درعـا السوريـة …. انطلاقـة الكرامـة
أخيرا?ٍ نطق أهالي درعا بكلمة الحق ? هذه البلدة العظيمة التي يقطن فيها ما يقارب الـ900 ألف نسمه ? والتي ت?ْعد من المناطق الثقافية في سوريا ? نطق شباب درعا بعد أن فاض بهم الكيل ? سنوات طويلة من الظ?ْلم والإستبداد ضد هذا المواطن العربي السوري .
نطقت درعا بك?ْل أهلها ? لقد آن الأوان للتغيير ? فالشباب العربي أخذ القرار بأن يصنع التاريخ من جديد ? فأطلق الشرارة الأولى محمد بوعزيزي في تونس الخضراء ? وانتقلت هذه الإنتفاضة العربية الشبابية لت?ْغير التاريخ في مصر وليبيا ? والآن في سوريا العروبة .
لقد مورس ضد درعا وأهلها الكثير من الممارسات الهادفة لتحويل هذه البلدة السنية إلى مجموعة من المرتزقة والأتباع ? فدخل عليهم النظام الإيراني بمشروع التشيع من خلال مجموعة من الأعوان ? فعن طريق زيدان غزالة ? نسيب رستم غزالة آخر رئيس للاستخبارات السورية في لبنان كانت البداية ? زيدان غزالة الذي تخرج في كلية الفلسفة وانتسب إلى حركة المرتضى التي كان يتزعمها جميل الأسد شقيق حافظ الأسد ? لنشر التشيع ? ثم أعلن غزالة تشيعه الكامل وتبعيته لمرجعية ولاية الفـقـيـه? وبات يلبس الزى الإيراني ? وبدأ يدعو إلى التشيع بقوة ? فيما كان الدعم المالي يأتيه من إيران علنا?ٍ ? وكان يمارس دعوته بشدة وعنف ? كما أنه يقدم كل المغريات للشباب وخاصة المال وأثاث البيوت والكتب واللباس ولربما يهيئ لهم سفرا?ٍ إلى إيران .
نجح البعض في شراء ذمم البعض من أهالي درعا السورية ? لكن أهلها الطيبين المؤمنين مازالوا على العهد ? يناضلون برغم القتل والدمار والإعتقال ? فالسجون السورية مليئة بالمعتقلين الذين يقفون لقول كلمة الحق في وجه هذا النظام الدكتاتوري ? وكذلك المعتقلين اللبنانيين الم?ْختطفين منذ عشرات السنوات ? وهناك الفلسطينيين الذين مازالوا قيد الإعتقال في السجون السورية السرية ? ليس لأي ذنب سوى أنهم مناضلين عرب أرادوا أن يؤدوا واجبهم الوطني تجاه القضايا العربية .
سقط الشهداء في درعا ? وي?ْعني أهلها ? لكنها بالنهاية سوف تنتصر ? فإرادة الشعوب هي الباقية برغم ك?ْل العنف والدمار ? وبرغم محاولات شراء الذمم من خلال تحسين الأوضاع بقرارات جاءت الآن بعد أن ذاق الشعب السوري المرار ? فكم هي سنوات الفقر والحاجة للمواطن السوري ? تذكر النظام السوري الآن رفع الرواتب وتشغيل الشباب وتقليل البطالة ? خيرات سوريا كغيرها من البلدان العربية ت?ْسرق من قبل النظام وأعوانه ? ي?ْمنع المواطن السوري من قول كلمة الحق ? وي?ْمنع من استعادة أرضه المحتلة في الجولان السوري الم?ْحتل ? والتي يريد النظام السوري تحريرها على حساب دماء اللبنانيين والشعب الفلسطيني من خلال رفع شعارات المقاومة الزائفة .
تحية لشعبنا السوري العظيم ? وتحية لشهداء درعا الأكرم منا جميعا?ٍ ? وك?ْل الإحترام للمناضلين السوريين من شباب وشيوخ ونساء ? الذين قرروا إعادة الكرامة والأمل للشعب السوري ? وإعادة سوريا لموقعها الحقيقي بعيدا?ٍ عن الولاء الطائفي أو الاصطفاف المالي والتجاذبات الإقليمية التي تهدف إلى ضرب وحدة الأمة العربية الواحدة .
صحفي وكاتب فلسطيني
rm_sh76@hotmail.com