الثروة والجمال في مكة عاصمة شعر الغزل قبل وبعد الأسلام !
كانت مكة المكرمة بلغت من الثروة عاصمة الجمال والتجارة وقوافل الحج والزوار , حتى أهلها من رفاهيتهم أصبحوا من الدلال ما لايقارن بمدينة بالعالم وأرسلوا ابناهم للقبائل البدوية لتفرغ زوجاتهم للحياة الزوجية واستخدموا الجواري والعبيد للخدمة , وهم سادة العرب , ولذا ظهر الشعر وخاصة الغزل وأبدعوا به وكانت ميزته انه وسيلة من الوسائل ولم يكن غاية , ولم يتخصصوا بكتابته لأنه كان ميزته ينتهي بالفخر أو الهجاء أو العتاب , وبينما بعد الأسلام اختلف أصبح بالغزل والحب الشرعي المباح الذي لا يوصف مفاتن المرأة او نسبها ولقبها واسمها , وعدم التشهير بالمرأة لقدسية أعراض الناس ولكون القرآن الكريم حدد العلاقة بين الرجل والمرأة بالزواج ورغم أنه قال ( لاتواعدوهن سرآ ) أي العلاقات واللقاءات المباحة بالعلن وبحضور أطراف معهم وكما تقول المقولة الشائعة بين العرب أنه ما ألتقى اثنان الرجل والمرأة الا والشيطان ثالثهما أي سيقعون بالخطيئة ربما , ولكن هذا لم يمنع ظهور قصائد الحب والغزل بعد الأسلام ومنها حتى الرثاء بعد وفاة المرأة الحبيبة وهذا ما نراه بقصيدة نتداولها اليوم منسوبة لسيدنا الأمام علي بن أبي طالب (ع) برثاء حبيبته السيدة فاطمة (ع) و حبيب ليس مثله وبعده حبيب ألخ القصيدة المشهورة !
وكان أشهر الشعراء عمر بن أبي ربيعة الذي ينحدر من عائلة قرية جدآ ولذلك لم يكن يحتاج لأحد ليمدحه لأكتفاءه الذاتي بل هو من يكرم الناس ويمنحهم العطايا و وكان يفرح بموسم الحج ويخرج لأستقبال الوفود وخاصة الأرستقراطيات الجميلات القادمات من العراق والشام وغيره لينشدهن الشعر وهن كن بالمقابل يثيرن أهتياجه ليمجدن أسمائهن بالتاريخ و وقسم قلبه المتأثر بهن بين الكثيرات من جميلات العرب ويحرص على توديعهن عند أنتهاء موسم الحج ويكتب الشعر بالحب والوداع والشوق للغائب وألخ من مشاعر ….
ولاأدري هل الأحساس لدى الشاعر لايتحرك ألا بالتأثر بالبيئة والمحيط به واليوم نحن بالعراق لانسمع شيئآ من شعر الغزل والحي حتى العامية الذي يغنى كله حزن وبكاء وندم لاادري هل ترك الأغنياء الأدب ونموذجهم بن أبي ربيعة ?