باكستان تفرج عن موالين لطالبان ردا على التصعيد الأمريكي
شهارة نت – باكستان
صعّدت باكستان من إجراءات ردّها على تجميد واشنطن للمساعدات الأمنية، من خلال إطلاق سراح مساجين موالين لحركة طالبان المتطرفة، في خطوة يرى فيها متابعون محاولة للضغط على الحكومة الأميركية للعدول عن قرارها، في وقت سارعت فيه إسلام أباد إلى التقرب من الصين، كبديل مالي عن واشنطن.
أكد مسؤولون باكستانيون الثلاثاء أنّ من المتوقع إطلاق سراح إمام راديكالي موالٍ لحركة طالبان المتشددة، أواخر الأسبوع الجاري، وسط تأجج التوترات بين واشنطن وإسلام أباد، على خلفية تجميد الولايات المتحدة للمساعدات الأمنية المخصصة للحكومة الباكستانية، المتهمة بالتساهل في مكافحة الإرهاب.
وأصدرت محكمة عليا في إقليم خيبر باختونخوا شمال غربي باكستان، قبل يوم واحد، حكما بالإفراج عن الإمام صوفي محمد، بكفالة، حيث أكد محاميه أنه بصدد إتمام وثائق إطلاق سراحه، وأنه سيخرج في وقت لاحق هذا الأسبوع.
ويتهم صوفي محمد، عم زعيم طالبان باكستان مولانا فضل الله، بالقتل والخيانة والإرهاب والتمرد، حيث يعتبر رجل الدين الموالي لطالبان وزعيم جماعة تنفيذ الشريعة المحمدية المحظورة، المخطط لحركة عنف تسعى إلى تطبيق الشريعة في منطقة ملاكند في شمال غرب البلاد.
وأوقف الرجل عام 2001 أثناء عبوره الحدود الأفغانية الباكستانية برفقة عشرة آلاف مسلح، واتهم بإرسال المئات من المسلحين لاستهداف القوات الدولية التي تقودها أميركا أثناء محاولتها الإطاحة بنظام طالبان. وتأتي الخطوة بعد أيام من إعلان الإدارة الأميركية تجميدها المساعدات الأمنية التي تقدمها لباكستان حتى تتخذ إسلام أباد إجراء ضد المتشددين الذين يشنون عمليات إرهابية داخل أفغانستان المجاورة انطلاقا من أراضيها.
خواجة محمد آصف: المساعدات الأميركية لم تكن عملا خيريا، بل كانت لقاء خدمات
وعلق وزير الخارجية الباكستاني خواجة محمد آصف، تعقيبا على تجميد الولايات المتحدة للمساعدات، بالقول “المساعدات التي قدمتها الولايات المتحدة لبلاده طيلة السنوات الـ15 الماضية لم تكن عملًا خيريًا، بل كانت لقاء خدمات”.
ويرى محللون أن باكستان تحاول مقايضة الولايات المتحدة بالتقرب من الصين، حيث كثف مسؤولوها اللقاءات بنظرائهم الصينيين، بحثا عن مساعدات مالية قد توفرها بكين في إطار مشروع طريق الحرير. وأفادت صحيفة “ساوث تشاينا مورنينغ بوست” بأن الصين تعتزم بناء قاعدة بحرية بجوار الميناء الاستراتيجي في منطقة جوادر الباكستانية، حيث يعتبر الميناء جزءا رئيسيا من الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني وإحدى النقاط المهمة في خطة الرئيس الصيني شي جين بينغ تحت عنوان “حزام واحد… طريق واحد”. وأشار مراقبون إلى أن الصين تتجه نحو “عسكرة باكستان”، خاصة المحيط الهندي، لاستغلال البلاد ضد الهند التي تتجاهل قلقها بشأن الإرهاب، فيما أكد خبراء أن قدرات الأسطول الهندي في المنطقة أكبر من خبرة وقدرات باكستان والصين.
وقد نشأ التوتر بين الهند والصين في صيف عام 2017، بسبب الحادث الذي جدّ في هضبة دوكلام على الحدود بين البلدين، إذ دفعت القوات الهندية الجنود الصينيين لمغادرة المنطقة بعد إعلان بكين عن شق طريق عبر الهضبة.
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية، في وقت سابق الاثنين، أن الولايات المتحدة عرضت على باكستان اتخاذ إجراءات ملموسة لإعادة العمل بالمساعدة الأمنية التي علقت واشنطن العمل بها الأسبوع الماضي.
وقال الكولونيل روب مانينغ، المتحدث باسم البنتاغون، “إن ما نريده بسيط جدا، يجب ألا يجد قادة طلبان وحقاني الذين يخططون لارتكاب اعتداءات ملجأ لهم في باكستان، وألا يتمكنوا من شن عمليات انطلاقا من الأراضي الباكستانية”.