انقلاب ملكي ليلة الانقلاب في السعودية
شهارة نت – الرياض :
أحدثت قرارات الملك السعودي “سلمان بن عبد العزيز” ضجة كبيرة داخل أروقة القصر الملكي، ولا تزال الأيام المقبلة تخفي في طياتها مفاجآت كبرى يقودها نجله ولي العهد محمد بن سلمان، بعد أن عيَّن الأمير خالد بن عبد العزيز بن محمد بن عيّاف آل مقرن، رئيساً جديداً للحرس الوطني.
جاء تعيين آل مقرن بعد عزل الأمير متعب بن عبد الله، نجل الملك الراحل، والرجل الثاني القوي داخل شجرة العائلة ممَّن يمتلكون نفوذاً قوياً داخل المؤسسة العسكرية، ليطوي بذلك محمد بن سلمان طموح منافسيه على الحكم، بعد إسقاط ورقة محمد بن نايف ولي العهد المقال.
ولا تبدو الأمور هادئة داخل القصور السعودية، عقب الأوامر الملكية التي وضعت محمد بن سلمان في كرسي ولاية العهد في يونيو الماضي، وما أنتجته من عملية تغيير تمثلت بأوامر ملكية منحت الأخير صلاحيات معاقبة العشرات من المسؤولين والأمراء عبر رئاسة هيئة جديدة لمكافحة الفساد التي عصفت بالمملكة مؤخرا.
و في هذا السياق مهَّد بن سلمان الطريق أمامه من خلال إزاحة أهم المسؤولين المتنفذين “أمنياً”؛ أبرزهم وزير الداخلية السابق الأمير محمد بن نايف، والأمير متعب بن عبد الله، رئيس الحرس الوطني، اللذين تسلما منصبيهما من خلال التدرج الوظيفي العسكري المعمول به في المملكة طيلة العقود الماضية؛ لتُفاجئ أوامر الملك سلمان الرأي العام بتعيين الأمير خالد بن عبد العزيز آل مقرن على رأس أعلى مؤسسة أمنية، بعد أن كان يشغل وظيفة سكرتير، وهو حاصل على بكالوريوس في إدارة الأعمال، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء السعودية التابعة للحكم السعودي (واس)، وليس من شهادة عسكرية أو أمنية تؤهله أمنياً لهذا المنصب. فهل يعقل هذا؟
من هو الرئيس الجديد للحرس الوطني؟
ولد الأمير خالد في العاصمة السعودية الرياض، وكان والده عبد العزيز بن محمد بن عياف من مؤسسي الحرس الوطني بجانب الأمير عبد الله بن فيصل الفرحان آل سعود، وشغل والده لاحقاً منصب وكيل للحرس الوطني، وتوفي العام 2016.
والأمير خالد آل مقرن متزوج ولديه 4 أبناء، ولديه أيضاً أربعة عشر أخاً وأختاً، خمسة إخوة من الذكور وتسعة من الإناث. ولا ينتمي الأمير آل مقرن لفرع العائلة الحاكمة في السعودية.
وبحسب وكالة الأنباء السعودية (واس)، أن رئيس الحرس الوطني قد حصل على درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال من الولايات المتحدة الأمريكية عام 1996.
كما عُيّن الأمير الذي ولد وترعرع في العاصمة الرياض، على وظيفة سكرتير بالمرتبة العاشرة بمكتب وكيل الحرس الوطني للشؤون العسكرية، مديراً للمكتب السري في العام 1997. ثم كُلّف مشرفاً عاماً على مكتب وكيل الحرس الوطني للشؤون العسكرية، ووكيلاً للحرس لشؤون الأفواج بالمرتبة الخامسة عشرة، وترأس عدداً من اللجان الخاصة بالأفواج.
وأسندت الأوامر الملكية الأخيرة مهام الحرس إلى الوطني إلى الأمير خالد الحاصل على دورات إدارية، على عكس الأمير متعب الذي تدرج وظيفياً في مهام الحرس الوطني، وحصل على مهارات ورتب عسكرية وأمنية. فما هي أبعاد هذا التغير المفاجئ في المملكة؟ ولكن هل من الممكن أن يتبوأ هكذا منصب حساس رجل من غير العائلة الحاكمة؟!
انقلاب ملكي.. “ليلة الانقلاب”
ومنذ مساء السبت 4 نوفمبر 2017، تشهد المملكة العربية السعودية تحركات أمنية وسياسية وأوامر ملكية طالت شخصيات كبرى وأمراء ورأسماليين كثر؛ ما دفع البعض إلى وصفها بأنها “ليلة انقلاب” في القرارات، وخاصة ان هذه الاحداث تحدث للمرة الاولى في تاريخ السعودية بعد أن بدأ الملك بحملة الاعتقالات التي لم ترحم أحد من رجال دين وسياسيين وأمراء متذرعا بالفساد.
وفي هذا السياق شنّت أجهزة الأمن السعودية حملة اعتقالات جديدة طالت هذه المرة أمراء يشغلون مناصب حساسة في الدولة، في حين أشارت أنباء إلى اعتقال وزير الحرس الوطني، الأمير متعب بن عبد الله، بعد وقت قصير من إعفائه من منصبه.
وسائل الإعلام السعودية، ذكرت أنه حتى منتصف ليلة السبت/الأحد، تم اعتقال 11 أميراً و38 وزيراً ونائب وزير حاليين وسابقين، وأسماء أخرى عديدة بتهم الفساد.
وبحسب ما نُشر؛ فإنه تم إيقاف الأمير متعب بن عبد الله وزير الحرس الوطني، بتهم اختلاسات وصفقات وهمية وترسية عقود على شركات تابعة له، إضافة إلى صفقات سلاح في وزارته.
كما شملت الاعتقالات خالد التويجري، رئيس الديوان الملكي السابق؛ بتهم الفساد وتلقي الرشاوي، والأمير تركي بن عبد الله أمير الرياض السابق، بتهم فساد، ورجل الأعمال وليد الإبراهيم، صاحب المجموعة التلفزيونية الكبرى عربياً MBC، بعدة تهم تتعلق بالفساد، والأمير الوليد بن طلال في قضايا غسل للأموال، والأمير تركي بن ناصر بن عبد العزيز بتهمة توقيع صفقات سلاح غير نظامية، وصفقات في مصلحة الأرصاد والبيئة.
وفي الخلاصة عدة أسئلة تطرح نفسها بعد ضجيج الاحداث التي تدور في أروقة المملكة من اعتقالات واقامة جبرية وعزل أمراء من العائلة الحاكمة. فما هي تداعيات هذه الاحداث على المملكة في ظل ولي عهد متهور؟ أحقا بدأ عهد “بداية النهاية”؟