دعوة زفاف “مختلط”
تتشرف حرم/فلان ابن فلان بدعوتكن لحضور حفل زفاف ابنتنا الغالية والذي سيقام في مخيمنا الخاص الذي نصبناه وسط شارع “…. ” امام منزلنا المجاور للسوق? علما بأن الخيمة رقم” 1 ” مخصصة للرجال والخيمة رقم” 2 ” مخصصة للنساء !!!.
طبعا هذه الدعوة لم يحدث أن ارسلت لأحد ولم نسمع بها من قبل ولا نعتقد أن انسانا عاقلا سيتجرأ على ان يكون أول من يقدم عليها في اليمن حتى وان كانت هذه الدعوة ستدخله قائمة موسوعة “غينيس” للأرقام القياسية ? لكن ورغم ذلك ماذا لو وجدت ان احدهم ارسل لك دعوة زفاف كهذه يدعوك وعائلتك لمشاركته الافراح والمسرات والليالي الملاح?.
هل ستلبي الدعوة وماذا سيكون رد فعلك?!.
ليس بالضرورة أن نضع إجابة لمثل هذا السؤال لأن أي إجابة نضعها لن تختلف عن إجابات كل اليمنيين بل إن دعوة كهذه ستعتبر استفزازا واعتداء على كل ما نحمله من قيم وسنعتبرها خروجا عن العادات والتقاليد والاعراف التي نحرص على أن تظل ميراثنا جيلا بعد جيل..لكن وبحكم ان المرأة في ثقافتنا تعتبر رمزا للعفة والكرامة والنقاء فإن كل فعل يستهدف امتهانها وانتقاصها يعتبر اعتداء على قيم واخلاقيات المجتمع اليمني المحافظ والحريص على أن تظل المرأة الجوهرة الاثمن والاغلى والاقدس من أن تتحول إلى سلعة رخيصة في مهرجان الابتذال السياسي أو يتم استغلالها لكسب تعاطف المحافظين من ابناء المجتمع اليمني واسالة لعاب المبتذلين واغرائهم للإنضمام لميادين وساحات الاعتصام كما يحدث في واقعنا الجديد.
اليوم ورغم كل ما يتمتع به المجتمع اليمني من قيم ومبادئ إلا أن الإفلاس السياسي والاعلامي الذي تعاني منه احزاب اللقاء المشترك وفي مقدمتها حزب الاصلاح ادى بهؤلاء إلى عدم احترام قيم واخلاقيات المجتمع وتعمد استفزاز مشاعر كل اليمنيين الذين عبرت عنهم دعوة رئيس الجمهورية إلى عدم الاختلاط في ساحات الاعتصام وهي الدعوة التي قوبلت من قبل المفلسين بالاستهجان واعتبروها اعتداء على المعتصمات متناسين وخاصة الإصلاحيين ” الاخوان المسلمين” أن كيانهم السياسي بني على اساس احترام القيم والاخلاق والمبادئ الدينية التي يسعون اليوم لهدمها وإباحة كل ما كانوا يدعون الى تحريمه .
يبدو ان الإفلاس السياسي لأحزاب اللقاء المشترك لن يتوقف عند حدود عدم امتلاك البرامج والرؤى السياسية أوالسقوط في أزمة جديدة مع الشارع الذي تتوهم امتلاكه وتحريكه وإنما ستقودها دعوات الفوضى التي تطلقها الى خسارة ما كانت تستند إليه وتعتبره رصيدها المحفوظ الذي يمنحها شرعية الوجود والبقاء وخاصة حزب الإصلاح الذي يعيش اليوم حالة من الفلتان الإيديولوجي حولته من أكثر الأحزاب محافظة وتشددا وتمسكا بالقيم والأخلاقيات والمبادئ الإسلامية الى حزب أكثر انفتاحا من كل المنفتحين واكثر تحررا من كل دعاة التحرر بل وكشفت مدى استغلاله لعواطف الناس الذين صدمتهم تصرفاته الجديدة التي تؤكد ان الدين والاخلاق والقيم لم تكن سوى “بروبقاندا” وشعارات كاذبة لا أكثر….