علي محسن لخدمات استيراد وتصدير القاعدة

منذ نعومة اظافري واسم علي محسن يتداوله الناس? في قريتي الصغيرة والمركونة بين احضان الجبال? او بعد انتقالي منها الى المدنية في مرحلة الدراسة الثانوية والجامعية? حتى كنت اعتقد ان رئيس الجمهورية هو علي محسن? لولا تعليق احد الأصدقاء الذين كانوا والده ضابطا مع مرتبة متفرغ عن العمل? يتقاضى مرتبه إلى منزله? ومثله الآلاف من الضباط والجنود الذين منحهم تفريغ إجباري الهدف منه هو سطوة على جزء من رواتبهم مقابل تفريغه إياهم وإعفاءهم عن البقاء داخل أسوار المعسكر.

وكلما كبرت قليلا بدأت وبدأت استجمع معلومات سياسية عن تاريخ علي محسن حتى لا أكون عرضة للسخرية من قبل أصدقائي كانت حرب صيف94 هي سيدة الموقف حينما بدأت أتابع ولو كان عن بعد فلم اكن حينها قد التحقت بمهنة المتاعب لأكون أكثر اطلاعا وإدراكا لما يدور في كواليس اللعبة السياسية? عرفت حينها من هو علي محسن وكيف تقذف فوهة بندقيته حممم طلقاتها صوب صدور إخوانه في الجنوب? وكيف كان المحرض الأكبر لخوض مثل هذه المعركة التي صدر بها فتوى شرعية من قبل الإخوان المسلمين ممثلين حينها بالعلم السياسي الزنداني ? والمفتي السياسي الديلمي? وعرفت حينها ان لا تلدغ إلا افعى? وان الأفعى اليمنية هي علي محسن? ويدها عسكر زعيل احد أعضاء القاعدة البارزين في اليمن وناطق شباب من يسمون أنفسهم بـ”شباب الثورة” اليوم.

انتهت حرب 94م فبدأ اللواء الأحمر يشعر ان صلاحيته العسكرية قد انتهت فالشعب اليمني أصبح واحدا غير قابلة القسمة على اثنين? ليبدأ حينها بالبحث عن فرض نفسه على الساحة فبدأ ونظرا لتنظيمه الاخواني بتخصيب بيئة مناسبة لتنظيم القاعدة في اليمن? وان قد كانت شبه موجودة إلا أنها عبارة عن سراب?ونظرا أيضا لعلاقته بتنظيم القاعدة في جبال تورا بورا وكونر وبشاور التي أوفد إليها شخصيات تلقت تدريبات قتالية وعسكرية منهم من استخدمه في صفوف فرقته الأولى مدرع ومنهم من قام بتصديره الى مأرب وابين وغيرها..

لم يتوقف الأمر هنا فقط بل بدأ يبحث عن شخصيات يتعاون معها وخصوصا من تلك التي تربطها علاقة سابقة بالتنظيم كان من بينها الفضلي? ناهيك تأكيد مصادر سياسية باشتراك غالب القمش معه?مادا نفوذه التنظيمية الى الشقيقة المملكة التي استورد منها قيادات للقاعدة في بلادنا من بينها الشهري وآخرين بتنسيق من شيخ مشائخ اليمن الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر? محاولة المملكة استخدام هذه الورقة وإشهارها في وجه الرئيس صالح من خلال تنفيذها هجمات على سفن او منشئات او غيرها ذات علاقة بأمريكا? وكأنها تقول للرئيس صالح نحن هنا? ويجب عليك ان تطيع ما نوجهك به?محاولة وضعه بيدها لإدراكها أهمية موقع بلادنا وخطرها على دول المنطقة ككل? وهو ما كان يقابله صالح بالرفض القاطع دون أية مساومة..

رفض صالح المتكرر للركوع لتوجيهاتها إما لتنفيذ أوامر تتعلق بالعلاقات السياسية بين بلادنا ودول شقيقة وصديقة او تتعلق بـ”آل الأحمر”.

ولعل من الأسرار الأكثر إثارة حول علي محسن الأحمر –بحسب تقارير رسمية- هو تحوله في منتصف العقد الأول من القرن الواحد والعشرين على صعيد ميادين “الجهاد الإسلامي” إلى لاعب أقليمي يتجاوز دوره في اليمن والصومال وأثيوبيا في تسليح جماعات المتطرفة? وتوليه تصدير الإرهاب الى بلاد الرافدين الشقيق? بدعم وتمويل خليجي يكن للعراق حقد دفين اعمى بصيرته وقتل ضميره في جوفه? جاعلا همه الأوحد هو تنفيذ مخطط عدائي مهما كلفه ذلك من ثمن.

ففي عام 2006م بدأ طلال العبيدي القنصل العراقي في اليمن يتردد على منزل علي محسن الأحمر في العاصمة اليمنية صنعاء?حيث أشيع حول تردده على مجلس علي محسن كان لغرض تودد الأول بالآخر من اجل اذى صحيفة يمولها الأحمر عنه ? كانت قد اعتادت على مهاجمة العبيدي باتهامات طرأ عليها صبغة مذهبية متصلة بالحوثيين وإيران..

إلا ان العام 2007م كان كفيلا بكشف ما يدار وراء الستار ورفع الأقنعة عن الوجوه حين تم مداهمة وكر تابع لأحد القيادات الإرهابية في صنعاء والتي تحمل الجنسية المصرية ?عثرت الأجهزة الأمنية عقب الاشتباكات على جوازات سفر عراقية معدة لسفر عناصر إرهابية الى العراق? كشف التحريات من خلال ذلك علاقات التنسيق المشترك بين القنصل العراقي واللواء الأحمر? وتقاضي القنصل أموال من الأحمر مقابل بيع جوازات سفر عراقية نوع “أس” كان حينها العراق قد بادر بسحبها? واستبدالها بفئة جديدة? إلا أنها مع ذلك كانت مازالت سارية المفعول.

على خلفية ذلك وعلى طلب من الداخلية اليمنية قدم الى صنعاء وفد عراقي تضمن شخصيات عراقية كبيرة برئاسة نائب وزير الداخلية ووكيل الاستخبارات العراقية? مسفرا ذلك الى أزمة بين البلدين الشقيقين بعد ان سعت اليمن الى ستر فضيحة الإجرامية بحق الشعبين العراقي واليمني بعد ان كانت العراق قد قدمت مطالب ضد الأحمر? وتوصلت اليمن والعراق الى حل القضية دبلوماسيا وهو ما تقبله الأشقاء في العراق على مضض? قاطعة علاقة التواصل مع اليمن على مدار حولين كاملين? إلى ان