ما قاله الرئيس صالح الصماد في خطابه بمناسبة يوم الجلاء
شهارة نت – صنعاء :
وجه رئيس المجلس السياسي اليمني الاعلى التحية والتهنئة الى الشعب اليمني الصامد والصابر الذي ضرب بصموده في مواجهة العدوان الغاشم والحصار الجائر أروع الأمثلة في التضحية والفداء. كما توجه بالتحية إلى كل فرد من أفراد القوات اليمنية المسلحة والأمن واللجان الشعبية وأبناء القبائل في مختلف الجبهات ممن يسطرون أروع الملاحم البطولية في مواجهة الاحتلال وغطرسة العدوان والتصدي ببسالة وإقدام لكل المؤامرات التي تستهدف اليمن ووحدته وسيادته واستقلاله.
وفي كلمة ألقاها بذكرى استقلال اليمن، قال الصماد إن “إعلان تشكيل حكومة الإنقاذ الوطني هو مواجهة العدوان، وتعزيز الصمود، ورص الصفوف آملاً أن تشكل دفعة قوية، ونقلة نوعية في مواجهة التحديات، وذلك لا يعني إغلاق باب الحوار والسلام، بل ستظل أيدينا ممدودة لكل الدعوات البناءة، التي تضمن سلاماً مشرفاً لشعبنا، وحفظًا لكرامته واستقلاله”.
وأشار الصماد في كلمته الى أنه طال انتظار شعبنا لإعلان الحكومة منذ إعلان المجلس السياسي الأعلى، وكان هناك الكثير من المحاولات غير البريئة، لاستغلال تأخر إعلانها، للإيقاع بين القوى الوطنية.
وقال في كلمته “إن النقاشات التي دارت حول تشكيل الحكومة كانت نقاشات بناءة للمشاركة في المغارم، وليس لاكتساب المغانم، لأن مرحلتنا مرحلة صمود، وتحدي، فمن حق المجلس السياسي أن يمنح القوى السياسية فرصة للوصول إلى رؤية واضحة في كيفية إدارة المرحلة القادمة، وفعلاً وبجهود وطنية جبارة، تحقق حلم أبناء شعبنا بتشكيل الحكومة، والتي ستكون من أولوياتها مواجهة التحديات الأمنية، والعسكرية، والاقتصادية”، داعيًا جميع أبناء الشعب وفي مقدمتهم القوى الوطنية، لبذل أقصى الجهود والطاقات في سبيل إنجاح الحكومة، للقيام بمهامها التاريخية الملقاة على عاتقها”.
ودعا الرئيس الصماد أبناء الشعب اليمني للخروج في مسيرات جماهيرية حاشدة، لتأييد الحكومة ودعمها، والتأكيد على الوحدة الوطنية، وإدانة العدوان وجرائمه بحق الشعب، وفي مقدمتها الحرب الاقتصادية، ونقل البنك، ودعوة المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته، ومراجعة مواقفه تجاه الشعب اليمني، والخروج في مسيرات ستعلن عن وقتها وزمانها اللجان المكلفة بذلك.
كما دعا “كل الدول الشقيقة والصديقة، إلى المبادرة للإعتراف بحكومة الإنقاذ الوطني والتعاطي معها بإيجابية، مشيدين بالدور الإيجابي والمسؤول للدول الشقيقة والصديقة التي تعاطت بمسؤولية ضد العدوان الغاشم، وقدمت الكثير من المواقف السياسية، والإنسانية وفي مقدمتهم الأشقاء في سلطنة عمان، شاكرين جهودهم البناءة في الدفع بعملية السلام، والدور الإنساني الرائد للأشقاء في السلطنة وكذلك الدور الإنساني المسؤول للأشقاء في الجمهورية الإسلامية الإيرانية في إبراز مظلومية الشعب اليمني، واستقبال الكثير من الجرحى وعلاجهم والمواقف المساندة للشعب اليمني، وكذلك الدور العراقي والسوري واللبناني المسؤول، وفي مقدمة ذلك كله الموقف الواضح والصريح لحزب الله وسيد المقاومة”.
كما أشاد الصماد بالدور الروسي في كثير من مراحل العدوان، وكل المواقف المسؤولة للدول الشقيقة والصديقة، غير متناسين ما تقوم به جالياتنا وطلابنا في مختلف دول العالم، لإبراز مظلومية الشعب اليمني.
كما توجه بالشكر والتقدير لكل المنظمات الحقوقية والإنسانية، والأقلام الشريفة لكتاب ومفكرين ومثقفين وصحفيين، ممن وقفوا إلى جانب الشعب اليمني في محنته، وعملوا على إبراز مظلوميته وهمجية العدوان الذي يتعرّض له شعبنا ووطننا.
وجدد رئيس المجلس السياسي الاعلى التاكيد على أن خيار السلام هو الخيار الوحيد للشعب اليمني وما زلنا نطالب بالتئام فرقاء العمل السياسي والحزبي على طاولة الحوار للخروج بحلول شاملة ومنصفة لكل الأطراف واستناداً إلى قاعدة لا غالب ولا مغلوب فالمنتصر الوحيد لن يكون سوى الوطن وطننا جميعاً..، مشيرًا الى “اننا رحبنا بما أفضت إليه مشاورات مسقط الأخيرة مع وزير الخارجية الأمريكي والتي حظيت بدعم وترحيب دولي وما زلنا نؤكد بأن ما تمخض عن تلك النقاشات يمثل أرضية قابلة للتحاور والنقاش وبما لا يتعارض مع الثوابت الوطنية والقواسم المشتركة والمصالح العليا للوطن والشعب اليمني”.
كما دعا ” الأخوة من أبناء الوطن من المغرر بهم ممن تورطوا في التآمر ضد الوطن من مدنيين وعسكريين بالعودة إلى جادة الصواب واستغلال فرصة تمديد قرار العفو العام بالعودة إلى الوطن ولفتح صفحة جديدة في التعاطي مع قضايانا عبر الحوار والتفاهم الجاد بعيداً عن أي ضغوط أو إملاءات من أعداء وطننا وشعبنا لأننا مسؤولون جميعاً عن الحفاظ على الوطن والدفاع عنه والنهوض به وتحقيق التطلعات المستقبلية لأبناء شعبنا بعيداً عن الوصاية والهيمنة الأجنبية”.
ودعا الصماد النظام السعودي ومن تحالف معه لتحكيم العقل وسرعة إنهاء العدوان الغاشم على البلاد ومراجعة مواقفه من التصعيد المستمر لهذه الحرب الظالمة التي سيكون العدوان وحلفاؤه الخاسر الأكبر فيها، مشيرًا الى ان “الأحداث والتطورات العسكرية والميدانية تثبت صحة ما نحذر منه. كما شدد “على ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان بمسؤولياتهم الأخلاقية والإنسانية والقانونية تجاه ما يتعرض له الشعب اليمني من أعمال قتل وتنكيل وتدمير وحصار جائر ضد شعب يفوق الـ27 مليون نسمة.. ودعا “المجتمع الدولي إلى احترام قرار وإرادة الشعب اليمني وتطلعاته في الأمن والاستقرار والسلام الشامل والعادل”.
وأكد الرئيس الصماد أن “الرهان الحقيقي اليوم في ظل استمرار العدوان والحصار والحرب الشاملة هو في جوهره رهان على الإنسان اليمني ووعيه وقدرته الدائمة على مواجهة الصعاب والمؤامرات والعدوان الخارجي الذي يجد في استقرار اليمن ووحدتها وعزة أبنائها خطراً يتهدد هيمنته العالمية على الموارد والأسواق والمصالح الإستراتيجية التي يرى أن حصول شعب كالشعب اليمني على نصيبه منها واستقلال قراره أمر يجب تصعيب حدوثه وهي الترجمة الحقيقية للعدوان والتحالف على اليمن ورفض كل مبادرات السلام والتنازلات التي قدمها الفريق المفاوض طيلة الفترة الماضية”.
وفي الختام قدّم رئيس المجلس السياسي اليمني الأعلى “تحية اجلال للرجال الرجال المرابطين في جبهات القتال من أبطال الجيش واللجان الشعبية الذين لا زالوا يسطرون ملاحم الصمود والتضحية في كل شبر من أرض اليمن الطاهرة. ونشد على أيديهم بمواصلة مشوار التحدي حتى تحقيق النصر المؤزر مؤكدين أننا قيادة وشعباً إلى جانبكم حتى يكتب الله لشعبنا النصر والعزة والسؤدد”.