عشر أسباب أجهضت ثورة الشباب
لا يخفى على الجميع الحالة المأساوية التي تمر بها اليمن خلال هذه الفترة ما بين شد وجذب بين أطراف النزاع السياسي من جهة وبين الشعب ومطالبه واتجاهاته وأهدافه وإنتمائاته من جهة أخرى , ولعل بوادر التغيير الجذري كانت في طريقها السليم ولم يكن باقي سواء أيام معدودات للنهاية وإنجاح ما يمكن أن تسمى بثورة الشباب لولا حصول بعض المتغيرات التي حصلت فأجهضت ثورة الشباب أو يمكن أن نقول أخرت وأبطأت من نتائجها وجعلت الطرف الآخر أكثر شدة وصلابة ولعل هذه السباب يمكن أن نلخصها في عشر نقاط:-
1.انطواء الشباب في ساحات التغيير تحت النظام والفكر والاتجاه الحزبي وإتباعهم للأحزاب المناهضة للحكم حتى وإن استمروا في ترديد عبارات ( نحن مستقلون ) ولكنها كلمة ظاهرها الاستقلالية وباطنها الحزبية (فانتقلت الحركة من طابعها الثوري إلى طابعها الانقلابي ).
2.تصريح الشيخ الفاضل عبدالمجيد الزنداني بأن ثورة الشباب ليست مجرد تغيير وإنما هي (جهاد في سبيل الله ) مما أعطى الثورة طابع العنف والشدة والتصريح المطلق للشباب للقتل والتعرض للموت دون الخوف من شئ مما زاد الشارع احتقانا ورعبا ( في فتوى غريبة جدا أن تصدر من إنسان له مكانه في الشعب اليمني إلا أن السياسة وكما وصفها هو ذات يوم بأنها لعبة قذرة ).
3.قناة الجزيرة الإخبارية والمسماة مجازا (بقناة الصرف الصحي ) والتي أرادت أن تنقل الفكر الثوري المصري إلى اليمن ظنا منها أن الأمور ستجري وفقا لرؤية قائدتهم وحاكمتهم (موزه بنت حمد الصهيونية ) فجاءت إلى مقبرتها بكفنها المنسوجة من عمامة المدعو (دحابة ) خاصة أنها متأبطه شرا لليمن أرضا وإنسانا (كاستمرار للعقد المبرم بينها وبين الماسونية العالمية كأس العالم مقابل ???)
4.الفكر النفاقي الذي أقدم إليه بعض المحسوبين على أنفسهم أنهم دعاه أو ذا فكر تنموي أو دعوي على رأسهم (طارق السويدان ) والذي بدت البغضاء من فيه خلال وصفة لليمن ثم البحرين في ظرف أسبوعين رأيناه متقلب بين ذا وذاك وكأن فارق الصرف بين الريال اليمني والدينار البحريني له تأثير تنموي رهيب.
5.تربع آل الأحمر (حاشد ) وعلى رأسهم حميد الأحمر على رأس الثورة كمسيرين وداعمين في وقت أن الملا حميد الأحمر يجمع الشعب قاطبة ( إلا مرتزقة قليله ) على بغضه وبأنة شخصية مثيرة للجدل ذو تاريخ أسود وحاضر فاسد ومستقبل تتضح الرؤى بدمويته و ينقصه الكثير كي يفكر أن يقود سفينة اليمن لأنها أكبر منه بمراحل كثيرة.
6.انضمام الوزراء والسفراء ذوي التاريخ الأسود إلى الشباب أعطاها طابع ( ثورة هروب من المحاسبة المستقبلية ) ثم أنضم إليهم قادة كبار في السلك العسكري فانتقلت إلى مسمى أكثر تطورا (ثورة فاسدين ضد الفساد ).
7.الفكر الهجومي الاستفزازي الذي نهجه وينهجة حزب الأخوان الإصلاحيين على الطرف الآخر فهذا يتوعد بالزحف إلى غرف النوم وذاك يتوعد بمحاسبة ملايين البشر من مؤيدين الحاكم وأنصارهم يتوعدون الكل بكل ويلات الحقد والانتقام والكراهية ( والله من ورائهم محيط ).
8.المبادرات تلو المبادرات والتنازلات تلو التنازلات والتي قابلتها المعارضة بالرفض وزينتها بكل أنواع الاستنقاص والاستحقار والاستخفاف وملأت عقول الشباب بعدم جدوى هذه المبادرات قبل ان يتأكدوا منها مما أجهضت أحلام الشباب وبقت أحلام الأحزاب وتطلعاتهم.
9.انضمام فئات إلى الثورة والثوار هم أصلا ذو اتجاه تخريبي سابق (كالحوثيين ) وفكر انفصالي (كالحركيين ) وتاريخ دموي (كالاشتراكي ) مما وضع عليها علامات استفهام واستغراب عن كونها ثورة تصحيحية أو تخريبية أو تشطيرية أو رجعية ???
10. تأييد الله سبحانه وتعالى للرئيس الحالي بعلامات وأفعال كل فترة وحين فتارة يفضح مخطط تهريب أسلحة وتارة يقود ناصيتهم للحديث لإثارة حفيظة الشعب ونزعتهم القبلية وتارة نجد أعداء الأمس يتحالفون وتارة يظهر شخص ينفي نية الحراكيون بالانفصال وبعد لحظات يظهر قائدهم يطالبهم بالانفصال وهكذا في تخبط دائم فاضح وواضح.
وفي الأخير يتضح لنا بأن مصطلح ثورة تعني انتفاضة الشعب كامل أو جزء كبير منه على النظام الحالي أو حتى شريحة منه مع التزام بقية الشعب في منازلهم غير أنه في اليمن نجد أن معظم الشعب مؤيد للنظام الحالي مع ضرورة إصلاحات هو الذي أنتفض ضد من أراد أن ينتفض على الشرعية الموجودة حاليا فأصبح هناك انقسام في الشارع بما يعادل (80%مؤيدون و20 معارضون ) غير أن المعارضين تتملكهم نزعة قتالية انتقاميه مكتسبة من التعبئة الأخوانية الإصلاحية وهذا غير مقبول بأي حال من الأحوال في مجتمعنا اليمني متنافي مع عاداتنا وتقاليدنا الأصيلة.
لذا أنصح الأخوة الذين يريدون أن يقوموا بثورة أخرى أو حتى تنجح مسيرتهم في هذه اللحظة ان يصححوا كل هذه النقاط وينظفوا تحركاتهم مما ذكر أعلاه لينجحوا وإلا فسيظل الوضع على ما هو عليه.
alhadree_yusef@hotmail.com