إسرائيل تُقر بتنفيذ عمليات إرهابية بالمغرب وتونس والجزائر لإرعاب اليهود وحثهم على الهجرة لفلسطين
شهارة نت – وكالات :
كشفت القناة الثانية الإسرائيلية في تقرير لها ولأول مرة عن عمل رجال الموساد في أنحاء دول شمال إفريقيا على مساعدة اليهود المحليين الذين كانوا معنيين بالهجرة إلى إسرائيل ونقلهم إليها بأمان.
وبحسب التقرير،فقد أجرى الموساد حملة عسكريّة سريّة لإقامة خلايا استخباراتية كثيرة في أنحاء شمال إفريقيا،حفاظًا على اليهود الذين ظلوا في دول مثل المغرب،تونس، والجزائر. ولمساعدة نصف مليون يهودي كانوا معنيين بالوصول إلى إسرائيل.
و زعم التقرير،أن إسرائيل كانت تخشى من أنْ يتعرّض اليهود لمعاملةٍ قاسيةٍ بشكلٍ خاصٍّ بعد أنْ تحقق دول شمال إفريقيا استقلالها.
وتابع التقرير الذي اعتمد على مصادر أمنيّة رسميّة في تل أبيب،قائلاً:”أرسل رئيس جهاز الموساد (الاستخبارات الخارجيّة) حين ذلك،إيسر هرئيل، إسرائيليّ يدعى شلومو حفيليو لإجراء جولة دامت نحو ثلاثة أشهر. أجريت جولة من تونس حتى شاطئ المحيط في المغرب.
وقد شكلت خلايا الاستخبارات الصغيرة التي نشطت في بضع دول حلقات الوصل بين تل أبيب والدار البيضاء وثماني مراكز أخرى في شمال إفريقيا وقد أرسِلت أسلحة وذخيرة لأعضاء الخلايا السريّة.
وخلال التقرير تحدث حفيليو عن حالة عنيفة وقعت عام 1956،ألقت فيها خلية تابعة لجبهة التحرير الوطنيّ الجزائرية (FLN) قنبلة إلى مقهى يهودي،وعثر رجال الموساد الذين نشطوا في المنطقة على الخلية وقتلوا أفرادها وهكذا انتهى تعرض اليهود للتهديدات.
ولفت التقرير التلفزيونيّ-الإسرائيليّ إلى أنّه في عام 1956،أصبح المغرب مستقلاً،لهذا أغلِقت الوكالة اليهودية فيه،وحُظرت الهجرة إلى إسرائيل. علاوةً على ذلك،زعمت المصادر عينها،أنّ السلطات المغربيّة رفضت إصدار جوازات سفر وتصاريح تنقل لليهود لهذا بدأت خلايا الموساد التي تنشط في المنطقة بالاستعداد لهجرة اليهود السريّة إلى إسرائيل.
كما كُشف النقاب عن أنّ أفراد الخلية بحثوا عن اليهود الذين كانوا معنيين بالهجرة إلى إسرائيل في كلّ أنحاء المغرب. وزوّروا جوازات سفر من أجلهم وهربوهم إلى إسرائيل بالسفن وجرى جزء من هذه النشاطات بالتعاون مع السلطات الإسبانية التي صادقت على العبور في أراضيها.
وأشار التقرير أيضًا إلى أنّه في عام 1961، توفي ملك المغرب،محمد الخامس،وعُيّن ابنه الثاني ملكًا مما أتاح فرصة للمفاوضات. كما اتفقت إسرائيل مع المغرب وسُمح لليهود بمغادرته، مُشدّدًا في الوقت عينه على أنّ هذه الخلايا عملت طيلة تسع سنوات وساعدت على هجرة نحو 30 ألف يهودي سرًّا عبر البحر واليابسة.
يُشار إلى أنّ رجل الموساد شلومو حفيليو توفيّ في شهر أيار/مايو 2016، عن عمر يناهز 96 عاما بعد أنْ كان مسؤولاً عن نقل عشرات آلاف اليهود إلى إسرائيل من الدول العربيّة.
وكان كُشف النقاب عن أنّ الموساد أرسل في أوائل الستينيات من القرن الماضي خليةً كبيرةً بأمرٍ من القائد هارئيل،لتنفيذ أعمالٍ إرهابيّةٍ ضدّ اليهود، واتهام السلطات المغربيّة بذلك،لكي تسمح للحركة الصهيونيّة باستجلابهم إلى فلسطين المحتلّة،هذا ما جاء في بحثٍ أكاديميّ نشره المؤرخ الإسرائيليّ،د. يغآل بن نون، من جامعة بار إيلان.
وأوضح الباحث أنّ المغرب كان في تلك السنوات هدفًا رئيسيًا للموساد،ودرج رئيس الجهاز على زيارته سرًا أربع مرّات في السنة، وقد غرقت سفينةً كانت تنقل اليهود من المغرب لإسرائيل،الأمر الذي أدّى إلى وفاة طاقمها الإسبانيّ و44 يهوديًا مغربيًا كانوا على متنها،مُوضحًا أنّ الموساد أهمل إهمالاً شديداً،وقال: لا أزعم أنّ السفينة تمّ إغراقها عن سبق الإصرار والترصّد،ولكن الإهمال كان متعمدًا.
وتابع قائلاً: إنّ الموساد استغل الحادث المأساويّ لحثّ اليهود على مغادرة المغرب والهجرة إلى إسرائيل،وقام العملاء في المغرب بنشر بيانٍ باسم الجالية اليهوديّة في المملكة عبّرت فيه عن رفضها لهذه الأعمال،وتابعت أنّه بعد ألفي عام هناك فرصة ذهبيّة لعودة اليهود إلى أرض الآباء والأجداد.!!