“إسرائيل” تهذي وحزب الله يؤرق العين الصهيونية
كان ومازال “حزب الله” حاضراً طوال الحرب الإسرائيلية على غزة، إن لم يكن بجسده فعلى الأقل بروحه، وإن لم يكن في ذهن العرب ففي أذهان الإسرائيليين على أضعف تقدير.
في البدء كانت الصواريخ وأساليب القتال، التي خبرها الإسرائيليون في صراعهم مع “حزب الله” ووجدوها مكثفة، وبعد ذلك جاءت الأنفاق، وبصرف النظر عن صحة أو عدم صحة التقديرات الإسرائيلية فإن أنفاق غزة على خطورتها، في نظرهم، هي غيض من فيض أساليب قتال يدخرها الحزب لمعركته المقبلة.
ولذلك إذا كانت الأنفاق في غزة خطرا فإنها في الجنوب اللبناني خطر أشد، ويكفي هنا استذكار أن “حزب الله” سبق وهدد في مرات سابقة بأنه لا يستبعد في أي جولات قتال مقبلة أن ينفذ هجمات إستراتيجية، يقوم فيها باحتلال مواضع في الجليل.
والواقع أن “إسرائيل” لم تتعامل مع هذا التهديد على أنه كلام، بل تأخذه بجدية، ومن المؤكد أن هذه الجدية في النظر إلى هذا التهديد باتت أشد بعد كل ما جرى في غزة، وعندما يلحظ الإسرائيليون الجرأة في أداء المقاومة الفلسطينية في غزة، بهجماتها الجريئة عبر الأنفاق، يتراءى لهم خطر أشد وأوسع في الجنوب اللبناني.
أمام كل هذا، بدأت “إسرائيل” بالاحتياط والتهديد المسبق بشن هجمات ضد “الحزب”، وهو إن نمّ عن شيئ، فلا يدل إلا عن خوف يعصف بالداخل الإسرائيلي وخصوصاً أن أمريكا و”إسرائيل” رفعتا مؤخراً من حدة التوترات والتصرفات المناهضة للقضية الفلسطينية، قضية العرب الأولى، وقضية الحزب الأولى أيضاً.
اليوم، أعلنت وسائل إعلام “إسرائيلية” أن رئيس أركان جيش الاحتلال “غادي إيزنكوت” تعهّد بالعمل بكل ما يلزم وذلك من أجل “الحفاظ على الحدود الشمالية، تحسباً لأي اعتداء محتمل قد يشنه حزب الله اللبناني” زاعماً أن “الجيش الإسرائيلي قادر على تحقيق النصر في الحرب وتكبيد العدو خسائر مؤلمة”، بحسب تعبيره.
وبالتأكيد، كمرات سابقة أنجز فيها الحزب مهمته، فإن الدخولُ إلى الجليلِ وتحقيقُ ضربةٍ غيرِ مسبوقةٍ للجبهةِ الداخليةِ الصِهيونية هما الصورتان اللتان سيحققهما حزبُ الله في الحربِ المقبلة مع الاحتلال، حسب الاوساطِ الصِهيونية.