في ذكرى النكسة .. بن جوريون جولدامائير .. ناما قريري العين !
بقلم الشيخ / عبدالمنان السنبلي
(لم أنم طوال الليل كنت خائفة من أن يدخل العرب إسرائيل افواجا من كل مكان، ولكن عندما اشرقت شمس اليوم التالي علمت ان باستطاعتنا ان نفعل اي شيء نريده، فَضَحِكْتُ بعدها)
هذا بالطبع ما قالته رئيسة وزراء إسرائيل (جولدامائير) عقب إحراق المسجد الأقصي على يد أحد المتطرفين اليهود في عام 1969 !
لا احدٌ يمكن أن يتصور ماذا يعني أن تضحك (مائير) لموقفٍ رأته من العرب ؟!
وفي اي زمن ؟! في زمنٍ كان يتواجد فيه أباطرة القومية العربية وعلى رأسهم الزعيم (ناصر)، ولك أن تتخيل كيف سيكون بها الحال لو أنها عاصرت دمى العرب وأصنامها المتحنطة والمقدسة اليوم ؟!
لن أبالغ إذا ما قلت أن عظام شدقيها ستتكسر من طول ما ستطلق العنان لفمها للضحك على أحوال العرب وما صاروا إليه من هوانٍ وتمزقٍ وضعفٍ وقلة غيرةٍ وحياء !
أما مؤسس إسرائيل -كما يصفه الصهاينة – (بن جوريون) وبعد أن أعلن قيام دولتهم وأصبح اول رئيس حكومةٍ لها في 1948 فإنه عندما كان يصل إلى مكتبه، كان يحوم حول خارطة الشرق الأوسط ويقول “إننا نقطة صغيرة. كيف سنتمكن أن نحيا؟”. حتى انه قال مرة (لبار- زوهر) إنه لا ينام في الليالي بسبب هذه الخارطة – في إشارةٍ إلى الوطن العربي الكبير وأنه كان يخشى ان تهاجمه الجيوش العربية مجتمعةً .
المفارقة العجيبة هي إنه (بن جوريون) خلال هذه الليالي التي كان لا يتذوق طعم النوم فيها قد إتخذ قرار إنشاء مفاعلٍ نووي لإنتاج سلاح ردع قوي تحسباً لأي هجوم، بينما كان حكام العرب يمضون ذات الليالي إما غاصين في (العسل) أو متمترسين حول موائد القمار في أوروبا أو مشغولين بالتآمر على بعضهم البعض أو أو .. !
مساكين هؤلاء الصهاينة ! لقد كلفوا أنفسهم الكثير من الجهد والعناء والسهر وهم يعدون العدة ويتجهزون ويتحسبون متى وفي أي لحظةٍ سيهاجمهم العرب ولذلك تجد أن حروبهم مع العرب كلها كانت إما حروباً استباقية أو احترازية ولم يسجل لنا التاريخ انهم خاضوا مع العرب حرباً دفاعية على الإطلاق وذلك لسبب بسيط جداً هو أن العرب لم يهاجموا يوماً إسرائيل أو يفكروا في ذلك حتى في حرب اكتوبر 73 ! فقد كانت بالنسبة للعرب حرباً لمعالجة بعضٍ من آثار النكسة ليس إلا !
أما اليوم فعندما يقول مثلاً السيد حسن نصرالله أن سلاح إسرائيل النووي قد بات خطراً عليها نفسها أكثر مما هو خطرٌ على العرب، فهو بصراحةٍ يعني ما يقول ولا غرابة في ذلك أبداً لأنه قد بات جليّاً أن إسرائيل لن تضطر إلى إستخدام مثل هكذا سلاحٍ على الإطلاق ! وضد من أصلاً ستستخدمه وكل من حولها من العرب قد أصبحوا يتهافتون كالذباب ويتنافسون على مد جسور العلاقة مع إسرائيل والمجاهرة بها، بل أن السعودية ودول الخليج قد ذهبوا ابعد من ذلك وأعلنوا تحالفهم مع إسرائيل كما صرح بذلك ضمناً وزير خارجية السعودية عادل الجبير في موتمر ميونخ قبل فترة !
أما اليوم وفي الذكرى الخمسين لاجتياح إسرائيل لأراضي أربع دولٍ عربية، هاهم الأماراتيون يحتفلون بذكرى النكسة ولكن بطريقتهم الخاصة ؛ هاهم اليوم يعلنون فتح أراضيهم للإسرائيليين بصورة عامة للدخول وبدون تأشيرة في الوقت الذي يضعون أمام المواطنين العرب الراغبين في الدخول إلى أراضيهم جملة من الإجراءات المعقدة والمركبة للحيلولة دون دخولهم !
فهنيئاً لإسرائيل هؤلاء الحلفاء الجدد وهنيئاً لهم إسرائيل، ولتنم يا (بن جوريون) انت و(جولدا مائير) في قبريكما قريري العين، فلم يعد هناك ما يمكن أن يؤرق منامكما أو موتكما كما كنتم تتوجسون خيفةً من قبل إلا قليلٌ ممن بقي على العهد وآمن بالنصر في اليمن ولبنان وسوريا وغيرهما من البقية الباقية من أحرار العرب .