الاطفال العرب بين الماضي والحاضر
بقلم/ أكرم عبد الرحمن غندل
صحيح أن من الصواب أن نتعامل مع أطفالنا داخل قرار أنفسنا على أنهم أطفال !!
إلا أن من الخطأ هو أن نتعامل معهم (أمامهم) على أنهم أطفال ، وأن نقدّمهم للاخرين – وهم يشاهدون ذلك التقديم – على أنهم أطفال !!
أتذكر أبي جيداً ، وكثير من آباء أصدقائي أنهم كانوا يقدمونا للناس – نحن أبنائهم الصغار – على أننا كبار و لسنا أطفال .
فكنا حينها نحاول الوقوف حيث كانوا يقدمونا ، وكنا نحاول التصرف بتصرفات الكبار ( تجسيداً لذلك التقديم و التشجيع )
وكنا إذا ما وصفنا أحدٌ في كلامه بالطفولة ، أو تعامل معنا في معاملاته على أننا أطفال – كنا – نأخذ عنه نظرة سلبية من الصعب تغييرها .
اليوم .. وللاسف الشديد ، نرى كثيراً من الاباء يقدمون أطفالهم للناس على أنهم أطفال !!
( كل ذلك وأطفالهم يشاهدون ويسمعون طريقة التقديم )
وذلك ينعكس على نفسية الطفل وطريقة تعامله وتصرفاته ، ويولّد فيه مفاهيم خاطئة وعلى أقل الاحتمال فإنه سيولد فيه إحدى الخطرين
إمّا أن يكبر هذا الطفل وهو يبحث عن صفات الرجولة التي افتقدها في تعاملات والده وتشجيعه فيعتقد أنها في الشكليات الخاطئة مثل تعاطي السجارة وصحبة الاشرار الذي يعدّهم في نظره ( شجعان وأبطال ورجال )
وإمّا أنها قد تجعله معجباً بالطفولة وتصرفاتها حسب المفاهيم التي نتجت عن تعاملات أبويه فيتجاوز السن الشرعي ( 15 عام ) ثم تراه لا زال يتصرف تصرفات الاطفال !!
بل و يتجاوز البعض السن القانوني ( 18 عام ) ثم تراه لا زال يتصرف تصرفات الاطفال !!
بل ترى البعض قد امتلأ وجهه بالشارب و اللحية وآذانه وأنفه وساقيه بالشعر ولكنه لا زال يتصرف تصرفات الاطفال !
وعليه .. فإذا كان ذلك ينعكس سلباً على الصغار الذكور ، فإنه أيضاً ينعكس سلباً على الصغيرات الاناث ..
وكل ذلك سيسبب للاسرة ( والابوين بالاخص ) ما لا يُحمد عقباه