عدن في انتظار الانفجار الكبير
شهارة نت – عدن :
لا شيء يجمع عليه أهالي عدن وساستها وناشطوها من مختلف التيارات هذه الأيام سوى أن مدينتهم على وشك الانفجار الكبير، وما إقدام ضابط في الجيش على قتل 5 من أطفاله وزوجته قبل أن ينتحر داخل سكنه إلا صورة من مأساة عدن تحت الاحتلال.
كل مظاهر الحياة تتلاشى عدا أسواق بيع الأدوات المستعملة فهي وحدها تزدهر إلى جانب المظاهر المسلحة.
بشكل لافت يتقاطر المئات لبيع أدوات منازلهم في أسواق بيع الأدوات المستعملة لتغطية احتياجاتهم الأساسية والتي لم يعد بمقدورهم تأمينها منذ إقدام الفار هادي على تعطيل البنك المركزي بقرار نقله من صنعاء إلى عدن.
وفوق ذلك تواصل ماكينة الفساد والاحتلال وصراع المرتزقة التهام ما تبقى من مظاهر للحياة في المدينة، فضلاً عن تجنيد أطفال وشباب جائعين للزج بهم في محارق للدفاع عن الجيش السعودي في نجران، واستقبالهم بعد ذلك في توابيت في أحسن الأحوال، فيما يتم دفن معظمهم في شرورة بنجران.
وحسب تقرير نشرته صحيفة اليمن اليوم فإن معظم سكان عدن يعتمد على الراتب الحكومي كمصدر دخل وحيد، لكن قرار الفار هادي بنقل مقر البنك المركزي من صنعاء إلى عدن، أثر سلبا على عملية صرف الرواتب لكافة موظفي الدولة في محافظات الجمهورية كافة، مما ينذر بكارثة إنسانية باتت ملامحها ظاهرة في مجاعة تعيشها مدن يمنية عدة، وعلى رأسها عدن والحديدة.
خلال الستة عشر شهرا من الأزمة الحالية التزم البنك المركزي بإدارته في صنعاء بتسديد رواتب الموظفين في كافة المحافظات، وفقا للمتحدث باسم صندوق النقد الدولي، جيري رايس، وحال دون “كارثة إنسانية”.
دفعة جديدة من جثث المرتزقة في نجران إلى ذلك، نقلت طائرة عسكرية سعودية، أمس، دفعة جديدة من جثث المرتزقة في نجران تعد الثالثة في غضون أسابيع.
ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية إن الطائرة هبطت في المساء بمطار عدن وعلى متنها أكثر من (20) جثة وبقايا لأجساد متناثرة، مشيرة إلى أن جميع الجثث تعود لشباب وأطفال جندتهم في وقت سابق قوات الاحتلال للدفاع عن الجيش السعودي في نجران.
وكانت عدن استقبلت في وقت سابق دفعتين لجثث المرتزقة بينما يتبادل ناشطو الحراك وحزب الإصلاح الاتهامات بشأن ملابسات مقتلهم كالعادة، حيث يروج الحراك بأن مقتل معظمهم كان بطلق ناري من الخلف.
تمويل إعادة قناة “انفصالية” وكشفت مصادر في الحراك الجنوبي لـ”اليمن اليوم” عن تمويل الفار هادي عملية إعادة بث قناة تابعة للانفصاليين تعرف بـ”صوت الجنوب”، بالرغم من تظاهرات مستمرة لموظفي وسائل إعلام حكومية في عدن تطالب برواتب.
القناة كانت أطلقت عقب احتلال عدن في أغسطس الماضي لكنها توقفت لنحو عام بسبب عجز مالكيها عن تسديد قيمة الاشتراك في النايل سات، ليتم إعادة بثها مجددا على تردد قناة حكومية خلال اليومين الماضيين، تزامنا مع إعلان مبادرة أممية جديدة تقضي بإزاحة هادي عن المشهد.
تتبنى القناة خطابات وأناشيد “انفصالية” لكنها، وفقا للمصادر، لا تتبع أيا من تيارات الحراك الجنوبي بما فيها تيار الانفصال، غير أن ناشطين مقربين من الفار هادي وصفوها بالصوت الوحيد لـ”الشعب الجنوبي”.
إطلاق القناة يعد أيضا في إطار فساد حكومة الفار ومشاريعه الخاصة المتواصلة وسبقها شراء طائرة متهالكة بـ100 مليون دولار قبل أقل من شهر.
نهب مسلح وشهدت مناطق في عدن، أمس الاول، اشتباكات بين مجاميع مسلحة وذلك في إطار الصراع على نهب الممتلكات العامة والخاصة.
وقالت مصادر أمنية ومحلية متطابقة لـ”اليمن اليوم” إن اشتباكات استخدم خلالها قذائف الـ”آر.بي.جي” دارت بين عناصر فصيلين مسلحين في منطقة ساحل أبين، إثر محاولة كل فصيل السيطرة على فندق سياحي يعرف بـ”فندق جراند عدن”.
وخلفت الاشتباكات مصابين من المارة، وفقا لذات المصادر. في مدينة الشعب، تجددت اشتباكات بين فصيلين يسعى كل منهما للسطو على مساحة شاسعة من أراضي الدولة.
وبحسب المصادر تدور الاشتباكات بين فصيل يقوده شيخ قبلي يدعى العقربي، وشيخ منطقة الحسوة ويدعى “لافي شوتر”، وكانت اشتباكات اندلعت قبل 5 أيام وخلفت 3 مصابين.
يذكر أن سلطات الحراك في عدن أطلقت مؤخرا ما وصفتها بـ”عملية استعادة ممتلكات حكومية منهوبة”، وبدأها عيدروس الزبيدي المعين من قبل الاحتلال محافظاً لعدن بتسليم منشأة جحيف التابعة لرجل أعمال شمالي إلى أحد أقربائه المعينين من قبله كمدير لشركة نفط عدن.
مناطقية وتصاعدت في عدن، مؤخرا، صراعات مناطقية بدأت قبل أيام بين سلطات الفار وسلطات الحراك في المدينة بشأن مدير شركة النفط واتسعت لتشمل الفصائل المسلحة المخولة بحماية المنشآت ومناطق توزيعها.
ودارت في وقت متأخر من مساء الجمعة مواجهات في خور مكسر إثر سيطرة ما تسمى بـ”الشرطة العسكرية” التابعة للفار هادي بقيادة أحمد الحدي على حي السفارات الخاضع أصلا لسيطرة فصيل مسلح يتبع سلطات الحراك بقيادة أمجد الصبيحي.
وقالت مصادر أمنية لـ”اليمن اليوم” إن (3) مجندين أصيبوا خلال المواجهات، مشيرة إلى تمكن مليشيات هادي من فرض سيطرتها على الحي وطرد مسلحي الصبيحي ومنعه أيضا من دخول الحي.
على ذات الصعيد، أفاد مكتب شرطة عدن بأن شلال شائع المعين من قبل الاحتلال زار،، منزل الصبيحي وعبر عن تضامنه معه.
وأشار بيان الشرطة إلى أن شائع قال خلال اللقاء بأن حي السفارات خاضع لسلطة وحدات “الصبيحي”، داعيا إلى السماح له بمزاولة عمله.
في إطار صراع الفصائل المسلحة، أصيب مسلحان خلال هجوم على مركز شرطة دارسعد الخاضع لسيطرة فصيل مسلح يقوده الكازمي.
ووفقا لمصادر أمنية فإن مسلحين يستقلان دراجة نارية ألقى أحدهما قنبلة يدوية على بوابة المركز مما تسبب بإصابة اثنين من حراسته.