أَعلى الهزيمةِ تُُشربُ الأنخابُ ؟!
بقلم / الشيخ عبدالمنان السنبلي
إلى قمةٍ دُعي الأذنابُ أو الأعراب، فصاح الناس وقالوا :
وكيف للأذناب أن يرتقوا من قعر الحضيض إلى أعالي القمة، فالقمم العالية لا يصلها إلا الرؤوس الشامخة ؟!
تنسى الرؤوس العوالي نارَ نخوتها
إذا إمتطاها إلى أسيادهِ الذنبُ !
هكذا ببساطة شديدة هو حال المؤتمرين اليوم في الأردن، فمن أراد أن يرى إلى حالة الضعف والوهن التي يعيشها العرب ومدى الإنحطاط الذي أصابوا منه قعر محيطاته ، فلينظر إلى صورة أولئك الأذناب وهم جالسين حول طاولةٍ مستديرةٍ يأتمرون ويتدارسون ربما خطة الإنتقال إلى دَرَكٍ أسفلٍ من الإنحطاط القادم أو الذي يليه !
بصراحة لست أدري على ماذا سيأتمر هؤلاء النعام في عمّان ؟! أعلى تدمير سوريا والعراق وليبيا واليمن أم على تضييع فلسطين من قبل ؟! وأي بلدٍ عربيٍ هذه المرة يسيجمعون أمرهم عليه لتقديمه وليمة عشاء لأمريكا وإسرائيل ؟!
إذا كان الصقور من أسلافهم لم يستطيعوا حتى تفعيل إتفاقية الدفاع العربي المشترك وكذلك الحمائم من بعدهم، فماذا عساهم النعام فاعلين اليوم وقد غاصت رؤوسهم جميعاً تحت التراب ؟!
كنا زمان نقول أن العرب قد اتفقوا على أن لا يتفقوا، أما اليوم فلم يعودوا يتفقون ولا يجتمعون إلا على خدمة المشاريع الصهيو – أمريكية الموجهة ضد الامة والتفاني في تنفيذها وتجسيدها واقعاً ملموساً بكل ما يعتقدون أنه قد يحوز على رضا أسيادهم في واشنطن وتل ابيب ! فنجدهم بإجتماعهم هذا لن يزيدوا النار في سوريا إلا اشتعالا والعدوان على اليمن إلا دعماً ونفاقاً وتبريرا !
لن أُلوّث لساني بذكرهم كثيرا،ً أو سأكون أكثر تأدباً و تَهذُّباً معهم الآن وأنعتهم (بالصغار) حتى لا أجرح مشاعر القارئ بكثرة ترديد عبارة (الأذناب) أو (النعام) .
فقد علم الملأ أنه لم تعد قضية فلسطين تشغل لهم بالا بعد أن عهدوا بها إلى عالم النسيان، كما أنه لم يكن ضمن برامجهم وخطط أعمالهم ما يدعو إلى ما يشبه الوحدة أو التضامن أو حتى الإلتزام بكف الأذى عن الآخر، فقد ذهب ربما الكبار وذهبت معهم أحلامنا الكبيرة وخلفوا مصيرنا لهؤلاء الصغار !
فلا خيول بني حمدان راقصةً
زهواً، و لا المتنبي مالئٌ حَلَبَا …
فعلامَ سيأتمر هؤلاء الصغار يا تُرى وماذا سيناقشون من فتوحات ؟!
من يدري، فقد يناقشون أمر حصار وفتح صنعاء ودمشق بعد أن إستعصتا على خرفانهم وكلابهم، وربما يتطرقون إلى مسألة السيطرة على مضيق باب المندب وإعادته إلى حضنهم (العربي !!) وإيداعه لدى أيادٍ أمريكية صهيونيةٍ أمينةٍ إسوةً بأخيه غير الشقيق مضيق هرمز مخافة أن لا يسيطر عليه الحوثيون أو العفاشيون كما يقولون مرةً أخرى !
إلا أنه قد بات في حكم المؤكد أنهم سيتفقون على كيفية اللحاق ببقية القطيع بركب كبير الضان الفاتح ماجد أنور عشقي ليدخلوا سويّاْ (تل أبيب) مُسلّمين و مُطَبّعين من أي الأبواب شآءوا ليطووا وإلى الأبد صفحة تاريخهم الأسود بتاريخٍ أكثر سواداً وعاراً، وليبدأوا بذلك رحلةً جديدةً من العمالة والإنبطاح الممزوجتين بروائح التآمر المنتنة على بعضهم البعض لتعيش أمريكا وإسرائيل ويذهب العرب إلى حيث تقرر لهم أن لا يعودوا !