“كلمة” يصدر “بيان للمدن المستدامة.. التفكير محليا والتصرف عالميا”
أصدر مشروع ” كلمة ” للترجمة التابع لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث كتابا?ٍ جديدا?ٍ بعنوان “بيان للمدن المستدامة.. التفكير محليا والتصرف عالميا” لمؤلفيه الألماني جيرمي غينز والنمساوي ستيفان جاغر? والذي قام بنقله للعربية علي للو.
يستهل المؤلفان صفحات الكتاب الأولى بتحليل نقدي لمفهوم الاستدامة? والاستخدام الدارج في توظيف ذلك المصطلح? الذي شاع بكثرة خلال العقدين الماضيين? وجرى استخدامه بصورة فضفاضة. وكان أول ظهور لمصطلح الاستدامة في العام 1987? عندما ورد في سياق تقرير للمفوضية العالمية للبيئة والتنمية بعنوان “عالمنا المشترك”? وهو التقرير الذي تضم?ن لأول مرة تعريفا?ٍ موسعا?ٍ لمفهوم جديد أطلق عليه التنمية المستدامة.
ويتطرق الكتاب? في فصوله العشرة? لمسألة التصاميم المعمارية للمدن المعاصرة? بالاعتماد على معايير جديدة لتأسيس ما بات يعرف بالأبنية الخضراء? التي تول?د من الطاقة أكثر مما تستهلك. وستكون المدن التي تشيد فيها تلك الأبنية بمثابة مشاريع نموذجية لأماكن نابضة بالحيوية? تضم مساحات خضراء? وتضمن نوعية راقية من الحياة لقاطنيها? ويؤكد الكتاب أن هناك اعتبارات لا بد من مراعاتها? سواء في مجال تحقيق الاستدامة? أو الحفاظ على البيئة? أو التنمية والتطوير وتوفير الطاقة? ولعل من أبرزها عدم الإضرار بفرص الأجيال القادمة? من منطلق أن الحق في التطوير ضرورة ينبغي السعي إليها? لتلبية المتطلبات التنموية والبيئية للأجيال الحالية والقادمة? بشكل منصف وعقلاني? وأن “التصرف محليا?ٍ” بطريقة مستدامة يتضمن بالتأكيد التفكير في “إطار عالمي”? طالما أن الهدف هو تطبيق الاستدامة على كوكب الأرض برمته? وأن تخطيط المدن لا يقتصر على التخطيط العمراني السليم? وإنما يتناول أيضا?ٍ قضايا مهمة من قبيل الاحتباس الحراري? وإهدار الموارد? وتوفير المياه النظيفة? والحفاظ على التوازن الاجتماعي والتنوع الثقافي.
ومن الواضح أن الفهم المتبادل? والاعتراف بالحاجة إلى “المدن المستدامة”? يجب أن يشكل أساسا?ٍ للتعايش بين الشعوب? في عالم معولم? وهناك طموح إلى أن تصبح “الاستدامة” مفهوما?ٍ من مفاهيم القانون الدولي? بحيث تأخذ وضعية حقوقية تقترب نسبيا?ٍ من تلك الواردة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان? ومن نافلة القول? أن الإنسانية ستواجه في القريب العاجل عوامل القضاء على بقائها? إن لم تصبح التنمية مستدامة بالفعل? ولا يمكن أن توجد “جنة على الأرض من أي نوع للأجيال القادمة? إلا إذا تضافرت الجهود على إلزام المجتمع الدولي بالعمل على نحو متبادل بصورة مستدامة? الأمر الذي يتطلب إرادة سياسية بعيدة النظر? لنترك للأجيال التالية عالما?ٍ يتسم بمستقبل واعد.
قام بتأليف الكتاب المؤلفان: *جيرمي غينز: ناقد ألماني في الهندسة المعمارية? ترجم العديد من الكتب من الألمانية إلى الإنجليزية? منها: ” مستقبل التحليل النفسي” للمؤلف جوهانس كرمريوس? “أفكار رائد مشاريع بارز” للمؤلف هانز جيرلنغ? “الحب كعاطفة” للمؤلف نيكولس لوهمان? “الكآبة والمجتمع” للمؤلف وولف ليبنز.
و* ستيفان جاغر: كاتب ومحرر صحافي من النمسا? وعضو في المركز النمساوي الأمريكي لتبادل الخدمات الصحفية.
مترجم الكتاب علي للو حاصل على البكالوريوس في الأدب الإنجليزي والتربية من الجامعة الأردنية عام 1971? ترجم العديد من الكتب منها: تربية الأطفال عطاء بلاحدود? المكان الرهيب? مشرق الشمس ومغرب القمر? الطعام في العصر الكلاسيكي? والصداقة في العصور القديمة.. وهو مستشار إعلامي لمجموعة من المؤسسات والشركات? كما أنه عضو اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينييين.