معهد استخباراتي أمريكي بشير الى توقعاته المستقبلية حول اليمن والمنطقة
شهارة نت – تقرير :
استعرض معهد “ستراتفور” الاستخباراتي الأمريكي، توقعاته لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مشيرا الى أن المنطقة على مفترق الطرق.
وتتلخص قصة المنطقة، كما يراها المعهد الأمريكي كما هو الحال في كثير من الأحيان، في الأماكن العالقة بين اللاعبين الأجانب، وقصة التبادل التجاري والصراعات.
اولا: اليمن
حيث يشير المعهد الاستخباراتي الامريكي الى عدم وجود نهاية في الأفق للصراع الذي طال أمده في اليمن.
وأشار المعهد الى توقعه باستمرار تحالف انصار الله ومؤيدي الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وأضاف” مع كل محاولة جديدة يقوم بها الجيش اليمني لإطلاق الصواريخ باتجاه السعودية، ستلجأ الرياض الى اتهام إيران بنهريب الأسلحة اليهم في حين ستسعى السعودية إلى كسب مزيد من الحكم الذاتي في الجنوب .
ثانيا : الاتفاق النووي
يرى المعهد أن واشنطن ستكون وحدها ضد الاتفاق النووي، مشيرا الى اتفاق ايران النووي مع القوى العالمية سيكون أكثر هشاشة من أي وقت مضى، إلا أنه من المرجح أن يظل قائماً خلال الربع الأخير من العام، وفي محاولة للحد من نفوذ طهران المتزايد في الشرق الاوسط، يضغط العديد من المسؤولين الأمريكيين لإعادة النظر في تطبيق بعض العقوبات ضد إيران، تلك التي تم تجميدها وفق خطة العمل الشاملة المشتركة (المنبثقة عن الاتفاق النووي الإيراني مع الدول الكبرى).
ولأن معظم الأدلة، بما في ذلك النتائج التي توصلت إليها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تشير إلى أن طهران لم تكسر بنود الصفقة، سيكون من المستحيل تقريبا على البيت الأبيض أن يبرر عدم تجديد التصديق على الاتفاق على أساس خرق مادي من قبل إيران، لكن واشنطن قد تختار عدم تجديد التصديق بحجة أن الصفقة ليست فى مصلحة الأمن الوطني الأمريكي. وإذا رفض البيت الأبيض تجديد التصديق على الاتفاق، فإن الكونغرس الأمريكي سيكون لديه 60 يوما لبحث إعادة فرض العقوبات المرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني.
ونظرا للدعم المستمر للاتفاق بين حلفاء واشنطن، إلى جانب التركيز الأمريكي المكثف على كوريا الشمالية في هذا الربع، لن يأخذ المشرعون الأمريكيون الاقتراح بإعادة فرض العقوبات ضد إيران على محمل الجد.
ويرى المعهد ان ايران ستسعى لتحسين تعاونها التجاري مع اوروبا واستثمار ذلك لتطبيع دورها في المجتمع الدولي، وبينما يتصاعد الضغط من واشنطن، ستسعى طهران إلى الحصول على المساعدة في أماكن أخرى، من خلال إعادة الروابط تدريجيا مع السعودية وتركيا.
واشار الى ان السعودية سيكون لديها الدافع للسعي إلى تقارب محدود مع إيران، حيث تستعد المملكة لانتقال حساس في القيادة، وتهدف إلى تخفيف المدى الذي يمكن لطهران أن تقوض به الحكومة في الرياض.
وفي العراق ستسعى السعودية لتوسيع نطاق نفوذها في جميع أنحاء العراق، وزيادة وجودها في الأراضي التي تعتبرها إيران تقليديا نطاقا للنفوذ الإيراني، من خلال التحضير لبناء قنصليتين في المناطق ذات الأغلبية الشيعية في هذا البلد.
ثالثا:الوضع في سوريا
وفي سوريا، يتوقع المعهد الاستخباراتي استمرار تنظيم داعش الارهابي في فقد الأراضي بشكل مطرد في سوريا والعراق، ستعزز القوات الموالية لدمشق مواقعها في دير الزور قبل أن تضغط شرقا باتجاه الحدود العراقية، وفي الوقت نفسه، ستركز تركيا جهودها على عكس المكاسب التي حققتها وحدات حماية الشعب الكردية. وتحقيقا لهذه الغاية، ستشن أنقرة هجمات جديدة ضد الوحدات في معقلها، في مدينة عفرين (شمال غرب)، فيما سيستمر إحباط تركيا من استمرار الدعم الأمريكي للمقاتلين الأكراد.
رابعا:رفض استقلال كردستان وتصادم داخلي كردي
وفيما يتعلق باقليم كردستان العراق يرى المعهد أن “الاستقلال” لا يزال بعيدا، حيث تتفق القوى في الشرق الأوسط على رفض الاستفتاء الكردي، وستعمل ايران وتركيا مع الحكومة المركزية العراقية لاحتواء تداعيات التصويت، وستزداد قوة علاقاتهما مع بغداد
كما سيسعى حزب “الاتحاد الوطني الكردستاني” و” حركة التغيير الكردية”، الى منافسة البارزاني وحزبه “الحزب الديمقراطي الكردستاني” وتأمين حصصهم من السلطة السياسية والمالية، وستتعمق التصدعات فيما بينها، الأمر الذي سيثير الخلافات التي ستظهر في الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقرر إجراؤها في نوفمبر/تشرين الثاني.
خامسا: أزمة قطر ستؤدي الى إضعاف مجلس التعاون
يتوقع المعهد الاستخباراتي الامريكي فشل الحصار السعودي والاماراتي على قطر، بعد استئناف قطر مؤخرا للعلاقات مع إيران، فضلا عن المدى الذي تعمل فيه الدوحة على علاقاتها مع طهران وأنقرة لمقاومة الآثار الضارة لعزلتها.
وعلى المدى الطويل، سيؤدي الحصار إلى إضعاف نسيج “مجلس التعاون” في المجمل. وستستمر الحروب الإعلامية بين الطرفين بعد فترة طويلة من التوصل إلى حل دبلوماسي للأزمة، وسيتم عرض عدائهما الدائم خلال القمة السنوية للكتلة التي ستعقد في ديسمبر/كانون الأول المقبل.
سادسا: محمد بن سلمان سيتولى العرش قريبا
ويرى المعهد ان ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، سيتولى العرش في المستقبل القريب، بعد تنازل والده وسيزداد اهتمام ولي العهد بقاعدته السياسية، حيث يشير اعتقال السلطات السعودية مؤخرا لعدد من رجال الدين والناشطين والعلماء البارزين إلى نية الأمير في الحد من معارضة خطوة توليه الحكم، وذلك مع استمرار المشاكل المالية في الرياض.
وفي الوقت الذي تتصاعد فيه هذه الخلافات، ستواجه السعودية تحديا آخر يتمثل في العديد من التغييرات الجذرية في أعلى مستويات حكومتها، وسينصب تركيز ولي العهد الأمير “محمد بن سلمان” على ضمان حصوله على الدعم القوي من قادة البلاد وسكانها، خاصة بعد إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية في المملكة.