شهود عيان: مسلحين حاولوا إغتيال حميد الأحمر وتبادلوا اطلاق النار مع مرافقيه
أقدمت عناصر مسلحة مساء أمس السبت على مهاجمة منزل الشيخ حميد الأحمر أمين عام لجنة الحوار الوطني وذلك في خطوة وصفت بأنها تأتي كرد من السلطة على مواقف الشيخ الأحمر المناهضة للرئيس اليمني علي عبدالله صالح. وقال شهود عيان انه في حوالي الساعة التاسعة والربع من مساء أمس قام مجهولون بمحاولة اغتيال الشيخ حميد الأحمر أثناء عودته إلى منزله الكائن في منطقة حدة بالعاصمة صنعاء حيث جرى تبادل لإطلاق النار بين حراسة الأحمر مع مسلحين كانوا على متن سيارات تحمل لوحات حكومية.
لجنة الحوار الوطني من جانبها استهجنت حادثة إطلاق النار التي تعرضت لها حراسة الشيخ حميد بن عبدالله الاحمر الامين العام للجنة التحضيرية للحوار الوطني واعتبرت الحادثة تطورا خطيرا في سياق حملة التحريض والتهديد العلني والمبطن الذي قامت به السلطة وأجهزتها خلال اليومين الماضيين.
وأشار الناطق الرسمي للجنة الحوار محمد الصبري في بلاغ صحفي عاجل صادر عن اللجنة التحضيرية للحوار ان الحادثة ترافقت مع محاولات أخرى أكثر خطورة تمثلت الليلة بكشف بعض المعتقلين من قبل أجهزة الأمن على خلفية مشاركتهم في مظاهرات الخميس الماضي وما تعرضوا له من تعذيب بشع لانتزاع اعترفات منهم بان قيادات في المعارضة قامت بتمويلهم ماديا?ٍ وتحريضهم على القيام بأعمال تخريبية في العاصمة صنعاء.
وأكد الصبري أن النزوح إلى الجرائم والقيام بمثل هذه الممارسات والسلوكيات ? لم تعد مقاصدها خافية على احد وتتمثل بمحاولة اثارة الرعب والخوف وصرف أنظار الشعب اليمني نحو قضايا أمنية لدفعه إلى التخلي عن مطالبه في التغيير والإصلاح
ودعا الصبري الأجهزة الأمنية إلى سرعة التحقيق في هذه الأفعال الخطيرة والكشف على الجهات التي تقف ورائها . ودعا الرأي العام إلى استنكار هذه الجرائم المتتالية والممارسات التي تأتي بعد كل خطاب سياسي رسمي تحريضي ضد المعارضة وبعد كل خروج للمظاهرات والمسيرات التي تطالب بحقوق الشعب في التغيير والإصلاح الشامل.
وقال أن اللجنة التحضيرية للحوار الوطني ستعقد اجتماعا صباح اليوم الأحد للوقوف أمام هذا التطور الخطير في ما يخص إطلاق النار وتعذيب المعتقلين والمستجدات الأخرى على الساحة الوطنية وتتخذ إزاءها القرارات والمواقف اللازمة.
وتأتي هذه الحادثة بعد ساعات من الاجتماع الذي عقدته المعارضة مساء أمس والتي طالبت فيها الرئيس علي عبدالله صالح بتنفيذ تعهداته بخصوص التوريث? وإقالة أسرته من قيادات الأمن والجيش? وإعادة هيكلة المؤسسة العسكرية.
وقال أمين عام لجنة الحوار الوطني الشيخ حميد الأحمر في الاجتماع: «حديث رئيس الجمهورية بعدم التوريث يتناقض مع وجود الورثة في مناصب قيادية بمؤسسات الجيش والأمن, نطالب بإعادة هيكلة المؤسسة العسكرية والأمنية وإسناد رئاستها إلى شخصيات جنوبية? حتى يتحقق مبدأ الشراكة الوطنية».
وأشار الأحمر الى أن «رئيس الجمهورية تناقض في خطابه? إذ قال إن حق التعبير مكفول ثم عاد ليهدد بعدم الخروج للتظاهر في الشارع».
ولفت إلى أن صالح لم يقدم أي تنازلات كما ذكر في خطابه? إذ إن ما تراجع أو تنازل عنه هي أخطاء ارتكبها وعدل عنها لا تنازلات تستدعي الوقوف أمامها. وشكك المعارض اليمني في تعهدات صالح? وقال: «هناك من المواطنين العاديين وبعض القوى من يقول إن السلطة قدمت كل التنازلات التي تريد المعارضة دون تذكر للوعود الكثيرة والطويلة التي قطعت في السابق ولم تتحقق». وأكد أهمية الدور الذي تلعبه منظمات المجتمع المدني في مختلف المجالات? ودورها الفاعل في إثراء الحياة السياسية والتعبير عن أبناء الشعب والدفاع عن حقوقهم وتطلعاتهم وإشراكهم في صناعة التحولات الوطنية.
وقال الأحمر في اللقاء الذي عقد بمقر اللجنة التحضيرية للحوار: «رغم محاولات السلطة خلال السنوات الماضية إضعاف المجتمع المدني وتهميشه? فإن الشعب اليمني تمكن من إيجاد منظمات مجتمع مدني? بل محافظات مدنية»? في إشارة منه إلى عدد من المحافظات الجنوبية.
ي?ْشار الى أن لجنة الحوار التحضيرية للحوار الوطني تتشكل من نحو 120 شخصية? بينها وزراء سابقون وشخصيات اجتماعية وتكتل «اللقاء المشترك» الذي يمثل الأحزاب المعارضة الموجودة في البرلمان. وشارك عشرات الآلاف من اليمنيين في احتجاجات سلمية مؤيدة للحكومة وأخرى ضد الحكومة الخميس الماضي? أثناء «يوم الغضب» الذي قادته المعارضة بعد يوم من عرض صالح عدم ترشيح نفسه لفترة ولاية أخرى بعد انتهاء فترته الحالية في عام 2013.