فضيلة الشيخ الرفيق الجنرال الدكتور سعيد
استغرب السفير العربي لدى إحدى الدول الأوروبية عندما استلم خطابا من الخارجية يفيد بتكريم احد مواطني بلده من العلماء على نظرياته المهمة في علم الفيزياء والتي نشرت في عدد من ارقي المجلات العلمية في العالم , وتعجب السفير ليس من كون احد مواطني بلده قد أنجز كل هذا بل المشكلة انه لا يعرفه ولم يسمع به في حياته ابدا ولا يعرف كيف يبلغ هذا العالم المدعو سعيد وحيد فريد بأن لجنة الجوائز في ارقي أكاديميات ذلك البلد ستحضر لتسليمه الجائزة إلى بلده . قرر السفير إخلاء مسؤوليته وأحال الموضوع برمته إلى وزارة الخارجية التي احتار موظفيها في هذا الأمر ايضا وقرروا رفع القضية إلى الوزير شخصيا للبت فيه الذي لم يكن هو الأخر اقل حيرة من موظفيه فقرر الاستعانة بزميله وزير الداخلية لمعرفة شخصية هذا العالم فاعتذر الأخير بأنه ما لم يكن لسعيد وحيد وحيد فريد نشاط سياسي أو إجرامي فليس لدى وزارته إي معلومات عنه أو عن شخصيته , اتصل وزير الخارجية بوزير التعليم العالي الذي رد عليه بعد البحث والتمحيص بأنه ما لم يكن هذا الشخص من أصحاب النفوذ او أقرباء السيد الرئيس فليس لديه علم بشخصيته ولما استغرب وزير الخارجية هذا الرد وابلغ زميله بأن سعيد هذا قد نشرت له دراسات في أرقى مجلات العالم العلمية رد وزير التعليم بأن هذه المجلات لا تدخل الجامعات وفقط المجلات التي تحتوي مقالات عن السيد الرئيس هي التي يسمح بدخولها .
احتارت الحكومة كلها في شخص هذا العالم الذي يعرفه العالم ولا يعرفه احد في بلده وقرروا رفع الأمر إلى فخامة الرئيس وإبلاغه بالحرج الذي سيصيب البلد عندما تحضر اللجنة الأوروبية وتكتشف أن حكومة بلد العالم سعيد وحيد فريد لا تعرف من هو ولم تسمع به ,استدعى الرئيس مجلس الوزراء وخاطبهم قائلا:
– ألا تفهمون خطورة الوضع هنا ? انأ لا يهمني سعيدا هذا سواء تم تكريمه أم إعدامه مايهمني أن هذه لجنة أوروبية ولو اكتشفت أننا لا نعرف علمائنا فسيقطعون عنا المساعدات المالية لدعم الجامعات والتي نحتاجها بشدة لنصرفها على الأجهزة الأمنية فما هي مقترحاتكم ?
نهض وزير الداخلية وقال :
– اقترح فورا يا فخامة الرئيس أن نسمى إحدى الساحات الرئيسية في العاصمة على اسم سعيد وحيد فريد كي نريهم إننا نكرم العلماء ونجلهم ونقدرهم .
اوما الرئيس برأسه وقال :
– فكرة جيدة نفذها في الحال ولو إننا كان يجب أن نسمى سجنا على اسمه لان نصف العلماء موجودون في السجون .
وهنا نط وزير الدفاع قائلا :
– اقترح أن نمنحه رتبه جنرال !!كي نرفع من شأن مؤسستنا العسكرية العلمي ونفتخر بان صناعاتنا العسكرية تحتوي على نخبة العقول .
اومأ الرئيس قائلا :
– لابأس ليكن اسم الساحة (ساحة الجنرال سعيد وحيد فريد )
وهنا رفع وزير التعليم يده مثل التلاميذ وقال :
– دعنا يا فخامة الرئيس نعطيه شهادة دكتوراه فخرية كي نسبق الجامعات الأوروبية بذلك,
وافق الرئيس وقال :
– والمانع ? فنصف المسئولين شهاداتهم فخرية والنصف الثاني مزورة والنصف الثالث !! اشتروها, ليكن الاسم ساحة الجنرال الدكتور سعيد وحيد فريد .
تدخل الأمين للعام للحزب الحاكم وقال :
– يجب أن يضاف إلى كوادر الحزب مثل هذه الشخصيات كي لا يقال أن الحزب الحاكم كل أعضائه شبه أميين ولذلك اقترح منحه لقب الرفيق المناضل مع سجل حافل بالنضال طوال عشرات السنين من مسيرة الحزب الزاهرة .
وافق الرئيس وقال :
– ليكن اسم الساحة (ساحة الرفيق المناضل الجنرال الدكتور سعيد وحيد فريد ) !!!
اعترض وزير الأوقاف وقال :
– فخامة الرئيس كما تعرف فأن المعارضة تتهمنا بالعلمانية وعدم تشجيع المتدينين فاقترح على فخامتك منح هذا الشخص لقب فضيلة الشيخ كي نقول أن المتدينين في بلدنا يحظون بالتقدير اللازم .
وافق الرئيس وقال.
– ليكن الاسم ساحة فضيلة الشيخ الرفيق المناضل الجنرال الدكتور سعيد وحيد فريد .
انفض الاجتماع وتم إبلاغ السفير بان الدولة مستعدة لاستقبال وفد تكريم فضيلة الشيخ الرفيق المناضل الجنرال الدكتور سعيد وحيد فريد وستقام المراسم في الساحة التي سميت باسمه تكريما لعشرات السنوات من النضال الديني والعلمي والحزبي والبطولات العسكرية في الحروب .
وكم كانت صدمة السفير كبيرة عندما عرف بأن النابغة سعيد وحيد فريد ليس سوى فتى في العاشرة من عمره .