رائعون
الآن فقط أدركت كم أن الطموح مشروع ومتاح إذا ماتوفرت عوامل مساندة وداعمة ودولة مؤسسات تمتلك إستراتيجية واضحة تهدف الى البناء والتنمية? واعتبار الانسان المرتكز والمحور الرئيسي لكل فعل نبيل يؤدي في نهاية المطاف الى تقديم كل مامن شأنه خدمة المجتمع والتنمية.
أنا الآن أعيش لحظات تأمل في مملكة الخير اتذكر مفردات حياتي? وتفتق وعيي لأول مرة في هذا البلد المعطاء.? لا أدري لماذا احبه?.. ولا أدري لماذا فاجأني حينها بما لم أكن اتوقعه?.. ومع لا أدري وجدت ذاتي تواقة للبحث عن سر لماذا هذه الكلمة التي تحاول الغوص? وترتطم بحقيقة بأنني لاأدري لماذا أنا متمسك بحب هذا الوطن..?!
هذه المرة اكتشفت حقيقة بأن الحياة بلا ملح حين تخلو من الأصدقاء والمغامرات والأحلام? وبعض أشياء يمكن استحضارها في أية لحظة بغية الشعور بالحياة? والاستمرار حتى نهاية الرحلة.
اكتشفت بان غوصي في اعماق مفردات حياة أصدقائي ذات يوم لن تذهب سدى? فقد كانت ناجمةعن حب حقيقي واخلاص كبير لمن شكلوا جزءا?ٍ مهما في حياتي? بل ونسقا لايزال وسيظل ذو شأن في شخصيتي وثقافتي.
لا أزال أتذكر (جزاء الحربي) من خلال تأملي ومشاهدتي لأنجاله فهد? فهيد? حربي? مشعل? عبدالله? وغريب.. لاأزال حريص للغاية لتفسير نعت الأصالة من خلال هذه الكوكبة من الرائعين.. وربطها بأهمية التربية والتنشئة? وكذا اطلاق العنان لذوي الطموح وبطرق مشروعة.. ولابد من التحقق بان اي نجاح لن يكون بمعزل عن تربية اصيلة وبفضل والدين فاضلين.
اشعر بضرورة الاعتراف بحبي لهذه الأسرة لما تمثله بالنسبة لي من نموذج رائع للعروبة وللطبيعة العربية الأصيلة التي استفادت من الثقافات الأخرى وحافظت بثقة على ثقافتها.
اتذكر «فهد» يافعا?ٍ طموحا?ٍ وعمليا?ٍ لدرجة كبيرة جعلتني حينها أشعر بان لهذا الشاب الرائع مستقبل باهر? وماهي إلا سنوات حتى تأسست على يديه مؤسسة الشلاح لتنفيذ الاعمال الإنشائية? وبعدها شركة عبر المملكة (سبك) التي تقوم هي الاخرى بذات انشطة الشركة السابقة.
لا أدري هل لايزال يتذكر أيام (العوكري)? أم ان زحمة العمل انسته اشياء كثر?.. ومن باب العتاب الذي يحمل في طياته الكثير من الحب اهديه زاملا?ٍ لا بغرض الدعوة للسقوط? وانما بهدف العودة الى الأصدقاء الذين يظلون اصلا?ٍ في حياة الانسان لا مناص من الابقاء عليهم والتمسك بهم..
(ياطير ياسفاح في جو السماء
لابد ماتنزل رضى والا صميل
منين باتشرب اذا جاك الضما
وان قلت ريشك يخزن الماء مستحيل)
ان الاصدقاء بمثابة الماء الذي لايمكن الاستغناء عنه? و(فهد) يدرك هذا المنطق جيدا?ٍ كما عرفته وخبرته? فليعذرني ان ابديت بعض قساوة باستشهادي بمثل هذا الزامل الذي اعتبره دعوة مفتوحة لمحارب في مجال الاقتصاد لابد ان يسترخي على مقربة من اصدقائه? ويتناول قهوة ساخنة ليستأنف المعركة الطويلة التي رتب وخطط لها منذ صباه.
ياالله ماأروع المملكة بكل مكوناتها? وبما تكتنزه من أحداث محتشدة? وأناس طيبون.. يحضر الآن في ذاكرتي العملاق منيف غزاي الحربي خال فهد? فهيد? حربي? مشعل? عبدالله? وغريب.. لايمكن لكل مفردات اللغة ان تصف تلك اللحظة التي وقف فيها الى جانبي? (وما أكثر الأصحاب حين تعدهم لكنهم في النائبات قليل)? لقد وقف الى جانبي في محنة حقيقية تخلى عني الكثير ممن كنت اعتد بهم? وفي سواد اللحظة حضر منيف غزاي الحربي ليبدد الظلام ويعيد إلي بعض روح كادت ان تتلف في زحمة التنكر التي فقأت معان كثيرة في داخلي.. (شكرا?ٍ) لاتكفي للتعبير عن إمتناني لهذا (الحربي).. إنها الأصالة فحسب.