الجنوب الطريق إلي المجهول
بقلم / محمد الصالحي :
عندما يصبح الجلاد قاضي فمن الطبيعي أن لا ينصف الضحية بل سيكرر جريمته وربما تكون بشكل افضع و أكبر هذا هو حال المحافظات الجنوبيه و مشروع قضيتهم التي سعوا للانتصار لها و ناصرهم وأيدهم الأحرار و الشرفاء من إخوانهم في الشمال في مقدمتهم انصارلله .
غير ان الاخوه في الجنوب اختاروا الطريق الخطأ والذي لا يمكن إن يصلوا عبره في يوم من الأيام إلي الانتصار لقضيتهم .
فلو نظرنا إلي جانب من يقاتل مرتزقة الجنوب هذه وحدها تكفي لو تدبرها أهل العقول .
أليست السعوديه من تخلت عن الجنوب في حرب صيف 94 ولم تستضيف أي من قياداته إلا أشخاص معينين بعد هروبهم من الجنوب .
ألم يكن النظام السعودي هو من يدعم الشطر الشمالي في حرب المناطق الوسطى ويصدر مايسمى المجاهدين لمواجهة المد الشيوعي حسب وصفهم .
هادي من يقاتل مرتزقة الجنوب لإعادة شرعيته المزعومة كان وزير الدفاع في حرب 94 وقاد الجيوش لاجتياح الجنوب بغرض الانتقام و تصفية حسابات يناير 86 التي اخرجت هادي إلي الشمال.
وفصل جزيره سقطرى بعقد إيجار الإمارات مئة عام لتبني عليها قاعده عسكريه امريكيه لتقضي على الحياه الطبيعيه هناك و تحويلها من محميه طبيعيه إلي حاميات عسكريه
كما باع جزء من صحراء حضرموت للامارات والسعودية لتكون مكب نفايات نووية بعد أن تعاقدت الدولتين مع شركه فرنسيه تنفذ عمليات دفن النفايات النووية و ما سينتج عن ذلك من أمراض و اوبئه سوف تنتشر نتيجه التلوث البيئي.
وعلي محسن الذي نهب أراضي الجنوب وسيطر على مقدراته وتستحوذ على ثرواته ناهيك أنه الآن يعتبر الرجل الأول فيما يحدث للجنوب و أبنائه .
و حزب الإصلاح و فتاويه التكفيرية و الجهاديه ضد الجنوب و دولته و شعبه و أحل دماء أهله بحكم أنهم شيوعين .
واباح السلب و النهب للممتلكات الخاصه و العامه كغنيمة حرب.
ماذا حقق الإماراتي و السعودي و الأمريكي للجنوب وأهله
اغتيالات و تفخيخات و تفجيرات و تنامي لجماعات القاعدة و داعش التي استجلبوها معهم .
و عصابات التقطع و السلب و النهب التي تهيمن على الطرق الرئيسيه و تقوم بأخذ اتاوات وضرائب على المسافرين و قتل و اختطاف من يرفض الدفع لهم .
و اضاعوا سيادة بلد فعندما ترفع أعلام دول العدوان وصور حكام دويلات الخليج داخل مدارس عدن والضابط الإماراتي هو الحاكم العسكري الفعلي في حظرموت
و ثروات الجنوب التي تُنهب على مرائ و مسمع من الجميع القاعدة كانت تبيع النفط عبر المواني .
و لا يستطيع الصيادين تجاوز بضع كيلوهات في مياه الساحل الجنوبي للبحث عن ارزاقهم بينما تنتشر قوراب و سفن شركات الصيد الاجنبيه في المياه اليمنية و تحظى حمايه البوارج الاجنبيه لتنازع اليمنين في اقواتهم واقوات أسرهم.
اما جرحى مرتزقة الجنوب الذين تتعفن جراحهم ويصارعون الموت دون أدنى اهتمام أو رعاية تقدم لهم عدا بعض المهدئات التي تتحسن و تتصدق بها عليهم جمعيات الإغاثة التابعه لدول العدوان و لا ينتظرهم إلا ثلاجه الموتى التي أتت بها الإمارات إلي عدن .
هادي ومحسن و الإصلاح و الإمارات و السعوديه و أمريكا من يقاتل مرتزقة الجنوب تحت رأيتهم و يأتمرون بأمرهم لا ينظرون إليهم إلا كمأجورين سيرمونهم عندما تنقضي حاجتهم منهم .
فمن قاتل الجنوب و شعبه تحت ذريعة مواجهة المد الشيوعي هو من يزج بابنائه للقتال بحجة مواجهة المد الشيعي و هو في كلتا الحالتين من أجل حمايه و تنفيذ المشروع الصهيوامريكي في المنطقة .
فمن يخيل له أنه سيعيد الجنوب إلي ما قبل عام 1990 عبر الطريق السائر فيه الآن فهو مخطئ فهذا الطريق سيصل به إلي ما قبل عام 1967 م.