منها تورط الأمن في سرقة المتحف.. “شهارة نت” تكشف حقائق جديدة حول ما يجري في مصر
كانت عقارب الساعة تشير إلى التاسعة مساء ? سماء ميدان التحرير مغطاة بسحابات الأدخنة المتصاعدة من مبنى الحزب الوطنى المحترق والأنوف والعيون تقاوم القنابل المسيلة للدموع ? في تلك الأثناء سارع مجموعة من المتظاهرين إلى سيارة المطافى المتواجدة فى نقطة الإطفاء بين المتحف المصرى ومبنى المجالس القومية المتخصصة ? وبينما هم مشغولون بمحاولة تشغيل سيارة المطافى لإخماد النيران المشتعلة? إلا أنهم فوجئوا بشخص يحاول القفز من سور المتحف المصرى ? فى ذلك الوقت انتبه الجميع إلى خطورة الوضع ? فتاريخ مصر وثرواتها التي تقدر بمال من الممكن ? أن تضيع في لحظة على يد مجموعة اللصوص ? الذين اندسوا بين صفوف المتظاهرين ? وبالفعل تمكنت مجموعة من الشباب من الإمساك به ? وعندما فشلت محاولته في التملص من أيديهم ? أخذ يردد “أنا أمين شرطة من قوة تأمين المتحف ” لذلك شدد الشباب على تفتيشية ذاتيا ? خاصة وأن شكل ملابسة كان منتفخا بشكل غير عادى ? وهنا طلب منهم أن يتركوه ? وسيقوم هو بإخراج ما معه ? وفى تلك اللحظة أطلقت قوات الأمن وابل من القنابل المسيلة للدموع ? وهو الأمر الذى أستغله اللص وسارع بالجرى متجها الى ميدان عبد المنعم رياض ? وتمكن بعض الشباب من اللحاق به وأشبعوه ضربا وأخرجوا ما معه ? وكان عبارة عن طبق فضى من الحجم الكبير ? من النوعيات التي يشتريها السياح وزوار المتحف للاهداءات ? بعد هذه المطاردة المثيرة ? ركزت مجموعة الشباب التي تمكنت من الإمساك بأمين الشرطة ? على ضرورة تأمين المتحف ? لحين وصول رجال القوات المسلحة ? التي بدأت تنتشر فى شوارع القاهرة فى حدود الساعة العاشرة ? ولم يكن أمين الشرطة سارق الطبق الفضى ? هو الوحيد من قوة تأمين المتحف ? التي قررت أن تحمل بين يديها وفى طيات ملابسها ما خف وزنه وثقل ثمنة من مغتنيات المتحف ? ولكن يبدو أنه كان هناك اتفاقا مسبقا بين رجال الشرطة من قوة التأمين ? إذ تمكنت نفس مجموعة الشباب من القبض على آخرين من قوة التأمين بحوزتها بعض القطع الذهبية الصغيرة والعاديات ? بعدها وصلت الى ميدان التحرير مجموعة سلاح المظلات وقامت بالانتشار فى الميدان ? وتمركز بعضها داخل المتحف المصرى وتحفظت على مجموعة من قوة التأمين وقيدتهم داخل ساحة المتحف تحت حراسة مشددة ? واللافت أن قوة تأمين المتحف من وزارة الداخلية اتخذت من مبنى فندق النيل الذى يتم تجديده حاليا ? مخزنا للمسروقات حتى تتاح لهم الفرصة لتهريبها ? ولكن يقظة الشباب المتظاهرين تمكنت من ردها إلى المتحف وتم التحفظ عليها فى غرفة الأمانات التى تقع على يسار البوابة الرئيسة لحين إجراء عمليات الحصر
وقال مصدر من داخل المتحف لـ ” اليوم السابع ” أن محاولة الاستيلاء على مقتنيات المتحف تمت عبر كسر إحدى فتحات التهوية ? مشيرا الى المسروقات التى تم نهبها من المتحف عبارة عن الخراطيش الذهبية والعاديات والتذكارات التى يشتريها السائحون أثناء زيارتهم للمتحف بالإضافة الى بعض الأجهزة الكهربائية ولم تكن واقعة المتحف المصرى هي الوحيدة التى شهدتها القاهرة فى يوم الغضب ? إذ ظهرت موجه جديدة من عمليات النهب و السرقة فى الكثير من المناطق الحيوية حيث اقتحمت مجموعة من البلطجيه واللصوص بعض المحلات و الشركات الكبرى التى أغلقت أبوابها انصياعا لقرار القوات المسلحة بحظر التجوال داخل البلاد مستغلين غياب الأمن و قوات الداخلية التي كانت تقوم بتأمين تلك المناطق? حيث تعرضت منطقه المعادى إلى موجة من النهب و السلب تمثلت في حرق مبني الحى و أقسام الشرطة و إخراج ما بها من سجناء الذين قاموا عقب خروجهم من محبسهم بسرقة الجراند مول بوسط المعادي ?وحاول موظفوه حمايته لفترة قليلة من السرقة إلا أن كثرة عدد البلطجية الذين استخدموا الأسلحة البيضاء و الأسلحة النارية التى استولى عليها من الأقسام فى عمليات السرقة ? و في كارفور المعادي تغير المشهد قليلا و اقتحم مئات من البلطجية المكان و قاموا بتحميل كل البضائع المتواجدة فى أقسام المول منها الأثاث و الأجهزة الكهربائية و جميع المنتجات الغذائية و الملابس و كل ما أحتوى عليه المكان بخسائر تقدر بملايين الجنيهات .
كما قام البلطجية بنهب وسرقة كل ما يقابلوه فى طريقهم حتى اشتبكوا مع بعض الأشخاص الذين حاولا الدفاع عن ممتلكاتهم ? و في بعض الأحيان وصلت الأمور إلي قتل بعضهم البعض أثناء شجارهم حيث سقط 6 قتلى أمام كارفور.
كما حاول بعض البلطجيه الذين اندسوا وسط المتظاهرين من اجل الوصول إلي غايتهم باقتحام التلفزيون المصري بحجة التنديد بسياسات التلفزيون التي تعبر عن الحكومة وكسروا الأبواب الزجاجية و اقتحموا استوديوهات التلفزيون وسرقوا ما بها من معدات حتى وصول قوات الجيش التى قامت بدورها بتأمين المكان.
ونفس النموذج تكرر فى شارع جامعة الدول العربية ? إذ تمكن اللصوص من اقتحام مقر شركة الأسواق الحرة وكسروا الأبواب واستولوا على ملايين الجنيهات من داخلها? وبدا البلطجية يحملون المسروقات داخل كراتين ويسرعون هربا ب