بينها تركيا.. ثلاث جهات تتقاسم إدارة الحرب في اليمن
شهارة نت – تقرير :
تسعى تركيا لبسط سيطرتها ونفوذها في المنطقة وكذلك في اوروبا ان تلعب الدور الخفي والمعلن من خلال دعم الاخوان لإنشاء إمبراطورية إسلامية في المنطقة عبر إعادة إحياء الإمبراطورية العثمانية في نهاية المطاف.
وكما يرى البعض، الانقلاب الذي جرى في 15 يوليو 2016 كانت مؤامرة من قبل اردوغان وبعض المستشارين الذين ينتمون للإخوان لتصفية بعض القيادات لإجراء عملية تحول في تركيا تتجه بها من دولة علمانية إلى نموذج دولة إسلامية، إضافة إلى دعم سلطته الشخصية على حساب القيم الديمقراطية.
كما ان هناك اتفاق تركي-قطري لدعم الاخوان في جميع البلدان العربية، حيث استلمت تركيا وقطر الملف السوري من “بندر بن سلطان” بعد فشله امام قوات “بشار الاسد” وقامت بادارة الحرب على سوريا لتحقيق اهداف الولايات المتحدة واسرائيل، وقامت تركيا بالدعم والتعاون مع قطر بجمع المقاتلين في اراضيها بعد فشلهم في سوريا لتجهيزهم وتعزيزهم وارسالهم الى بعض الدول العربية (ليبيا واليمن، والعراق والجزائر و…)، وكما تشير بعض الاستخبارات الاوروبية ان اردوغان يجهز بعض الخلايا التابعة للاخوان في اوروبا لضرب بعض الدول المناهضة للسياسات الامريكية الاسرائيلية، اي ورقة ضغط على بعض الدول الاوروبية كـ ما حصل في هولندا التي كشفت بمنعها جاويش اغلو من دخول اراضيها عن خطط تركيا الرامية لتعزيز خلاياها.
حيث تفيد المعلومات الاستخباراتية لبعض الدول العربية، ان تركيا تتجه نحو ارسال مقاتلين من بعض الدول الى اليمن لتقاتل جنباً الى جنب مع تنظيم القاعدة للسيطرة على حقول النفط في جنوب اليمن كما حصل سابقاً في سوريا عندما اوقعت حقول النفطية السورية بيد العناصر الارهابية.
ان تركيا بعد ان فقدت دورها في اليمن قررت اللعب بورقة الاخوان في اليمن، خصوصاً بعد القضاء عليهم من قبل الامارات، وان العمليات التي تجري بحق الاخوان عبارة عن صراع خفي بين تركيا وقطر من جهة والامارات من جهة اخرى، كما بات مكشوفا الخلاف الاماراتي السعودي ضمن التحالف.
في بداية العدوان كانت قيادة الحرب على اليمن بعاتق الرياض اما بعد استمرار الحرب وارتفاع الخسائر في قوات التحالف والقدرات التي اظهرتها الجيش واللجان الشعبية اضطرت غرفة العمليات في البيت الابيض الى تشكيل قيادات اخرى لادارة الحرب في اليمن لتقسيم الوظائف، في الحقيقة هناك ثلاثة جهات تعمل في اليمن لتحقيق اهداف أمريكا واسرائيل وكلاً يعمل حسب المهام التي اوكلت اليه، اي هناك تنافس اماراتي-سعودي-تركي وقطري في اليمن، واما المهام، ان السعودية اخذت بعاتقها كل هذه الحرب وتبعاتها بفرض تواجدها بالقوة ولو على حساب الجرائم حتى تظهر لأمريكا انها اليد الضاربة لها في المنطقة، اما الاماراتيين الموكل اليهم هو السيطرة على الموانئ والجزر وتأمين الممرات المائية عسكرياً حتى تظهر أنها العقل الاقتصادي للحفاظ على المصالح الصهيو أمريكية، وفي هذه الاثناء يأتي اهم الادوار وهو الدور الاستخباراتي التركي القطري بتأمين وتعزيز قوات القاعدة وداعش تحت مسمى المقاومة الشعبية (اخوان المسلمين).
اما في الختام، فقد استطاعت القيادة الحكيمة المسنودة بصمود الشعب اليمني ان تفشل كل هذه المخططات التي اتت تدريجياً من قبل أمريكا واسرائيل ليس فقط في اليمن بل في المنطقة كلها، وان بناء دولة عثمانية ليست إلّا صورة غير حقيقة كما يتصورها البعض لأن اردوغان ينفذ بعض السياسات الاسرائيلية مباشرتاً من خلال دعم العناصر التكفيرية للزعزعة وتقسيم المنطقة .