MBC تتجه نحو مصير مجموعة “بن لادن”
شهارة نت – الرياض
نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية تقريراً تساءلت فيه عن مصير مجموعة “MBC” عقب الإفراج عن مؤسسها ورئيس مجلس إدارتها، الوليد الإبراهيم، بعد قضائه 83 يوماً في فندق “الريتز-كارلتون” في الرياض، قائلةً إنّ الحملة على “الفساد الممنهج”- وفقاً لتسمية السلطات السعودية- تتجه نحو مرحلة جديدة على ما يبدو.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين سعوديين قولهم إنّ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يزيد الضغوطات على الموقوفين المتبقين، إذ يهدد بنقلهم إلى سجن حقيقي ومحاكمتهم، مشيرةً إلى السلطات السعودية لم تكشف عن سبب توقيف الإبراهيم وغيره من أعضاء مجلس إدارة “MBC”.
كما أوضحت الصحيفة أنّ تفاصيل التسوية التي أفضت إلى الإفراج عن الإبراهيم ما زالت مجهولة، مبيّنة أنّه لم يُعرف إذا ما سلّم أيّاً من أصوله في “MBC” أو إذا تخلّى عن إدارتها.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ البعض حذّر من أنّ إيداع الموقوفين في “الريتز” ومنعهم من التواصل مع محاميهم والضغط عليهم من أجل تسليم أصولهم للحكومة السعودية، قد يقوّض الإصلاحات التي يسعى بن سلمان إلى تحقيقها، ملمحةً إلى أنّ “قضية MBC” توحي بأنّ الحملة على الفساد تنطوي على دوافع أخرى، مثل الرغبة في الإساءة إلى الخصوم وتصفية الحسابات والسيطرة على أصول محدّدة مثل “MBC”، وذلك كما يشتبه عدد كبير من السعوديين.
في هذا السياق، كشفت الصحيفة أنّ ممثلي بن سلمان بدأوا يفاوضون الإبراهيم منذ 2015 لشراء “MBC”، لافتةً إلى أنّ المحادثات تعرقلت إثر إصرار ولي العهد على دفع مبلغ أقل بكثير من ذلك الذي حدّده الإبراهيم، وهو الذي يتخطى الـ3 مليارات دولار.
وأضافت الصحيفة أنّ محاسبين من شركة “PwC” البريطانية أُحضروا إلى السعودية للتدقيق في حسابات الشركة الخريف الفائت، مستدركةً بأنّ الإبراهيم حضر إلى الرياض في أوائل تشرين الثاني الفائت لحضور اجتماع مع بن سلمان قبل إيقافه في صباح اليوم التالي.
وأوضحت الصحيفة أنّ توقيف مالكين آخرين لـ”MBC” وأغلبية أعضاء مجلس إدارتها، أثار مخاوف داخل الشركة من أنّ بن سلمان يخطط للسيطرة عليها بدلاً من شرائها.
وتابعت الصحيفة أنّ موظفي “MBC” تبلّغوا خبر الإفراج عن الإبراهيم بموجب رسالة إلكترونية بعثها الرئيس التنفيذي في الشركة سام بارنيت، في وقت متأخر من يوم أمس، مؤكدةً أنّ الموظفين راحوا يتساءلون عما إذا بقيت ملكيتها بيد الإبراهيم وعما إذا تأثر دوره فيها.
من جهتها، ألمحت الصحيفة إلى احتمال مواجهة “MBC” مصير “مجموعة بن لادن” نفسه، شارحةً بأنّ مجلس إدارة الأخيرة بات خاضعاً فعلياً لسيطرة السلطات السعودية التي تحوّل حصص العائلة فيها إلى الحكومة، وذلك بعد توقيف 5 من أفراد العائلة الذين يديرون الشركة، على حدّ ما نقلت عن مصدر مطلع.
إلى ذلك، تحدّثت الصحيفة عن احتمال مواجهة “MBC” مصير قناة “العربية” التي أطلقتها الشرطة في العام 2003، كاشفةً أنّ البلاط الملكي السعودي سيطر عليها فعلياً في العام 2014، ولكن من دون الكشف عن ذلك للعلن، وذلك حفاظاً على صورة القناة كمستقلة.