كم سيصمدون ؟
بقلم / منصور العراقي :
اثنان وعشرون شهراً منذ بدء العدوان العسكري بقيادة السعودية على اليمن.. أظنها مدة ليس بالأمر الهين حسابها واحتساب نتائجها على مستوى المكان والزمان خاصة عندما يكون الموت جزءاً من الحياة اليومية لـ26 مليون مواطن .
ولا يزال المشهد القاتم قائماً على حاله .. حيث يسفك العدوان السعودي دون حساب دماء الشعب اليمني , بل إنه يتمادى في كل وقت في تخبطه وجنونه بقتل النساء والاطفال وقصف المنازل في عز الليل ظناً أنه بذلك يحسم الامر ويحقق الحزم !!.
أقول إن اثنين وعشرين شهراً ليست بالأمر الهين إذ تحمل في طياتها مشهداً مغايراً صار الدليل على أن شعب اليمن – بإمكاناتهم البسيطة – قادرون على الصمود والاستمرار في التصدي لجحافل العدو، فيما تزيدهم جرائمه اصراراً على الرد وهزيمته مهما كان الثمن .
بات السؤال الآن مقلوباً إذ لم يعد : كم سيصمد اليمنيون ؟ وانما كم ستصمد السعودية أمام القوة الصاروخية وهذا التقدم الميداني لأبطال الجيش واللجان ومتطوعي القبائل ممن اختاروا اسقاط التحصينات والتوغل في عمق المملكة؟
اثنان وعشرون شهراً أزالت كل اقنعة المنظمات والهيئات الأممية التي تزعم الدفاع عن الحقوق والحريات في المعمورة، وكشفت من يومها الاول حقيقة انحيازها الكامل لمشاريع الإرهاب السعودي وعدوانه الهمجي .
يأخذ اليمني نصيبه المستحق من كل هذا بأن يظل المجتمع الدولي يعلن تضامنه الكامل مع مظلوميته ولكن على مستوى اللفظ والتعبير عن المشاعر الطيبة .
إن أماً فقدت ابناءها الثلاثة في غارة جوية من حقها بالطبع أن تقيم الدعوى وتطالب بمحاكمة عادلة تقتص من المجرمين والقتلة .. المشكلة أنه لا يوجد في هذا الوجود محكمة بإمكانها النظر في الجرائم الواقعة باليمن .
اثنان وعشرون شهراً كان فارق التوقيت والفرق فيها إدراك اليمنيين أنهم يواجهون عدواً شرساً مدعوماً من دول عربية وغربية بينها العظميتان امريكا وبريطانيا اللتان تزيدانه غطرسة وتبجحاً بالقوة والعدوان .
بينما السعودي ومن معه باتوا يدركون أنهم يواجهون أرضاً غير قابلة للاحتلال كما شعبها غير قابل للخنوع والتركيع وفرض الحلول عليه بالقوة .
الواضح ان الحرب الاكثر هدوءاً ونجاحاً هي تلك التي تجري بين المتحالفين مع العدوان في الداخل والخارج، ناهيك عن حرب سياسية اخرى تقودها الامارات وتستهدف أمن واقتصاد السعودية التي اصابها العمى بعد ان اصبحت تتخبط بجنون في خططها العسكرية وسياساتها الاقتصادية والخارجية خلال العامين الماضيين..
وبينما تحاول السعودية من خلال عملاء الداخل والخارج تصفية حساباتها مع اليمن فإن مرتزقتها بدأوا في تصفية حساباتهم القديمة – الجديدة .
صارت الخلافات والدماء تعصف بمرتزقة العدوان بطرفيه هادي وأتباعه من جهة والجنرال محسن والاصلاح »الاخوان المسلمين« من جهة اخرى .
وهكذا وقع الشعب اليمني ضحية خيانة الداخل وعدوان الخارج وصمت المجتمع الدولي .