انسحاب الشباب رسالة لـ(سرق الثورة)
الأيام الأخيرة ومع ازدياد دعوات التصعيد من قبل أحزاب المشترك انسحبت
مجاميع كبيرة من الشباب من الساحات رافضين مساعي تلك الأحزاب وفي مقدمتها
الإخوان المسلمين وعلي محسن وجهال الأحمر الزج بهم في أتون صراع مسلح.
الكثيرون ممن انسحبوا أو من رفضوا على الأقل المشاركة في المظاهرات
والمسيرات التصعيدية عكسوا حقيقة استيعاب الشباب لما يدار في الكواليس من
قبل (سرق الثورة)?والفاسدين والطامعين بتصفية حساباتهم مع النظام عبر
استخدام الشباب وقودا?ٍ لذلك ..
ولعل المسيرات التي لم يتجاوز أعداد المشاركين فيها الآلاف تؤكد أن
الشباب المعتصمين في الساحات باتوا اليوم أكثر إدراكا لما يخطط من قبل
تلك القيادات وما يراد لهم أن يكونوه في إطار هذا المخطط.
شخصيا?ٍ أتمنى أن يكون الشباب قد أدركوا حقا?ٍ أن (سرق الثورة)
لايستخدمونهم سوى أدوات لمخططاتهم العبثية وأتمنى أن يطلعوا على التقرير
الذي نشرته صحيفة الواشنطن بوست مع حميد الأحمر وحينها فقط سيدركون كيف
أن جهال الأحمر يتعاملون معهم كمجرد رعية فقط يجب أن يفعلوا ما يؤمرون من
أجل راحة الشيخ وطموحات الشيخ وأهداف الشيخ.
حميد كشف في تصريحاته تلك أن الثورة هي صنعه وهو مخططها وممولها وقائدها
والمتحدث بإسمها وشيخها وبالطبع يجب أن يكون المستفيد الأول منها – أما
الشباب الذين ظلوا لأكثر من ثمانية أشهر يعانون حر الشمس وبرد الليل..
ويواجهون الأمطار والسيول وكل شئ إنما هم مجرد رعية عليهم أن يحرثوا أرض
ومزارع الشيخ ثم يذهبوا إلى حال سبيلهم فيكفيهم- كما يرى الشيخ- طيلة هذه
الفترة أن يحصلوا على لقمة الشيخ وقوت يومهم وكأنهم أجراء باليومية .
انسحاب الشباب الأخير ربما يكون بداية لأن يستفيق البقية من زملائهم لما
يراد لهم أن يكونوه في هذه المعمعة ..وأن يتركوا الساحات وحينها فقط
سيثبتون لحميد وأمثاله من (سرق الثورة) أنهم لا يساوون شيئا?ٍ وأن أموالهم
وقواتهم وبنادقهم ليست إلا زينه وأن الشباب هم فعلا?ٍ محرك التغيير ومن
سيقود اليمن إلى المستقبل الأفضل.