يزده إلا إصرارا?ٍ لتكريم أبناءه? والذين هم صورة مصغرة لجميع أبناء الوطن? لاسيما أننا نشاهد أقرانهم وقد سقطوا بسبب المصالح والخصومة الشخصية.
• اللقاء كان حميميا?ٍ فالبطل يلتقي الأبطال? نعم انه ذلك البطل الذي ك?ِب?ْر على آلامه? وترفع حتى عن الرد على من أرادوا قتله في بيت الله وشهره الحرام? لقد كانت فرصة ممتازة كي يتعلم هذا النشء القيم الجميلة التي يتحلى بها قائدهم? لقد أمعنت النظر في وجوههم عبر الشاشة الفضية? وإذا بي أرى الانبهار يخرج من حدقات أعينهم وهم يرون من ترك كل شيئ ليلقاهم? لقد أحسست بأن قلوبهم تنبض وتكاد تطير فرحا?ٍ? فهم وان كانوا يم?ْ?نون أنفسهم باستقبال رسمي لم يدر في خ?ِل?ِدهم انه سيكون على هذا المستوى الرفيع.
• سيخرج صغارنا بدروس?ُ جم?ة من هذا اللقاء الذي تعرفوا فيه عن كثب بما يحمله هذا الإنسان من حنان أبوي افتقده الآخرون? سيدركون جيدا?ٍ كيف يريد الآخرون تزييف الواقع ?وتدليس الحقائق? وتشويه صورته الجميلة التي تلمسها صغارنا بقلوبهم قبل أن تتلقفها أعينهم وتدركها حواسهم.
• ستروي هذه الناشئة الطاهرة للآخرين عن الأب والقائد والم?ْوجه? إنه ذلك الأب الذي استقبلهم قبل آبائهم ?والقائد الذي أبان عن متابعته لهم عبر التقارير المرفوعة إليه عن سير البطولة ?والم?ْوج?ه الذي جعلهم يدركون جيدا?ٍ خطورة القات كمضيعة للمال والصحة? وعن مساوئ السهر لما يسببه للجسم من نحول وهزال? وأكد لهم بأن الرياضة ليست نقيض العلم بل هما معا?ٍ متلازمان وثيق فالأولى تبني الأجساد والأخير يعم?ر العقول? وكم أسفت وهو يذكر المدارس والجامعات لان هناك من يريد إغلاقها ليفسد كل شيئ ?وقد فعل .
• لقد تبين من اللقاء أنه حين كان هؤلاء الفتية ي?ْمثلون الوطن ويرفعون اسمه عاليا?ٍ في المحفل الخارجي? كان غيرهم وللأسف الشديد ي?ْم?ِث?ل?ْ بالوطن ويتنكر له بل ويسيء إليه والى رموزه عبر الفضائيات في كل محفل? وشتان بينهما فالبون شاسع بين الفريقين? فالأول ورغم حداثة س?نه إلا أنه قفز على ذلك الس?ن? ل?ي?ِس?ْن??ِ لإقرانه س?ْن?ة حسنة كيف لا وهم ما لعبوا إلا وقد نقشوا على قمصانهم (اليمن أمانة في أعناقنا) في حين كان الفريق الآخر يجتهد بقطع أعناق فتية آخرين لا ذنب لهم سوى أنهم س?ْل??موا إليهم ككباش فداء .
• لهذا لا أل?ْوم الفتية والشباب الذين في الساحات لأنهم لم يجدوا الأب والقائد والموجه في بيوتهم وبين ذويهم? بل وجدوا من ضل بهم الطريق وضللوهم ليتخذوهم وسيلة لبلوغ م?ْرادهم? فهل سمع أحدكم الأب القائد في لقاءه ي?ْحر?ض ناشئيه على احد? كما يفعلون ليلا?ٍ ونهارا?ٍ حتى صارت الشتائم والس?ْباب كالصلاة ت?ْلقن خمس مرات في اليوم? على اعتقاد منهم انه يثاب فاعله ويؤثم تاركه.
• لن تنفض تلك الكوكبة الجميلة من الناشئين من حوله إلا وقد تعمقوا بالوطنية وعرفوا الثورة الحقيقة التي حققها أسلافنا في سبتمبر وأكتوبر? فهؤلاء الناشئة لن ينسوا مطلقا?ٍ العيد 49 لثورة 26 سبتمبر والذي خص?هم فخامته دون غيرهم بالاستقبال في يوم يشار إليه بالبنان? ولم ذلك عبثا?ٍ بل كانت رسالة واضحة المعالم مفادها أنكم تمثلون جيل الغد المشرق وأنكم من ستحملون مشعل التغيير الحقيقي المبني على حب الوطن واحترام الصغير وتوقير الكبير .
• لا أبالغ ولا يستطيع أن ينكر احد بأن ما تحقق للشباب في فترة تولي فخامته يفوق بكثير ما تحقق في عهد أي رئيس آخر? والأرقام وحدها هي التي تتكلم? والمنشئات فقط هي من تتحدث? لقد كنت ومازلت موقنا?ٍ بأن الشباب الطامح هو في وجدان الرئيس الصالح? وقد سطرت ذلك في كتاب أصدرته في العام 2009 ? والآن أنا على يقين اكبر بأن الرئيس الصالح سيبقى في وجدان الشباب الطامح.
• نبارك للوطن شعبا?ٍ وحكومة وقيادة بعيد سبتمبر العظيم عظمة الشعب اليمني الذي أدرك بأن التغيير مطلوب بل وقدر حتمي? وأنه لامناص منه وقد ترجم ذلك الأخ الرئيس في خطابه عشية العيد 49 لثورة 26 سبتمبر والذي أكد المضي ق?ْدما?ٍ في توقيع وتنفيذ المبادرة الخليجية كما هي? ليقطع بذلك الطريق على الم?ْزايدين? ولكن السؤال الذي ينبغي أن ي?ْطرح هو: ما هو شكل ولون وأصحاب التغيير القادم?.
• إن شعبا أنجز الكثير طيلة 49 عاما?ٍ