فلسطين المحتلة ومهزلة حدود الـ 1967
تلقت الأرجنتين والبرازيل من قبل الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي? بناء?ٍ على اعترافها وقبولها وتأييدها لدولة فلسطينية ضمن “حدود ال 67”? التشجيع?ِ والشكر والمباركة لهذه الخطوة الشجاعة.
نعم? هناك شجاعة من قبل الأرجنتين والبرازيل وغيرها من دول العالم حول هذا الاعتراف والتأييد? حيث لا يربطها أي رابط مع متحدنا عموم?ٍا ومع فلسطين المحتلة خصوص?ٍا? ولكن “الشجاعة” الأكثر لفت?ٍا للانتباه هي الاعتراف “بدولة فلسطينية قابلة للحياة” بجانب “دولة يهودية” من قبل الكثير من دول العالم العربي والعالم الإسلامي? هذه الدول التي تد?عي ارتباطها مع فلسطين المحتلة ارتباط?ٍا عروبي?ٍا أو ديني?ٍا.
من هنا تكون الأرجنتين ذات وجدان وضمير حي? باعترافها هذا ( الذي لا ي?ْلبي بأي حال طموحنا تجاه فلسطين? المتمثل بالتحرير الكامل لها)? في حين يغيب هذا الوجدان عن دول العالمين العربي والإسلامي التي ترتبط أكثرها ارتباط?ٍا وثيق?ٍا مع “الدولة اليهودية”. وهي نفسها الدول التي تزايد على أصحاب الحق والأرض في أحقية الدفاع عن فلسطين المحتلة? منذ بدء المشروع اليهودي? إما من باب العروبة الوهمية أو من باب الوكالة الدينية? فكان نتيجة هذا التخريف والتزييف أن وقعت فلسطين? منذ أواخر عهد الخلافة العثمانية مرور?ٍا بعهد سطوع وانتشار مفهوم العروبة الوهمية? في قبضة اليهود بدعم الاستعمار الغربي وتواطؤ دول العالمين العربي والإسلامي. من هنا نقول: إذا كان ما قامت به الأرجنتين شجاعة وخطوة سديدة? فما قام به العديد من دول العالمين العربي والإسلامي هو وقاحة وخطوة سقيمة فيما يخص? فلسطين السورية. والسؤال هو: هل حدود فلسطين هي فعلا?ٍ حدود الرابع من حزيران ال 1967?.
لقد تم? تبن?ي المسألة الفلسطينية من قبل الكثير من دول العالم? بعد تقييد ومنع أهلها من الحصول على شرف الدفاع عن أرضهم? حيث تم? توهيمهم بالرجوع لمرجعيات مختلفة تشمل المرجعية الدينية? العربية? والأممية. فكانت النتيجة أن تم? تقطيع فلسطين لتذهب بين مخطط ألف وباء أو بين منطقة حمراء وزرقاء بأيدي استعمارية غربية وفق?ٍا لمرجعية أممية? ليستمر تقطيعها من قبل جيرانها? ليذهب جنوبها لمصر وليشكل شرقها إمارة خلافية وفق?ٍا لمرجعية “دينية”? لنصل إلى “مزرعتين” منفصلتين وفق?ٍا لمرجعية عربية? وكل? ذلك يأتي وفق?ٍا لمصلحة يهودية بالدرجة الأولى? حيث وقعت فلسطين في أيدي اليهود بصورة منظمة? ووفق?ٍا لمخطط متكامل أمضى وي?ْمضي عليه العديد من دول العالمين العربي والإسلامي كل? يوم.
إن? ما يؤكد على فشل وعدم أمانة هذه المرجعيات هو ما وصلت إليه المسألة الفلسطينية? ومدى التمييع والسذاجة في الطروحات لحلها وإنهائها. فلقد أصبح جوهر المسألة هو كيف يمكن التوصل لتحقيق دويلة فلسطينية? وكأن? الفلسطينيين هم من اغتصبوا? وه?ْم من اعتدوا? وكأن? أهلنا وشركاء متحدنا هم الغرباء عن متحد الهلال الخصيب? كأنهم هم الشاذون في الأم?ة السورية وبين أمم العالم العربي? في حين ي?ْعامل اليهود الطفيليين المغتصبين معاملة أصحاب الأرض والحق? وي?ْصفق لاستباحتهم واحتلالهم لفلسطين والفلسطينيين? وي?ْمنع أهل الأرض من مقاومتهم.
جاهل أو ساذج كل من يرى أن? هذا الاعتراف اللاتيني وغيره من قبل دول العالم? فيما يخص? تشكيل “مزرعة” فلسطينية? أنه لصالح فلسطين المحتلة والفلسطينيين? ويصب? في مصلحة وتحقيق “الحق العربي”? وحل? أهم قضية في العالم العربي? كما توصف. إن? الحديث عن دولة فلسطينية هو حديث بنفس الوقت عن دولة يهودية استعمارية استيطانية. إن? مثل هكذا اعتراف هو ترسيخ وتمكين للاحتلال والاغتصاب اليهودي لفلسطين? هذا الاعتراف هو إثم إنساني بالدرجة الأولى? هذا الإثم الذي يحرم أم?ة تامة من استكمال حقيقتها الطبيعية الجغرافية. كذلك الحديث عن جوهر المسألة الفلسطينية ضمن نطاق ضيق يتمثل بإيقاف وتجميد وتعليق الاستيطان هو أيض?ٍا اعتراف باليهود وترسيخ لاحتلالهم وكسب للوقت لصالحهم? وإبعادنا عن الطريق الحقيقي لحل? المسألة الفلسطينية? هذا الطريق المعبد بكل? تأكيد ببنادق ورصاص المقاومة حتى التحرير.
ماذا قدمت لنا الأمم المتحدة?
ماذا قدمت لنا الجامعة العربية?
ماذا قدمت لنا منظمة المؤتمر الإسلامي?
لقد كانت عصبة الأمم ومن بعدها منظمة الأمم المتحدة? وهي منظمة شكلتها الدول المنتصرة في الحربين العالميتين? من فتحت الباب للسيطرة على فلسطين? وما زالت تدعم الاحتلال والاغتصاب اليهودي لأرضنا الفلسطينية حتى الآن. ولماذا نستغرب ذلك إن كانت هذه الدول هي دول استعمارية بالأصل.
من ناحية أخرى? إن? عدد?ٍا كبير?ٍا من الدول الأعضاء في “الجامعة العربية” يتعاملون سر?ٍا وعلانية?ٍ مع اليهود? وجل? هدفهم وتركيزهم في المسألة الفلسطينية هو تشكيل دولتين فلسطينية ويهودية وإحلال “السلام” مع المحتل. إنه الاستسلام للعدو? المحتل. فبأي حق وبأي منطق يحق للجامعة العربية التحكم والعمل والمساومة على أرضنا في فلسطين السورية? هل يحق لنا التدخل وا