ناقوس الانهيار يدق أبواب التحالف العربي
شهارة نت – تحليل
نشرت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية على صفحتها الإلكترونية على شبكة الانترنت، مذكرة لسفير الكيان الإسرائيلي السابق لدى كل من رومانيا ومصر والسويد، انتقد فيها النهج الذي تتبعه السعودية في منطقة الشرق الأوسط واعرب عن اسفه إزاء فشل التحالف العربي في مواجهته مع إيران.
وجاء أيضا في هذه المذكرة التي نُشرت تحت عنوان “الجبهة السنية التي شُكلت لمواجهة إيران، انهارت ولم تعد موجوده”: “أن الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” اتفق مع نظيره الأمريكي “دونالد ترامب”، بأن حل الأزمة في سوريا يجب أن يكون سياسيا لا عسكريا”.
وحول هذا السياق اعترفت الولايات المتحدة مؤخرا بأن سياستها السابقة التي كانت تتبعها للإطاحة بالرئيس السوري “بشار الأسد” من السلطة وإبعاده عن المشهد السياسي السوري والتي أكد عليها الرئيس الأمريكي السابق “باراك أوباما” في وقت سابق، لم تعد مجدية ولهذا فإن الولايات المتحدة تعمل في وقتنا الحاضر على تسليم الشرق الأوسط لروسيا وإيران للاهتمام بشؤونه وحل النزاعات فيه.
وهنا يمكن القول بأن عدم تعاون الولايات المتحدة مع روسيا فيما يخص الأزمة السورية، قد أدى أخيرا إلى ارتفاع صوت ناقوس انهيار التحالف العربي، الذي شُكل لمواجهة إيران – تحالف السعودية والدول الخليجية ومصر – والذي تحدث عنه الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” بفخر خلال زيارته الأخيرة إلى العاصمة السعودية “الرياض” في مايو الماضي.
في الحقيقة أن هذه الجبهة السنية لم تستطع البدء بعملها بشكل جدي وذلك يرجع إلى أنها كانت من ناحية منشغلة بالأزمة القطرية ومن ناحية أخرى كان لعدم مشاركة مصر بشكل فعَال في عملية مواجهة إيران في المنطقة، أثر سلبي عليها. ففي وقتنا الحاضر نرى بأن مصر تقوم بتعزيز علاقاتها الدبلوماسية مع موسكو وتبحث لها عن حلفاء جُدد يتفقون مع سياساتها تجاه الأزمة السورية.
الجدير بالذكر هنا أن السعودية في الوقت الحاضر فهمت واستوعبت بأن الدعم الأمريكي لن يفيدها في شيء وبأنها سوف تصبح وحيدة في نهاية المطاف ولهذه الأسباب قامت حكومة آل سعود، بإجبار رئيس الوزراء اللبناني “سعد الحريري” على تقديم استقالته من منصبه وبهذه الطريقة استطاعت السعودية أن تخلق أزمة جديدة في لبنان ولكي تفلت من جريمتها هذه سلطت السعودية جميع وسائل الإعلام المرئية والمسموعة لإقناع عامة الناس بأن إيران هي المسبب الرئيسي لهذه الأزمة واتهمت إيران أيضا بأنها لا تسعى فقط للسيطرة على لبنان والدول الخليجية وإنما تسعى للسيطرة على الشرق الأوسط بأسره.
وهنا يجب القول بأن إيران هي الدولة الوحيدة التي استطاعت أن تفوز وتحقق نجاحاً ملموساً في الأزمة السورية. ففي وقتنا الحاضر نرى بأن إيران استطاعت بعد جهد كبير أن تصنع لها موضع قدم وتزيد من نفوذها في سوريا. وتجدر الإشارة هنا بأن إيران استطاعت أيضا أن تُظهر بأن لديها تواجد ونفوذ قوي في العراق واليمن وسوريا ولبنان وبأنها تستطيع أيضا نقل المليشيات الشيعية شبه العسكرية الموالية لها بين العراق وسوريا ولبنان وأيضا لها القدرة على توفير معدات عسكرية متقدمة لقوات أنصار الله في اليمن.
لقد أصبحت السعودية محاصرة من جميع الاتجاهات وهذا الشيء يثير غضب الأسرة الحاكمة في السعودية والكثير من المسؤولين السعوديين”. فلقد أثارت أعمال القادة والمسؤولين السعوديين المفاجئة، أصوات الاحتجاجات في وسائل الإعلام الأخرى غير الموالية لهم وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة “الأخبار، قائلة”: “باستثناء دولة الإمارات التي تقوم بدعم السياسات السعودية، فإنه لا توجد هنالك أي دولة خليجية اُخرى تؤيد التدابير الأخيرة التي قام بها ولي العهد السعودي الأمير “محمد بن سلمان”.
لقد أدت زيادة التوترات التي خلقتها السعودية في عدة جبهات في منطقة الشرق الأوسط، إلى تولد حالة من القلق لدى جيرانها الخليجيين، فالكويت وعمان مستاؤون كثيراً من الأعمال الأخيرة التي قامت بها السعودية والتي أدت إلى اتساع رقعة التوترات في المنطقة بأسرها.
وهنا تجدر الاشارة إلى أن السعودية أصبحت في نهاية المطاف وحيدة بين أشقائها العرب في حربها الواسعة التي تقوم بها في عدد من الجبهات الداخلية والخارجية. ففي هذه الأثناء أيضا، تسعى قطر للتقرب اكثر من إيران وذلك بعدما تأزمت الأوضاع بينها وبين جارتها الكبيرة “السعودية” واصبح من غير الممكن تحسن العلاقات بينهما ورجوعها كما كانت عليه في الماضي