مابين إقالة المقدشي وتعيين العقيلي .. تكشف مخاوف الرياض من الدوحة وحسابات لم تكن صحيحة
شهارة نت – تقرير / فهمي اليوسفي
ثمة مؤشرات توحي أن إقدام عبدربه منصور على إزاحة المقدشي وإستبداله بطاهر العقيلي ليس من فراغ أو نابعا من قناعاته الذاتية .
التسريبات تكشف بعضا من الغموض بأن الذي اتخذ القرار هو مطبخ سلمان بالرياض بالتشاور مع واشنطن وبمشاركة الأجندات التكفيرية من الداخل وتنفيذ هادي .
هذا القرار معطياته توضح أن ذلك يندرج ضمن مشروعا تدميريا لما تبقى من كادر وعتاد عسكري بالوحدات الخاضعة للفار هادي ويكفل بنفس الوقت تقوية قوى التكفير خصوصا في المناطق الخاضعة للاحتلال السعودي والاماراتي ويخدم توجهات ومطامع الغرب.
قرار التدمير للمؤسسة العسكرية وفقا للقراءة المنطقية قائم منذ هبوب الربيع العربي في 2011م بعد ان اتقن هندسته فريق الغرفة المشتركة للغرب والخليج فتمكنت من تنفيذ جزء من حلقاته قبل وبعد العدوان وصولا لهذه المرحلة وبعضها لازالت قيد التنفيذ.
وبالوقوف على الحلقة الأخيرة المتمثلة بتغيير المقدشي وإستبداله بالعقيلي من حيث الأهداف وقراءة ما بعد تعيين العقيلي نختصر الإشارة لنموذج منه كتالي.
يعتبر المقدشي إحدى القيادات العسكرية العميلة لدول العدوان ويخضع من حيث الولاء لجنرال الفرقة علي محسن بغض النظر انه لم يلتحق بمدارس الايدلوجية الوهابية لكن يظل له نفوذه القائمة على الوحدات العسكرية الخاضعة لهادي من خلال الملتحقين بهذا السلك من أبناء محافظته ذمار فضلا على وجود أنصار له على مستوى القيادة والوسط والقواعد بهذه المؤسسة .
– الإخفاق والفشل من تحقيق بنك الأهداف العسكرية للسعودية وتحديدا خلال عامين ونصف العام الثالث جعلها توجه التوبيخ واللوم لهادي والوهابيين وليس امامهم سوى التبرير امام سلمان وتحمل الاهانات وتحميل مسؤولية الفشل للمقدشي ومن الطبيعي أن يكون موقفهم ضعيفا أمام التحالف لكن المقدشي أدرك النتائج المترتبة على الفشل وترسخت بقرارات ذاته انه سيكون كبش فداء للتحالف والقابعين بالرياض والمثل الشعبي يقول ذمار جمعت بين الحلم والعلم والحيمرة .
– على ضوء ذلك كانت عصابة التحالف تعلق عليه الامال لتحقيق أهدافها ووضعت على بطنها بطيخة في بادئ الأمر وعلى ثقة أن المقدشي ستتمكن من خلاله الزج بأبناء هذه المحافظة في المعركة القتالية ومحاصرة صنعاء من جهة والالتفاف على الجيش واللجان في تعز ولحج وقطع خط الحديدة صنعاء ولكن لم يتحقق ذلك ولم تحدث أي إستجابة, الأمر الذي زاد من غيضها عليه وعلى أبناء ذمار.. وكرد فعل غير مدروس قامت بقصف صالات العزاء بذمار والاعراس والمدنيين حتى الشخصيات الاعتبارية لم تسلم من قصفها منها منزل رئيس مجلس النواب يحي الراعي وذهب ضحيته بعضا من أفراد أسرته أبرزهم نجله مما جعل معظم أبناء محافظة ذمار يقفون ضد العدوان وفي نهاية المطاف أكتشف سلمان أن الإستعانة بالمقدشي كان خطأ غير موفقا وقرارا غير مدروسا وبنفس الوقت ترتب عليه اضعفاف نشاط التيارات التكفيرية بالمحافظة فأصبحت تسوق التبريرات أن السبب المقدشي ولم تجد بعض قيادات التكفير سوى الهروب الي خارج المحافظة واستسلام بعضها خصوصا عندما شاهدت ردا قويا وموجعا من اللجان الشعبية للخلايا النائمة بمنطقة عتمة الذي بدأت تفتعل المشاكل.
بلا شك كل ذلك إنعكس سلبا على التحالف وأسهم بإضعاف المقدشي في محافظته وتكبدت خلايا الإرهاب في البيضاء ومارب خسائر كبيرة ما دفع بواشنطن الى التدخل لقصف بيت الذهب في البيضاء تحت مبرر الإرهاب وكجزء من توجيه رسائل للقوى المناهضة للعدوان.
– طبيعة المهمة والوضع القيادي للمقدشي كرئيس لهيئة الأركان وقربه من مطابخ التحالف مكنته من الإلمام بأسرار اللعبة منذ أن بداء العدوان ولهذا السبب أصبح التحالف يخشى كشف تلك الاسرار فأصبح من اللازم على المقدشي أن يتعامل معها بحذر ومع هادي والاجندات التكفيرية وليس أمامه سوى الإسراع في ملئ جيوبه بكاش سعودي على قاعدة ان ليلة القدر هي مرة واحدة ولم يضع بحسبانه ورطته بالخيانة الوطنية وشراكته بإرتكاب جرائم حروب ضد بلده وقد يكون احس بالخطر فوضع خط رجعة لكثير من الأطراف ولكن لم تعد مجدية راهنا.
– على هذا الاساس ظل التحالف يخشى إقالته بشكل مفاجئ حتى لايكون عاملا بتمرد أصحابه في الوحدات العسكرية ولم يبقى أمام مطبخ سلمان سوى أن يعد مسرحية لاستدراجه للرياض تحت ذريعة ترقيته ليبقى تحت الإقامة الجبرية كوسيلة ضغط لمن هم بصفه المنخرطين بجبهات القتال وكضمان للحفاظ على سرية المعلومات التي بجعبته .
كل ذلك أوصل المقدشي لقناعة أن جارتنا الحمقاء لم تحقق بنك الأهداف ومن إعتمدت عليهم سينالون غضبها وتصفية حساباتها معهم وهو منهم مع الذين استعانت وراهنت عليهم وهم من اوصلوها لهذا الوضع الخطير وكذلك تتحاشا كي لا يتحول المقدشي ومن معه الي طرف مضاد وتخشى إقدام الدوحة على إستثمار ذلك في هذه المرحلة التي تشهد تناميا للخلاف بين الرياض والدوحة وتحاول عدم توفير اي ورقة تستغلها قطر لتصفية حساباتهم معها ومع عائلة آل نهيان وإقالته يقطع جزء من الخط على الدوحة خصوصا بهذه المرحلة .
الابعاد الخطيرة لتعيين طاهر العقيلي بدلا عن المقدشي
مثلما وجدت أهداف لتعين المقدشي ومن ثم ازاحته عن هيئة الأركان فإن هناك أهداف غير مباشرة لتعيين العقيلي كبديل وهذا يجعل المتتبع للحدث يضع العديد من علامات الاستفهام لكن قبل الغوص في البحث عن السر نضع مدخلا لفهم القضية من خلال إيضاح بعض ملامح السيرة الذاتية للعقيلي على إعتبار ان المذكور هو من فخذ قبيلة حاشد وخضع لايدلوجية الدواعش ومن المرتبطين بالسلك العسكري الذي احتضنهم على محسن ومحل ثقة لبيت الأحمر وحزب الإصلاح وبالذات عبدالمجيد الزنداني ومن خلالهم ارتبط بتنظيم القاعدة وتحديدا اسامة بن لادن .وطالما تعينه جاء عبر الرياض ونفذه هادي سيكون بكل تأكيد بمباركة أمريكية ويخدم المشاريع الداعشية .
لو نظرنا لإبعاد تعيينه سنجد وضوحا للاهداف وتتحدث عن ذاتها من ضمنها الآتي
1. من خلال المذكور ستتمكن ألوان الطيف الداعشي من إحكام قبضتها على ما تبقى من وحدات المؤسسة العسكرية الخاضعة لهادي ودول التحالف والاستحواذ على العتاد العسكري برمته ليصبح لا صوت يعلوا علي صوت الداعشية وإقحام بعض ألوان الداعشية في معارك تشتتهم خشيتا من تأثير قطر عليهم بما فيهم من هم داخل المملكة الذي تشهد هذه الأيام موجة إعتقالات واسعة منهم تكفيريين.
2. إستنساخ التجربة الداعشية في ليبيا ونقلها لليمن من حيث التسليح والتظليل على الرأى العام .
3. وضع إستراتيجية للتخلص مز الكادر العسكري الغير محسوب على اللون التكفيري من خلال مسالخ سرية ورفع درجة الاغتيالات والزج ببعضهم لمحرقة المعارك وتكرار تجارب القصف بالخطأ كما جرى لأبناء الجنوب فضلا على إستخدام وسائل تعسف وتطفيش. وغيرها .
4. توفير الغطاء وهندسة المبرر للتدخل الأمريكي المباشر تحت ذريعة الإرهاب من أجل القبض والبسط على مربعات الثروة النفطية .وتنفيذ بقية أهداف الناتو.
5. العودة لمغازلة قبيلة حاشد من جديد للزج بشبابها لمساندة العدوان واستقطاب بعضهم للنشاط الداعشي ولاهداف أخرى.
نبذة من الأهداف
تنامي الخلافات القطرية مع السعودية والإمارات وعلاقتها بمجرى الأحداث في الساحة اليمنية .
ازدياد درجة الخلاف بين قطر من جهة والسعودية والإمارات من جهة اخرى هذه الأيام فأصبح فشل العائلتين النهيوسعودية باليمن تحمله الدوحة تبرز من خلال كيل الاتهامات لتميم وأمه موزة تارتا بدعم الإرهاب وتارتا اتهامات أخرى وكأن سلمان ونجله يسقطون جرمهم وجريمتهم علي الآخرين ولم يدرك العامة أن السعودية منذ نشأتها هي إرهابية دموية بإمتياز ودعمها ومباركتها علي تعيين العقيلي هو دعم للإرهاب الدموي ومن المفترض أن تكشف هذه القضية للرأى العام بقوة واتمنى من الدوحة تسليط الضوء على ذلك وياحبذا من قناة الجزيرة أن تسلط الأضواء على هذه القضية برمتها وتتناولها من عدة زوايا لكشف تناقضات وكذب سلمان وكشف تورط هذه الجارة بدعم ورعاية المشاريع الدموية لداعش مع أنني علي يقين أن مدير مكتبها سعيد ثابت باليمن سيعترض لأن في دورته الدموية فيروسات افغانية بحكم انه إحدى عناصر الأفغان العرب وقد وهب ذاته لخدمة الأجندات السعودية وحاخامات التكفير ومن المعروف ان قلمه داعشي بإمتياز حتى مع المتغيرات التي تمر بها قطر ….