في لبنان، السلطات الثلاثة لليبرمان: السيادة اللبنانية خط أحمر
شهارة نت – لبنان
أكد الرئيس اللبناني ميشال عون على أن كلام وزير الحرب الصهيوني عن بلوك رقم 9 الخاص بالغز البحري في البحر المتوسط يعتبر تهديد وأن لبنان لها كامل السيادة على مياهه الإقليمية ودفاع عن منشآته وحماية ثرواته.
كما نبّه رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري من تصريحات ليبرمان عن البلوك رقم 9 للغاز في المتوسط.
من جهته، أعلن رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري أنّ مسؤولين إسرائيليين يتعمّدون منذ أيام، توجيه رسائل تهديد إلى لبنان، آخرها ما ورد على لسان ليبرمان.
وجاء في بيان صادر عن رئاسة الحكومة أنّ “هذا الإدعاء باطلٌ شكلاً ومضموناً، وهو يقع في إطار سياسات “إسرائيل” التوسعية والاستيطانية لقضم حقوق الآخرين وتهديد الأمن الإقليمي”.
وأضاف أنّ الحكومة اللبنانية ستتابع خلفيات هذا الكلام مع الجهات الدولية المختصة، للتأكد على حقها المشروع بالتصرّف في مياهها الإقليمية ورفض أي مساس بحقها من أي جهة كانت، واعتبار ما جاء على لسان ليبرمان هو استفزاز سافر وتحدٍ يرفضه لبنان.
أما وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل فقد أكد حق لبنان في الدفاع عن نفسه وعن مصالحه الاقتصادية بكل الوسائل المتاحة. كما شدد على حق لبنان بالرد على أي اعتداء بالشكل المماثل.
من جهته، قال وزير الطاقة اللبناني سيزار أبي خليل إنّ لبنان سيستخدم كل الوسائل المتاحة لحماية حدوده البحرية من التهديدات الإسرائيلية.
يأتي ذلك بعد أنّ وصف ليبرمان إعلان لبنان مناقصة بشأن بلوك الغاز رقم 9 بـ”التصرف الاستفزازي”.
واعتبر ليبرمان خلال المؤتمر الدولي السنوي الحادي عشر “عدو أم شريك” الذي يجريه معهد أبحاث الأمن القومي في “إسرائيل” أنّ بلوك الغاز في البحر رقم 9 هو ملك لإسرائيل وليس للبنان.
وقال ليبرمان “نحن بعد العام 2000 عدنا إلى الحدود الدولية المتفق عليها وكان هناك موافقة عليها.. كل الاستفزازات التي يحاول حزب الله القيام بها والتحدي.. مثلاً فجأة سمعنا أن هناك ضغوطا تمارس.. ما الذي حصل إذا أقمنا عائقاً في أرضنا السيادية؟ أو أنهم مثلاً طرحوا مناقصة على حقول الغاز من بينها البلوك 9 الذي هو لنا! وحتى أنهم عرضوه في مناقصة طرحت دوليا.. وهناك شركات محترمة برأيي هي ترتكب خطأ فادحاً لأنه خلافاً لكل القواعد والتصرفات في هذه الحالات وهي ليست الحالة الأولى التي تكون موضع خلاف في الساحة الدولية على حقول النفط والغاز وغيرها.. يوجد هنا تصرف استفزازي ونحن نسعى للتصرف بحزم ولكن بمسؤولية أيضاً.
ولفت ليبرمان إلى أنّ الجميع يُدرك أن الجبهة الداخلية هي التحدي الأكبر الذي تواجهه “إسرائيل” في الحرب المقبلة.
وأضاف “ممنوع أن يكون هناك أشخاص يلهون على البحر في بيروت وأشخاص ينامون في الملاجئ في تل أبيب”.
الوزير الإسرائيلي تطرّق إلى المخاوف الإسرائيلية من الجبهة الشمالية قائلاً “عندما نتحدث عن جبهة الشمال فهي لا تشمل لبنان فقط بل سوريا أيضا وهنا يمكن القول إن سوريا ليس لديها القدرة على القول لا لحزب الله”.
وشدد ليبرمان على ضرورة إدراك أنّ طموح إيران “هو وراء كل ما يحصل في الشمال، وهو طموح منتشر في كل الشرق الأوسط”، مضيفا ” أساليب العمل في العراق وميليشيات شيعية مجهزة بنفس الصواريخ والخبرة والمستشارين، كالذين نراهم في اليمن أيضاً، ووراء هؤلاء جميعهم يقف (الجنرال) قاسم سليماني”.
حزب الله: تصريحات ليبرمان تعبير جديد عن الأطماع الإسرائيلية
بدوره، قال حزب الله إنّ “تصريحات وزير الحرب في حكومة العدو الصهيوني هي تعبير جديد عن الأطماع الإسرائيلية المتواصلة في ثروات لبنان وأرضه ومياهه، وتندرج في إطار السياسة العدوانية ضد لبنان وسيادته وحقوقه المشروعة”.
وأشار في بيان له إلى”أننا إذّ نعبّر عن تأييدنا لمواقف الرؤساء الثلاثة وبقية المسؤولين اللبنانيين ضد هذا العدوان الجديد، نجدد تأكيدنا على موقفنا الثابت والصريح في التصدي الحازم لأي اعتداء على حقوقنا النفطية والغازية والدفاع عن منشآت لبنان وحماية ثرواته”.
يجب الاستعداد للمناورة البرية
وفي سياق متصل، نقلت صحيفة هآرتس عن ليبرمان قوله إنه “في المعركة المقبلة مع لبنان سيضطر الجيش الإسرائيلي إلى إرسال الجنود للقيام بمناورة برية وللأسف من دون جنود على الأرض هذا لا ينتهي”.
وتطرّق ليبرمان في كلمته في مؤتمر مركز أبحاث الامن القومي إلى إمكانية الحرب على الجبهة الشمالية، وقال “ربما في المعركة المقبلة مع لبنان سيضطر الجيش الإسرائيلي إلى إرسال الجنود للقيام بمناورة برية”، مضيفاً أنها “ليست هي هدف بحد ذاتها، ولا أحد يبحث عن مغامرات، لكن إذا فرضت علينا-فان الهدف هو انهائها بأسرع ما يمكن وبتحقيق الهدف بشكل قاطع وواضح، فما رأيناه في كل المواجهات في الشرق الأوسط، للأسف من دون جنود على الأرض لا ينتهي”.
وأضاف “هذا ما يستوجب جهوداً كبيرة، وللأسف أيضاً سقوط خسائر، فكل الخيارات مفتوحة وانا لست مرهوناً لأي نظرية. لذا يجب الاستعداد للمناورة البرية”.
ليبرمان: الاتفاق النووي سيئ جداً وندعو الدول العربية لفتح سفارات في “إسرائيل”
في سياق آخر، وصف الوزير الإسرائيلي الاتفاق النووي مع إيران “بالسيئ جداً”، معتبراً أنه يُدخل منطقة الشرق الأوسط في سباق تسلح نووي. ولفت إلى أنّ الأميركيين يدركون أن الاتفاق النووي ليس تهديداً “لإسرائيل” فقط، بل هو تهديد للأميركيين والسعودية ولكل العالم، مضيفاً “ليس علينا اليوم إقناع دول الخليج بأن إيران هي خطر فوري علينا جميعاً هم يعلمون ذلك، نحن لسنا لوحدنا.. هذه مشكلتنا جميعاً”.
وخلال الحوار معه، رفض ليبرمان أكثر من مرة الإجابة على سؤال حول خطة “إسرائيل” في حال انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي وعادت إيران لتخصيب اليورانيوم وإنتاج السلاح النووي.
كما شدد ليبرمان على أن الصراع ليس مع الفلسطينيين، بل هناك صراع مع كل الدول العربية ويجب التوصل الى صفقة شاملة وتسوية مع دول عربية، داعياً لأن يكون هناك “سفارات في “إسرائيل” لكل الدول العربية المعتدلة ويكون هناك رحلات مباشرة فيما بيننا”.