كتابات

كم (إله) في ساحة التغيير ?!

يوم عن يوم يزداد تعالي الأصوات التي تطالب أحزاب المشترك وشركاءها بالحوار مع نفسها قبل أي شيء آخر , وإذا ما وصلت إلى رؤية ومفهوم محدد للتغيير يكون الجلوس على طاولة الحوار والتفاوض مع الآخر.

..من بعيد , نراهم كما لوأنهم بالفعل ( تحالف) سياسي منسجم , لكن ما أن نصل إلى الموقف الذي يحتم عليهم اتخاذ موقف موحد محدد إزاءه حتى نجدهم على حقيقتهم شعوبا وقبائل , يصدق عليهم قوله تعالى “تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى “صدق الله العظيم0

هكذا يقول الواقع 0 لقد فشلوا في التنسيق بين مرشحيهم في الانتخابات البرلمانية 2003 م وفي الانتخابات المحلية الأخيرة , وحتى في الرئاسية لقد لجأ والى مرشح من خارج أحزابهم بعد أن فشلوا في التوافق على مرشح من أوساطهم .

واليوم هاهي ساحات الاعتصام بأحداثها المتناسلة تعكس في جوهرها حقيقة المشترك وشركائه , وكيف أنه يفتقر إلى أبسط مقومات التحالف السياسي السليم .

الجمعة الماضية حملت مسميين , فهي لدى جماعة الحوثيين وأنصارهم ومن لف لفهم جمعة((الوفاء لصعده)) وهي لدى حزب الإصلاح ومن دار في فلكه جمعة ((ا لحسم )) … ولم يقف التباين عند هذا الحد ,لقد كان لأصحاب جمعة الوفاء لصعدة ((خطبة وصلاة ) ) مستقلتان ومختلفتان عن (( خطبة وصلاة ))حزب الإصلاح وكما لو أن للساحة أكثر من إله يعبد .

هذا الحدث ? خطبتان وصلاتان في وقت واحد وفي ساحة سياسية واحدة لم يكن ميولا من دون مدلول ? فهذا التكتل ((المشترك وشركاءه )) الذي قام أساسا لأداء وظيفة انتخابية لم يطور صيغته التحالفية , بل إن الأزمة بين بعض أحزابه وبعضها البعض هي في بعض الأحيان أكثر حدة من الأزمة بين بعض هذه الأحزاب وبين النظام الحاكم .

مشاكل بنيوية ليست بالهينة يعانيها تحالف المشترك , ولا يصلح في أفضل الأحوال أن ينوب عن أحد أحزابه أو أحد شركائه ..

يرى المحلل السياسي على سيف حسن بأن ” الثقافة السلفية التقليدية تجمدت عند نقطة معينة في اللقاء المشترك ولم تعد قابلة لمواكبة التغيير ” ..

ويعترف عضو المجلس الأعلى للقاء المشترك د: محمد عبد الملك المتوكل بأن “ثقافة القدرة على مشاركة الآخر لا تزال ضعيفة لدى أحزاب المشترك “متمنيا أن تنزل هذه الثقافة من القيادات إلى القواعد ..

ويقر عضو كتلة الاشتراكي البرلمانية الشيخ سلطان السامعي بأن “أحزاب المشترك بوضعيتها الحالية غير جاهزة لاستلام الحكم , وأن أخطر ما يهدد بقاء هذا التحالف موحدا هو الوصول إلى السلطة , ذلك أن عامل بقائها موحدة هو وجودها في المعارضة “..

نعم ..تتوزع وتتعدد مشاريع المشترك ناهيك عن شركائه لتظم خليطا غير متجانس ,بل متنافر حتى التصادم , وهو ما يستحيل معه ( الاتفاق) على أجندة سياسية محددة فضلا عن خوض نضال طويل الأمد من أجلها .

وكل هذا كوم وتحالف الأخوان المسلمين ( حزب الإصلاح )والجنرال علي محسن من جهة والشيعة (الحوثيين ) من جهة أخرى كوم لحاله ..

يستبعد محللون أي تقارب بينهما لاحقا لأن حجم الخلاف عميقا وجذوره عقائدية ومذهبية .. ناهيك عن عمق الخلافات العقائدية والثأر بين الحوثيين والجنرال قائد الحروب الستة في صعدة ..

ولا عزاء لشباب الساحات ….

Nmm7979@gmail.com

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com