سكاي لاين الدولية تدين استخدام العنف في مواجهة الاحتجاجات السلمية وتدعو لوقف سياسة القمع
شهارة نت – جنيف:
أدانت مؤسسة “سكاي لاين” – مؤسسة حقوقية هولندية، تتخذ من لاهاي مقرا رئيسا لها- قيام أفراد من أجهزة الأمن الفلسطينية بقمع تظاهرة سلمية دعا إليها نشطاء فلسطينيون عبر دعوات صدرت من خلال موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” للاحتجاج على محاكمة “باسل الأعرج” – ناشط فلسطيني قتلته القوات الإسرائيلية الأسبوع الماضي-وخمسة آخرين بتهمة “حيازة سلاح بدون ترخيص”. مؤكدة أنها تتابع بقلق بالغ الانتهاكات التي تمارسها الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة.
وأظهرت لقطات فيديو نشرها نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي -وتأكدت “سكاي لاين” من صحتها- قيام أفراد من الشرطة الفلسطينية بالاعتداء بالضرب المبرح على المحتجين باستخدام الهراوات إلى جانب التعدي اللفظي على المحتجين، في انتهاك فاضح لحق المواطنين في التظاهر والاحتجاج السلمي والتعبير عن الرأي.
ووفقًا لشهود عيان، احتشد عشرات المحتجين أمام مجمع المحاكم في مدينة البيرة بالتزامن مع بدء محاكمة الشبان الستة (هيثم سياج، محمد حرب، باسل الأعرج، سيف الإدريسي، محمد السلامين، و علي دار الشيخ) قبل أن يقوم أفراد الشرطة بإطلاق الغاز المسيل للدموع وغاز الفلفل والرصاص الحي في الهواء، لقمع الاعتصام وتفريق التظاهرة الاحتجاجية.
وبحسب عائلة الأعرج، فقد أصيب والد باسل الأعرج بجروح في الرقبة والظهر نتيجة اعتداء العناصر الأمنية عليه بالضرب، وجرى نقله إلى المشفى لتلقي العلاج، وهو ما يؤكد تعمد استهداف الأجهزة الأمنية للمتظاهرين وإصابتهم بجروح.
وأوضحت “سكاي لاين” أنه ووفقًا لشهود العيان، قام عناصر “مكافحة الشغب” بالاعتداء على نساء وفتيات بالهراوات، فيما انتشرت في محيط المواجهات عناصر أمنية بلباس مدني، ودفعت الأجهزة بقوات إضافية في محيط مجمع المحاكم للسيطرة على التظاهرة وفضها. وهو ما يستدعي بشكلٍ عاجل محاسبة المعتدين على المتظاهرين وإجراء تحقيقات مستقلة وشفافة في حوادث الاعتداء عليهم.
وبينت “سكاي لاين” أن العناصر الأمنية اعتدت أيضًا على قيادات فصائلية ومستقلة وحقوقيين، كما اعتقلت عددًا منهم وأطلقت سراحهم بعد ساعات من الاحتجاز، وأبقت على اعتقال طالبين من جامعة بير زيت، مشيرةً إلى أن منع التظاهر السلمي واستمرار الاحتجاز التعسفي على خلفية أعمال ضمنها القانون الفلسطيني كالتعبير عن الرأي والتجمع السلمي، يعد انتهاكًا واضحًا لحرية الرأي والتعبير.
لكن، الناطق باسم الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية اللواء عدنان ضميري وصف المتظاهرين قبالة أمام مجمع المحاكم في مدينة البيرة بأنهم “بعض المرتزقة لأجندات خارجية”، وقال أنهم يصرون على الصدام الأهلي الداخلي، والتحريض على القتل بالتخوين والتكفير”. غير أن عددًا من المتظاهرين أكدوا في لقاءات منفصلة مع فريق “سكاي لاين” أن تجمعهم كان سلميًا جاء فقط للاحتجاج على محاكمة “باسل الأعرج”، وأن أفراد الشرطة الفلسطينية هم مَنْ شرعوا في صدام المحتجين.
إلى جانب ذلك، لفتت “سكاي لاين الدولية” إلى تعرض طواقم صحفية فلسطينية للاعتداء، و تحطيم كاميرات صحفيين آخرين. منوهةً أن هذه ليست المرة الأولى التي تمنع فيها الأجهزة الأمنية الفلسطينية الوسائل الإعلامية من التغطية، منتهكةً في ذلك القوانين الدولية من خلال التضييق على الصحافيين في أداء مهامهم، لا سيما المادة (19) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، و المادة (19) من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.
ودعت “سكاي لاين” في نهاية بيانها المفوض الخاص بحقوق الإنسان “لاتخاذ ما يلزم من إجراءات لإلزام السلطة الفلسطينية باتفاقيات حقوق الإنسان التي كانت قد وقعت عليها”. مشددة ًعلى ضرورة أن تحترم الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية حق التظاهر السلمي، مطالبةً الأخيرة بالكف عن سياسة القمع والترهيب التي بدا أنها سياسة مستمرة لدى تلك الأجهزة.
جدير بالذكر أن “سكاي لاين الدولية Skyline”، هي مؤسسة حقوقية هولندية، تتخذ من لاهاي مقرًا رئيسًا لها، تعنى المؤسسة بدعم الحق في حرية الرأي و التعبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلى جانب الدفاع عن الحق في التجمع والاحتجاج السلمي.