هل تنتقم قطر من السعودية بواسطة اليمن
المراقب المتابع لتحركات قطر الإقليمية والدولية يشعر بأن هذه التحركات لا تتناسب مع حجم قطر السكاني والجغرافي وهذا يجعل الكثير منهم يتساءل عن سبب هذا الحجم المتنامي لهذه الدويلة التي لا تكاد تظهر على الخريطة الجغرافية وقد تكون ظاهرة صوتية أكثر منها ظاهرة دولية وهي بتحركاتها هذه تخليق الريبة والشك في الدور المناط بها وهل هي تنفذ أجندة خاصة بها أم أنها تنفذ أجندة خارجية ومن هي هذه الجهة الخارجية التي تستفيد من الدور المشبوه الذي يقوم به المسئولون القطريون بكل تفاني وإخلاص .
إنني اعتقد جازما أن هذه الدويلة تنفذ أجندة خاصة بها في موضوع اليمن بالذات فهي تريد أن يكون لها في اليمن موطئ قدم لكي تنتقم من السعودية بزرع مشكلة عويصة في خاصرتها الجنوبية ذلك انه لا يخفى على الحصيف من المراقبين بأن لقطر مخاوف لا حدود لها مع السعودية خاصة بعد أن حصلت آخر مشكلة حدودية بينهما واحتلال السعودية لمنطقة حدودية كانت تصل بين الإمارات العربية المتحدة وبينها فاحتلتها السعودية لكي لا يكون مع قطر أي حدود برية سوى معها إلى جانب أن حكام قطر يتوجسون خيفة من هيمنة السعودية على الدول الخليجية خاصة وأن جميع الدول الخليجية المنضوية ضمن المنظومة الخليجية هي دول صغيرة بكل المقاييس مقارن بالحجم الهائل للسعودية وهذا الحجم يوجد في نفوس القطريين بالذات نوع من الخوف من هذه الهيمنة السعودية ووجدت في اليمن بيئة مناسبة لإشغال السعودية والانتقام منها من خلال خلق مشاكل في الحدود اليمنية السعودية وإيجاد بؤرة شيعية تكون نواة لاستقطاب الشيعة في جنوب السعودية بما يؤدي إلى خلق بؤرة توتر دائمة تسبب استنزاف للمقدرات السعودية وتجعلها بعيدة عن القدرة على التحكم في قطر التي تريد ان تكون ذات شأن في المنطقة والعالم .
إن الدور القطري الذي لم يعد حافيا على أحد في اشعال الفتنة في صعدة من خلال الدعم الذي قدمته هذه الدويلة للحوثيين الذي كانوا على المذهب الزيدي الذي لا يتفق مع المذهب الجعفري-الأثنا عشري في أي شيء بل يتعارض معه في كل شيء وتم تحويل العديد من السكان وإدخالهم على هذا المذهب الذي يريدون له أن يكون امتداد للشيعة الموجودين في المنطقة الشرقية من السعودية ويكون بمقدوره استقطاب المكارمة – الإسماعيليين الموجودين في نجران وما حولها وهذا الأمر سيجعل السعودية بين فكي الكماشة التي ستؤرق مضجع السعوديين وسوف تشغلهم عن تصرفات قطر الطائشة التي يقودها بالذات رئيس الوزراء الذي يحمل من الحقد الشيء الكثير للسعودية حكومة وشعب.
إذا قطر لا يهما اليمن ومصالحه بقدر ما يهمها خلخلته وزعزعة استقراره حتى يحقق مآربها على المدى القريب والمتوسط والبعيد فهل من عقول مدركة لما يجري?