ألا نستحق ثورة أفضل
وأنا أتابع النقاش الدائر حول يوم 20فبراير أي موعد المسيرة المرتقبة في المغرب أشعر بالقلق وأجدني أردد مع نفسي “ألا نستحق انتفاضة تليق بنا?”
ضباب كثيف يلف الدعوة للتظاهر? بيانات الأحزاب ودعوات الزعماء الحزبيين ذكرتني بمسيراتنا الكثيرة التي تحولت في كثير من الأحيان لفرصة لاستعراض العضلات وتصفية الحسابات.
ومن منطلق التجارب السابقة في المسيرات الوطنية السابقة أتوقع أن المشاركين معتكفون الآن لنسج راياتهم ككل مرة? وكل طرف يحشد همم أتباعه ليبدو أنه صاحب الثورة والأحق بها? بل أتوقع أن تتصارع الزعامات على مقدمة المسيرة? ومن لم يرض بموقعه سيبتعد بضعة أمتار ليجعل للمسيرة مقدمة أخرى يكون هو ناصيتها? هكذا كانت مسيراتنا مراكب لأهوائهم دائما? فكيف سيتغير الحال يوم الأحد المقبل والخطابات التي تعد هنا وهناك لا تبشر بتغيير كبير. حتى في بعض المناسبات الإنسانية التي كان من المفترض أن تعلو فيها الألوان السياسية المتخلفة عن حساباتها? لم تفعل ذلك.
ما يقلقني أن هذه التظيمات والأحزاب تعتقد أن الشعب المغربي له حسابات مع النظام فقط? وأنه عندما كان يعرض عن التوجه لصناديق الاقتراع فقد كان يفعل ذلك فقط لكي يوجه صفعته الى هذا النظام? لكنهم ينسون أو يتناسون أنهم كانوا ولا يزالون وسيبقون حتى لو غيروا جلودهم جزء من هذا النظام? إنهم جزء من واقع مله الشعب وعافه ولم يعد يتحمس لخطاباته .
من جانب آخر ولكي تكتمل الصورة تحاول بعض الجهات أن تقوم بعملية نسخ لصق للثورة المصرية? فبدأت تجتهد لصناعة بورتري لبطل فيسبوكي يقف وراء الثورة المرتقبة ويطلق شرارتها ليكون زعيما في زمن ما بعد الثورة قياسا على البطل الفيسبوكي المصري وائل غنيم مع الفارق طبعا..
وعند محاولة الاستماع لأصوات الداعين للثورة لا تجد خيطا رابطا يجمعهم في بعض الأحيان? فبعض التيارات ستخرج لتصفي حساباتها القديمة مع النظام لذا لن تقبل بتخفيض سقف المطالب الى ما دون اسقاط النظام? في حين تتحدث أصوات أخرى عن محاربة الفساد? وثالثة عن الدعوة لملكية برلمانية و..و..
بقدر ما نتوق للثورة وبقدر ما تجتمع كل مقوماتها من انتشار الظلم والفساد والحكرة وتأخر الاصلاح كثيرا..بقدر ما يحز في النفس ألا نستطيع صناعة ثورة تليق بنا وبنفس القدر أتمنى أن تكون وجهة نظري خاطئة وأن يكون يوم 20فبراير أكثر إشراقا مما توقعت