الصحافة البريطانية: مخاوف سعودية من عودة إيران
شهارة نت – وكالات :
كغيرها من اعلام الدول الكبرى، واصلت الصحافة البريطانية عرض أصداء رفع العقوبات الاقتصادية عن إيران بعد سريان التفاق النووي وعودة إيران إلى الأسواق العالمية كمنتج للنفط وأيضا كسوق واعدة تتسارع للاستفادة منها كبريات الشركات العالمية، ومبرزة قلقا سعوديا.
فرصة ذهبية
افتتاحية صحيفة الإندبندنت يوم الثلاثاء خصصت لتناول هذه القضية، كما تعرض محطة بي بي سي في موقعها، قائلة إنه على الرغم من أن رفع العقوبات يمثل خطوة ايجابية في المنطقة إلا أن ثمة خطر يكمن في أن الثروة يمكن أن تقوي المتشددين في إيران.
وتشير الصحيفة إلى أن العالم بات مكانا أكثر أمنا الآن مع تعطيل قدرة طهران على بناء أسلحة نووية ووضع سلطات رقابية عليها تجعل امكانية الخداع (بشأن نشاطاتها النووية) أمرا صعبا.
وتضيف أن فتح أبواب البلاد، التي تضم 80 مليون نسمة ممن هم في حاجة ماسة إلى التحديث، ومع توفر المال اللازم لذلك، يقدم سوقا جديدا كبيرا في الاقتصاد الدولي الذي يشكو من الركود. والشركات في الدول الصناعية الكبرى بدأت في التنافس لقطف فوائد ذلك.
وتأمل الصحيفة أنه على المدى البعيد، “سيقوي الاتفاق الاصلاحيين الملتفين حول الرئيس الإيراني علي روحاني، الذي يريد أن يجعل من إيران بلاد أكثر (طبيعية) وغير منبوذة بل وتلعب دورا في العالم يناسب ماضيها الغني وإمكانتها الكبيرة”.
وتقول الصحيفة أن روحاني الذي رحب بالاتفاق ووصفه بأنه “صفحة ذهبية” في التاريخ الإيراني، سيحمل رسالة المشاركة هذه خلال زيارته إلى فرنسا وإيطاليا الأسبوع المقبل.
صفقات جاهزة
وتنشر الصحيفة نفسها – الإندبندنت- تقريرا لمراسلها في روما يستبق زيارة الرئيس الإيراني روحاني إلى ايطاليا وفرنسا، ويشير التقرير إلى أن إيران لم تضيع أي وقت في إعادة دخولها إلى النظام المالي العالمي عشية رفع العقوبات عنها، إذ عقدت صفقات جاهزة الآن مع شركات فرنسية وألمانية.
فضلا عن مسارعة الرئيس الإيراني للقيام بجولة أوروبية هي الأولى منذ رفع العقوبات عن بلاده الأمر الذي مكن إيران من استعادة علاقاتها التجارية مع أوروبا والولايات المتحدة.
ويقول التقرير إن إيران عقدت صفقة تقدر قيمتها بعشرة مليارات دولار مع شركة أيرباص الفرنسية لشراء 114 طائرة جديدة، بحسب تقارير الصحافة المحلية.
قلق سعودي
بدورها صحيفة الغارديان نشرت تحليلا لأيان بلاك تحت عنوان “قلق شديد في السعودية لعودة الدولة المبذرة” في اشارة إلى إيران، تستعير أمثولة عودة الأبن المبذر أو الضال من الانجيل، وفقا للموقع.
ويقول بلاك إن المملكة العربية السعودية لم تعترض رسميا على اتفاق تحجيم برنامج إيران النووي ورفع العقوبات عنها، لكنها تراقب بقلق شديد متابعة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للاتفاق التاريخي، و”تشكو من عملية استرضاء عدو غير جدير بالثقة على حساب حليف مخلص للولايات المتحدة”.
يشير الكاتب إلى أن السعودية ودول الخليج خسرت مليارات الدولارات لحظة عودة الجمهورية الإسلامية إلى الأسواق النفطية العالمية، وإلى أنه في الوقت الذي ترك فيه انخفاض أسعار النفظ الخام تأثيرات كبيرة فأن خوف هذه البلدان الأكبر من إيران، التي في فورة تدفق الايرادات عليها، ستتشجع على تكثيف نشاطاتها في الشرق الأوسط غير المستقر والغارق في دوامة العنف.