السعودية بعد “عاصفة الحزم “في أزمة عسكرية اقتصادية سياسية
شهارة نت – تقرير :
وقعت السعودية في المستنقع اليمني عسكرياً وسياسياً واقتصادياً، الحرب على اليمن قد اطاحت بالنظام السعودي امام المجتمع الدولي والرأي العام العربي والغربي بعد الجرائم التي ارتكبها بحق الشعب اليمني والهزائم والخسائر الذي تلقاها في مختلف الجبهات، خصوصاً الحدودية (نجران وجيزان وعسير).
الاقتصاد السعودي في حرب اليمن…
حرب اليمن بمشاركة 10 دول وبقيادة السعودية في 25 مارس 2015م تحت عملية عاصفة الحزم، انهكت الاقتصاد السعودي، وبحسب المعلومات كلفة الحرب فقط في الاطار العسكري تجاوزت الـ 800 مليون دولار، و بحسب اخر دراسة لجامعة هارفرد، قد تكون كلفة الحرب في اليمن 200 مليون دولار في اليوم على السعودية، لكن في النهاية لا يستطيع أحد حتى الساعة تقديم أرقام دقيقة عن تكلفة الحرب التي تقودها السعودية على اليمن تحت اسم “عاصفة الحزم”، ويعود السبب في ذلك إلى رفض القائمين عليها تقديم معلومات يمكن الاعتماد عليها بهذا الخصوص، اما في خصوص شراء الذمم والرشاوي للمنظمات الدولية والحقوقية قد كلفت السعودية ودول الخليج اكثر من هذا.
ويرى الخبراء ان حرب اليمن كبدت السعودية فاتورة باهظة التكاليف وتقود الرياض الى مربع ازمات اقتصادية خانقة، وفرار المستثمرين والأمراء من المملكة.. وسط تعاظم كبير لمظاهر السخط الشعبي لدى المواطنين السعوديين جراء تدهور مستويات المعيشة في بلد الذهب الأسود وحتى خصخصة مؤسسات قطاع النفط، ومنها شركة “أرامكو” ورفع الضرائب وتخفيض قيمة العملة الوطنية؛ لن تمكنها من مواجهة تداعيات الأزمة الاقتصادية الحادة بسبب تكاليف الحرب على اليمن الباهضة.
وفي صعيد نتائج الحرب على اليمن، فقد تأكد للجميع أن السعودية باتت تعاني من نقص في ميزانية الدولة وهذا ماسبب في انخفاض في الاقتصاد السعودي، والرؤية 2030 التي اعلن عنها محمد بن سلمان سابقاً تأتي في اطار تظليل للرأي العام السعودي والهروب من تساؤولات المحللين والمتابعين للاقتصاد السعودي.
السعودية بعد عاصفة الحزم…
عائلة آل سعود قد انهكت السعودية في العالم خصوصاً بدعم الارهاب في العراق وسوريا وليبيا وغيرها من البلدان وايضاً بعد الكشف عن الجرائم التي ارتكبتها في اليمن من خلال استهداف المناطق الآهلة بالسكان وقتل المدنيين وهدم البنية التحتية في العمليات العسكرية وتفاقم الاوضاع الانسانية بفرض حصار شامل على الموانئ والمطارات .
اليوم النظام السعودي وبعد ضمه للمرة الثانية ضمن القائمة السوداء لا يستطيع ان يجد مبررات للخروج من تساؤولات المجتمع الدولي كونه يعرف ان ايقاف الحرب يساوي وقوفه أمام المحكمة الجنائية الدولية، وأنها ايضاً باتت لا تعتمد على سياسات واستراتيجيات الولايات المتحدة بعد احداث عدن والمحافظات الجنوبية.
لكن على الرغم من ترحيب منظمات حقوق الإنسان الدولية بإدراج التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية على مسودة اللائحة السوداء للدول والكيانات التي ارتكبت انتهاكات بحق الأطفال في اليمن، فإن هناك مخاوف من إفلات الرياض من القائمة مجددا كما حدث العام الماضي.
وقسمت مسودة اللائحة السوداء إلى قسمين: الأول يضم لائحة الدول التي ارتكبت تجاوزات بحق الأطفال من دون اتخاذ إجراءات وقائية لحمايتهم، في حين يضم القسم الثاني لائحة بالدول التي اتخذت إجراءات وقائية للحد من تأثير العمليات العسكرية على الأطفال، وأدرج التحالف العربي في القسم الثاني، بينما صنّف الحوثيون الذين تقاتلهم السعودية في اليمن والقاعدة في القسم الأول.
وجاء في مشروع التقرير في اليمن تسببت أعمال التحالف العربي عام 2016 خلال هجمات استهدفت مدارس و مستشفيات بسقوط 683 ضحية من الأطفال في 38 عملا تم التحقق منها.
وأضاف أن نصف الضحايا من الأطفال اليمنيين سقطوا بسبب غارات التحالف بقيادة السعودية، وإذا كان التحالف قد اتخذ إجراءات عام 2016 للحد من تداعيات النزاع في اليمن على الأطفال، فإن “الخروق الخطيرة بحقهم بقيت قائمة وعلى مستوى مرتفع غير مقبول”.
الامم المتحدة أضافت التحالف الذي تقوده السعودية إلى القائمة السوداء لفترة وجيزة العام الماضي (2016م)، ثم استبعده في ما بعد الأمين العام السابق، بان كي مون، إلى حين إجراء “مراجعة”.
السعودية والفشل العسكري…
بعد الفشل العسكري الذريع في مواجهة الجيش واللجان الشعبية، خصوصاً بعد تغيير الاستراتيجية اليمنية من الدفاع الى الهجوم، قررت السعودية بسحب قواتها من الحدود مع اليمن.
حيث تشير المعلومات العسكرية والاستخباراتية، ان الجيش السعودي يسحب جنوده من أغلب المواقع الحدودية واستبدالهم بعناصر من المرتزقة، يأتي هذا القرار بحسب المصادر والمعلومات لأمرين:
الاول: الضغوطات التي تلقاها النظام السعودي من قبل بعض الأمراء على خلفية الخلافات العائلية.
الثاني: خشية من انقلاب وشيك على آل سعود، من قبل عوائل الجنود الذين لقو مصرعهم في الحدود اليمنية السعودية.
وبحسب التقارير والمعلومات العسكرية، ان هذه المفاجئات العسكرية السعودية تأتي بعد تكبد القوات السعودية خسائر فادحة خصوصا في معارك الأسابيع الماضية، وان السبب الحقيقي لأستجلاب المرتزقة الى الخطوط الأمامية في الحد الجنوبي يأتي خوفاً من ان يقع الجنود السعوديين اسرى في يد الجيش اليمني واللجان الشعبية وكذلك مقتل العديد منهم كما يبثه الإعلام الحربي بالصوت والصورة.
وتكشف المعلومات، ان اطالت أمد الحرب ستضعف امكانيات النظام السعودي وسيفقدون مصداقيتهم أمام اسيادهم (أمريكا والكيان الصهيون والغرب) من خلال حرب الاستنزاف التي باتت تفتك بالتحالف عامة والجيش السعودي خاصة لوجود حدودها المشترك مع اليمن، وهذا ما وثقه عدسة الاعلام الحربي.