استراتيجية روسيا بالانفتاح على المنطقة العربية
مقالات
بسبب الاستراتيجية والنهج المدمر الذي تعتمده الولايات المتحدة كوسيلة من وسائلها في ادارة السياسة الخارجية، بدأ حلفاؤها التقليديون كفرنسا والمانيا وحتى بريطانيا بانتهاج سياسة مستقلة عن المحور الامريكي في محاولة لحماية مصالحها في الشرق الاوسط خصوصا، لضمان تدفق مصادر الطاقة اليها كالغاز والنفط الخام، حيث بدأت تستشعر الخطر من بقائها منقادة لهذا المحور، وبدأت هذه الدول باتخاذ مواقف أكثر حزما من ذي قبل، عندما صوتت لصالح القرار الاممي الرافض لاعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، وعدم قناعتها بمراجعةالاتفاق النووي مع ايران مرة ثانية.
أصيبت السياسة الخارجية للولايات المتحدة بانهيارات جزئية، مما سيدفعها الى ارتكاب حماقات سياسية وعسكرية كردة فعل ، لمحاولة انقاذ جزء من وجودها في الشرق الاوسط الذي بدأ بالانهيار.
هذا الارتباك والانهيار السياسي، استغلته روسيا في ان تتوسع بشبكة علاقاتها وعملت على عقد صفقات أسلحة مع الدول المناوئة لأمريكا ، وإنشاء
تحالفات مستقرة ومتكافئة، كما هي الحال مع ايران حيث شهدت الساحة السورية مصداقا قويا واختبارا حقيقيا لهذا التحالف، كما أنها تعهدت بتجهيز ايران بمنظومة صواريخ اس 300، وعززت تمددها العسكري في افريقيا ببناء قاعدة عسكرية في السودان وبناء علاقات جيدة مع مصر بأرسال معدات واسلحة حديثة و خبراء عسكريين لتدريب وتطوير الجيش المصري.
في خضم هذه المتغيرات يتحتم على صناع القرار السياسي العراقي من استغلال الانفتاح الروسي في تدعيم السياسة الخارجية للعراق وتعزيز التعاون في مجال مكافحة الارهاب والاستخبارات و مجال تطوير المنظومة التسليحية للجيش العراقي لتمكينه من مساواته بما تمتلكه الدول المجاورة من اسلحة استراتيجية متطورة وذات كفاءة في حماية أمن و سيادة البلاد، حيث وقعت تركيا وايران والسعودية مع روسيا عقودا لتجهيزها بهذه المنظومة المتطورة ، فرغبة الاتحاد الروسي في تجهيز العراق بمنظومة اس 400 يجب ان تتبعها خطوات ايجابية من قبل الحكومة العراقية لإنجاح هذه الرغبة و التي تصب في مصلحة العراق.
إن تشبثت الولايات المتحدة بوجودها في العراق يأتي من أهمية دور العراق في المنطقة، ولذلك ستجتهد في ابقاء العراق في حالة من عدم الاستقرار سياسيا وأمنيا واقتصاديا……. الخ .
وتأتي اتهامات الصحيفة للولايات المتحدة بدعمها لداعش حقيقة لمسها العراقيون اكثر من غيرهم، وبالتالي هذا الاتهام ما هو الا للتغطية على الدور التركي الخطير في الاعمال العدائية ضد شعب العراق كقطع المياه والسماح لأمريكا والسعودية وقطر باستخدام الاراضي التركية كقاعدة انطلاق للتنظيمات الإرهابية نحو سوريا والعراق.