قيادي في تنظيم القاعدة يروي للتلفزيون السعودي قصة تنظيم القاعدة في اليمن
بدءا?ٍ من رحلته إلى اليمن.. سرد المطلوب الأمني السابق جابر الفيفي قصة عودته إلى تنظيم القاعدة? التي انطلقت شرارته باجتماع على مائدة في الطائف مع سبعة أشخاص أغلبهم من العائدين من جوانتانامو. وترأس هذا الاجتماع محمد العوفي وسعيد الشهري? اللذان دعوا المجتمعين إلى عمل تنظيم داخلي? إذ نقلت دعوتهما إلى جميع مناطق المملكة.
وأوضح الفيفي في حديثه لبرنامج ”همومنا” الذي عرضه التلفزيون السعودي? أمس? أن هذه الدعوة لاقت القبول والرفض? وهو أحد الذين رفضوها. لافتا?ٍ إلى أن هذا التنظيم تحول مساره إلى اليمن بعد تأكد العوفي والشهري أن هذه الدولة هي الأنسب لتكون مقر التنظيم. وأشار? في الوقت ذاته? إلى أنه بعد هذا التحول انقطعت أخبارهما. وقرر الفيفي الالتحاق بهذا التنظيم والذهاب إلى اليمن بعد أحداث غزة? رغم استقراره الأسري بزوجة وابنة (ميمونة) عمرها ستة أعوام? التي قال لها ممهدا?ٍ لذهابه: ”لو كنت مكان أطفال غزة هل تتوقعين مني أن أسكت?”. فأعاد الفيفي ما عمله في بدايات ذهابه إلى أفغانستان وهو البحث عن رفقاء? غير أن الوجهة تختلف وهي اليمن. وأوضح أن اليمن أسهل دولة يتم الذهاب إليها ”مهربا?ٍ” من بلاده من دون الحاجة إلى أوراق رسمية (جواز سفر ..). وعد? اليمن المحطة الأولى أو تمهيدا?ٍ للذهاب العراق أو أفغانستان. وتمكن الفيفي من إيجاد شخصين يرافقانه إلى اليمن? أحدهما من الطائف? والآخر من الباحة. غير أنهم وجدوا عقبات قبل مغادرتهم? من أبرزها القلق الأمني بالنسبة إليهم? وخشيتهم أن يتم اعتقال رفقائهم العائدين من جوانتانامو إذا غادروا. واستشهد بقول المطلوب الذي قتل في إحدى المداهمات الأمنية يوسف الشهري الذي وصل إليهم نبأ مغادرتهم: ”لا يخرجون? إحنا نخرج قبلهم? لا يخربون علينا”.
وتم الترتيب مع الشهري للخروج إلى اليمن الذي بدأ بالذهاب إلى فيفا? وانتظار إشارة من الشهري لمقابلة المهرب? وبعد وصولها تم دخولهم إلى اليمن في رحلة مشي على الأقدام تجاوزت مدتها الزمنية ست ساعات.
وأشار إلى أنه بايع في اليمن أبو بصير أميرا?ٍ? وكنى نفسه عبد الله الشبهواني. ورغم مبايعته لكنه وصف وضعه هناك بـ ”السجن” لكنه اختياري? إذ أقام في منزل أحد عناصر التنظيم? ولا يمكنه التحرك أو الاتصال من دون أخذ إذن مسبق من قيادته? وخصوصا?ٍ أنه تم التحفظ على هاتفه الخلوي من قبل قيادته بعد وصوله فورا?ٍ? خوفا?ٍ من أن يكون الجو?ال مراقبا من قبل أجهزة الدولة? وقدوم سعيد الشهري إليه وتزويده بالأسلحة.
وبعد مضي شهر ونصف من مكوثه? وصل إليهم نبأ تسليم محمد العوفي نفسه إلى السلطات الأمنية? واختلفت الروايات التي وصلت إليهم حول هذا النبأ? واستقرت بعدها بأنه سلم نفسه? بعد أن انجرف وراء عاطفته في مكالمة هاتفية مع أسرته. ما حدث دعا قيادته إلى التشديد حول المكالمات الهاتفية التي يجرونها? وأدى ذلك إلى السماح بإجراء مكالمة واحدة كل ستة أشهر. وهذا دعاه إلى أن يستشف أن التنظيم يريد تكذيب هذا النبأ بأي وسيلة. وأكد أنه لم يقابل في اليمن محمد العوفي ولا سعيد الشهري. وأشار إلى أن العائدين من جوانتانامو لهم وضع خاص في تنظيم اليمن ما جعلهم يشعرون بـ ”التكامل” غير أنه مزيف? كما استخدمت ”جوانتانامو” كواجهة إعلامية ودعوية لاصطياد صغار السن وانضمامهم إليهم? عبر دعوتهم إلى مبايعة أميرهم.
وما قاله لأسرته عند ذهابه إلى اليمن: ”قلت لهم إنني ذاهب إلى القصيم لعزاء أحد أصدقائي? وقبل ذهابي أنزلتهم في منزل أسرتي”. وحول موقفه بعد قيامه بهذا التصرف? وخصوصا?ٍ مفارقة ابنته? قال: ”أحتسب الأمر عند الله? فما أقوم به هو خدمة لنصرة الله والإسلام? وهذا مقتنع به بشكل كبير? ولا يمكن لأحد أن يغير هذه القناعة? رغم تجربتي السابقة في أفغانستان وما نتجت عنه لم تؤثر في قناعاتي”.