كافحوا السرطان
يأتي السرطان في المرتبة الثانية? بعد أمراض القلب? كسبب شائع للوفاة في الولايات المتحدة الأمريكية. ففي فترة من الفترات كان ضحايا السرطان من الأمريكيين يفوق في مجموعه عدد من قتل منهم في الحربين العالميتين الأولى والثانية والحرب الكورية والحرب الفيتنامية ? كما أن عدد الذين يقتلون من جرائه في أمريكا وحدها يفوق عدد ضحايا حوادث السير بثمانية أضعاف .
السرطان لا يحترم العمر والجنس? بل يصيب أي إنسان في أي وقت. وهو مرض قديم يصيب الإنسانية منذ القدم ولم يحصل أي تقدم ملحوظ باتجاه كشف أسرار هذا المرض إلا في السنوات الـ25 الماضية. فالسرطان مدفون في غموض الحياة نفسها. ففي أسرار الخلية البشرية يكمن المفتاح الذي يعتقد العلم أنه سيحل لغز السرطان? واليوم الذي سيكتشف فيه هذا اللغز يقترب منا.الهدف هنا ليس التخويف بل هو التثقيف. فالأفضل أن يأخذ كل واحد منا حذره..ويسعى للاطمئنان بدلا?ٍ أن يترك نفسه وهو لا يدري أن هناك مرضا ما ينخر في جسده? فكلنا يعلم ان الوقاية خير من العلاج, فالاكتشاف المبكر خير وسيلة للتخلص من هذا الداء العضال إذا لم يكن الابتعاد والوقاية ممكنين. ان مصيبتنا ليست بالمرض بحد ذاته? بل بالخوف من المرض والهروب من مجابهته, ففي البلدان الراقية لا يذهب الناس إلى الطبيب لأنهم مرضى? بل لأنهم أصحاء ولأنهم يريدون الحفاظ على صحتهم. فهم يؤمنون بالكشف الطبي الدوري على صحتهم لتلافي المرض في مراحله الأولى إذا وجد? حيث يكون العلاج? حينئذ? ميسورا?ٍ وذلك قبل استفحاله. وهذا ينطبق بالأكثر على مرض السرطان حيث تكون نسبة الشفاء مرتفعة جدا?ٍ إذا ما كشف عنه في مراحله الأولى كما يشدد الأطباء دائما. فلإحصائيات العالمية تقول ان الاكتشاف المبكر لمرض السرطان يزيد من فرص الشفاء بشكل كبير ,فالفحص المبكر هو البديل الوحيد نحو صحة سليمة موفورة? ولهذا فبعض شعارات منظمة السرطان العالمية هو (حارب السرطان بالفحص المبكر). واعلم دائما?ٍ أن الوقاية خير من العلاج.
فهناك العديد من المؤشرات التي قد تنبئ بوجود السرطان ومنها:
– خراج لم يظهر عليه أي تحسن
– نزيف غير اعتيادي
– تغير في انتظام دورة الأمعاء أو المثانة
– عسر في الهضم مزمن أو صعوبة في البلع
– أي ورم صلب في الصدر أو الرقبة أو في أي مكان آخر في الجسم
– أي تبديل في حجم خراج أو ثؤلول
– وأي فقدان غير متوقع في الوزن
وقد لا تشير أي من هذه العلامات إلى السرطان. ومع ذلك فلا بد من الحيطة والفحص الدوري لتلافي الخطر في مهده.
خلاصة القول الذي نريد الوصول إليه ويفهمه الجميع أن السرطان قدر الله علينا? نحاربه بقدر الله كما قال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( نهرب من قدر الله لقدر الله ) فأجمل وسيلة لمحاربة السرطان هي الوقاية أولا?ٍ ثم الفحص المبكر ¸ من هذا المنطلق حرصت المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان على هذا الجانب وأعطته أهمية بالغة , من خلال عملية التوعية والتثقيف الصحي و إقامة الحملات التوعوية التي تقيمها المؤسسة بشكل دوري ومستمر , التي تتضمن إقامة دورات الفحص الذاتي كذلك العمل على توفير وسائل الكشف المبكر و مراكز الفحص الذاتي.