ماذا بعد الربوعة؟
بقلم/ حميد منصور القطواني
يظهر من التحرك العسكري للجيش واللجان الشعبية في هذه المرحلة بعد اعلان الخيارات الاستراتيجية ان التقدم في العمق الجغرافي السعودي والسيطرة على مدينة الربوعة كأول مدينة سعودية تسقط بيد القوات اليمنية لن يقف الامر عند هذا المدينة بل سوف تتلوه مدن أخرى متى وكيف هذا متروك لقيادة الثورة والقوات اليمنية .
وقبل أن نتكلم عن ملامح الملاحم القادمة نريد أن نبارك للقوات اليمنية والشعب اليمني بهذا الانتصار العظيم الذي له ما بعده من تداعيات وانعكاسات على الواقع الميداني والمشهد السياسي وسوف يصب في خدمة ردع العدوان السعودي الأمريكي ويقصر من أمد الحرب العدوانية الظالمة على الشعب اليمني فشكرا لكل جنود وضباط وقادة القوات اليمنية البواسل الذي ذادوا عن الأرض والعرض ورفعوا رؤوسنا كيمنيين في كل جبهات الصمود والعزة و أذلوا الطغاة والمستكبرين ومرتزقتهم المعتدين على اليمن ارضاً وانساً .
أهمية مدينة الربوعة التي تقع بين ثلاث مدن رئيسية سعودية و أقربها هي مدينة ظهران الجنوب التي تبعد عن الربوع ما لا يزيد عن عشرة كيلومترات وتتصل بمدينتين من جهة الشرق مدينة نجران ومن الغرب مدينة جيزان وهذا يجعل منها خط الدفاع الأول والرئيسي و ركيزة أساسية لأي عمل عسكري دفاعي او منطلق هجومي وعمق استراتيجي إذا سقطت سقط معها فضاء كبير من التفرعات الموصلة إلى مدن اخرى .
و من المعلوم ان من الصعب على أي جيش السيطرة على تلك التفرعات الشاسعة الى جانب ان المدينة ترتبط بشبكة طرق متعددة مع المدن الرئيسية المحيطة بها بمعنى أن مدينة الربوعة مفتاح استراتيجي وخطير يجعل أبواب المدن الرئيسية المحطية بها مفتوحة على مصراعيها و احتمالية سقوطها أمر وقت و تكتيك فقط.
كما ان مدينة الربوعة المتصلة والمرتبطة بالعديد من المدن الرئيسية بطرق رئيسية ومتفرعة سوف تكون مركز استراتيجي و لوجستي لانطلاق القوات اليمنية إلى باقي المدن السعودية وهذا بحد ذاته عامل سوف يعطي تحرك القوات اليمنية مميزات قادمة كعامل السرعة والمباغته.
كما ان سقوطها يعني أن أمر استرجاعها من قبل قوات العدوان السعودي أمر في غاية الصعوبة لسبب ان مسرح العمليات القتالي يخدم القوات اليمنية ويجعل وضع اي تمركز للقوات السعودية في محيط المدينة مكشوفاً، و يجعلها صيد سهل للعمليات النوعية التي يتميز بها المقاتل اليمني ،كذلك خطوط العدو السعودي وخلف تلك الخطوط سوف تتعرض لضربات خاطفة وقاصمة وهذا سوف يجعلها تحت استنزاف حاد وخطير بالإضافة الى ما أثبتته القوات اليمنية في مواجهة أي هجمات وصد الزحوفات والأثمان الباهظة التي تدفعها قوات العدوان .
وهذا يجعل قوات العدوان السعودي بعد ثبوت عدم جدوائية سلاح الجو وركاكة القوات البرية بكل وحداتها أمام خيار وحيد وهو البقاء داخل المواقع المحيطة بتلك المدن الرئيسية و التمركز بداخلها وتشكيل خطوط دفاع أمامية لكل مدينة على حده وهذا بحد ذات يشتت قوات العدوان ويجعل خطوط دفاعه ضعيفة ولان المبادرة بيد القوات اليمنية بمعنى ان قيادة الثورة والجيش اليمني هي من سوف تحدد الهدف القادم من التحرك العسكري والمدينة التالية وهذا يعطي القوات اليمنية المبادرة ميزة المباغتة و إحداث الصدمة المفاجئة و إرباك الوضع العسكري على القيادة العسكرية للعدوان .
اما في قراءة مشاهد اقتحام مدينة الربوعة والسيطرة عليها بتكتيك عسكري تميز بالسلاسة و الفاعلية والسرعة أيضا ما ظهر لدى أفراد وضباط القوات اليمنية من معنويات مرتفعة وثقة عالية وإيمان الراسخ بالقضية ويقين بالنصر و روحية الاستبسال والإقدام والشجاعة عند الفرد والجماعة و القدرة العالية والسيطرة الميدانية المتفوقة لدى قيادة و جنود القوات اليمنية .
كذا العقيدة العسكرية المتناسبة والمناسبة المتبعة و الاحترافية القتالية التي تجلت في الأداء القتالي الميداني النوعي بشكل فردي والجماعي والأخلاق الراقية عند التمكين والتعامل بنبل وسمو مع كل من يفر من جنود العدو السعودي .
في المقابل يظهر على جنود العدوان الروح الانهزامية والمعنويات المتردية و يجسد الفشل والارتباك لدى قيادة العدوان وهشاشة قدرتها على السيطرة الميدانية وانعدام خياراته في المواجهة غير خيار واحد هو الفرار .
بالإضافة الى ذلك يظهر أن التكتيك والسيناريو المتبع في السيطرة على مدينة الربوعة يظهر من خلاله ان قيادة القوات اليمنية وضعته بعناية و حنكة و معرفة ودارية كاملة وخبرة عالية تتمتع بها وهذا يعني أن هناك سيناريوهات وتكتيكات أخرى تحت التقييم والتحديد لاختيار الأنسب منها للسيطرة على باقي المدن في الوقت الذي تراه قيادة الثورة والقوات اليمنية .