فيتوريو أريغوني والإنتماء لفلسطين
التقيت بالمتضامن والصحفي الايطالي اريغوني خلال المسيرات المنددة بإنشاء الاحتلال لمنطقة عازلة شرق وشمال القطاع ? حيث كانت الحملة الشعبية لمقاومة الحزام الأمني تنظم مسيرات أسبوعية منددة بإنشاء الاحتلال لمنطقة عازلة تصادر آلاف الدونمات من الأراضي والممتلكات? وكان اريغوني ومجموعة من المتضامنين الأجانب يشاركون بشكل دوري في هذه المسيرات ويتقدمون الصفوف الأولى للمتظاهرين المنددين بجرائم الاحتلال والتي كانت تتجه إلى الخط الفاصل وكان اريغوني يمتشق كاميراته بيده ليلتقط صور جنود الاحتلال وهم يطلقون النار على المواطنين المسالمين ويوثق الجرائم الإسرائيلية لينقلها للرأي العام الدولي .
مرات عديدة كادت رصاصات الاحتلال الإسرائيلي تفتك باريغوني وزملائه من المتضامنين الأجانب خلال مسيرات الحزام أثناء قيامهم بإنقاذ الجرحى المدرجين بدمائهم من المشاركين في المسيرات السلمية بالقرب من الخط الفاصل وسط معترك النيران وعدم قدرة رجال الإسعاف من إنقاذهم أو الوصول إليهم في ظل إطلاق النيران .
ما من مسيرة او فعالية لحملة مقاومة الحزام الأمني الإسرائيلي إلا وأشاهد اريغوني ورفاقه من ضمن المشاركين في هذه المسيرات سواء برفح أو خان يونس أو الوسطى أو الشمال .
قمة الدهشة والاستغراب أن يتعرض المتضامنين الأجانب للاعتداء من قبل الاحتلال خلال مسيرات الحزام الأمني حيث تم إصابة المتضامنة الدولية بيانكا زامت ” 28عاما?ٍ” من جزيرة مالطا أثناء مشاركتها لمسيرة مناهضة للحزام الأمني شرق غزة ? وان يقتل زميلها اريغوني بأيدي من يدعون أنهم فلسطين والشعب الفلسطيني منهم براء .
صدمة كبيرها عاشها أبناء الشعب الفلسطيني حينما قامت مجموعات لا تمت للشعب الفلسطيني بخطف وقتل هذا المتضامن الذي لم يكن إلا الحب والانتماء للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وقطع آلاف الأميال تاركا بلده من اجل فلسطين.
هذا المتضامن الذي كان يردد دوما تحيا فلسطين لا للاحتلال لا للجدار العازل بلغة الشعب الفلسطيني والذي لم ينزع عن رقبته الكوفية الفلسطينية خلال مشاركته في الفعاليات المنددة بجرائم الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني .
حين تم تكريم المتضامنين الأجانب من قبل الحملة الشعبية خلال شهر أيار من العام الماضي عرفانا من فلسطين بالجميل تجاه هؤلاء المتضامنين الذين تركوا بلدانهم واثروا الحياة مع أبناء الشعب الفلسطيني ومعايشة همومهم وويلاتهم التي يتعرضون لها من قبل الاحتلال الإسرائيلي ? دار حوار مقتضب بيني وبعض المتضامنين الأجانب وكان بينهم اريغوني سألتهم عن وجهة نظرهم في جرائم الاحتلال الإسرائيلي وحق الشعب الفلسطيني في حريته لمست من أجوبتهم اقتناعا كاملا بحق الشعب الفلسطيني بحريته ورفض تام لجرائم الاحتلال الإسرائيلي ?وكان لسان حال هؤلاء المتضامنين تجاه الشعب الفلسطيني ” لو لم أكن فلسطينيا لوددت أن أكون فلسطينيا “.
من الواجب أن يمنح اريغوني وزملائه الجنسية الفلسطينية كما منحت سابقا منظمة التحرير جنسيات لمناضلين من دول عدة شاركوا الثورة الفلسطينية في نضالها ومراحل تحررها الوطني ? اريغوني وزملائهم ناضلوا وضحوا بدمائهم من اجل فلسطين و كانوا ينتمون لفلسطين بحق فهم فلسطينيين بالقلب والعقل ? لقد أزال اريغوني وزملائه كافة الحواجز بين فلسطين وبلدانهم .