الطفل الفلسطيني في ضيافة السجون الإسرائيلية
"كل??ْ الناس ي?ْولدون أحرار?ٍا متساوين في الكرامة والحقوق? وقد و?ْه?بوا ضمير?ٍا? وعليهم أن ي?ْعام?ل بعض?ْهم بعض?ٍا بر?ْوح الإخاء"? هذا ما نص??ِت عليه الماد??ِة الأولى من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر عام 1948م? إلا??ِ أن??ِ ذلك لا ينطب?ق على الش??ِعب الفلسطيني? وليس داخلا?ٍ في القاموس الإسرائيلي?? في تعام?ْل?ه مع هذا الش??ِعب? خاص??ِة الأطفال?ِ? فمنذ?ْ اندلاع انتفاضة الأقصى في الثامن والعشرين من شهر 9 لعام 2000م شن??ِت الحكومة?ْ الإسرائيلي??ِة حملات? اعتقالات عشوائية بشكل جماعي? ومن دون تمييز? لم ي?ِس?لم منها أحد?َ? فقد جرى اعتقال?ْ أطفال ونساء وك?بار في الس??ن? بل أصاب الاعتقال?ْ عائلات?ُ بأكملها? حتى بلغ عدد?ْ حالات الاعتقال 35 ألف حالة? معظم?ْهم من الأطفال? لم تراع? فيها قو??ِات?ْ الاحتلال القوانين الإنساني??ِة? فلجأت? إلى سياسة خ?ِط?ف الأطفال الع?ْز??ِل من سيارات الإسعاف والمستشفيات? واقتيادهم إلى أماكن مجهولة? مستخدمة?ٍ وحدات? المستعربين وميليشيا المستوطنين? والكلاب البوليسي??ِة المتوح??شة? ليصدر?ِ بحق?? أطفال صغار أحكام?َ كبيرة? على خلفية إلقاء الح?جارة? أو التظاه?ْر ضد??ِ جنود الاحتلال? أو رف?ع العلم الفلسطيني!!
كيف يعتقل الطفل الفلسطيني?
وبعد اعتقال الأطفال – ولأقل فترة ممكنة – الملجأ الأخير في القانون الدولي? إلا??ِ أن??ِ إسرائيل ت?ِعد??ْه الملجأ الأو??ِل? وبأطول فترة ممكنة? وي?ْعتقل أغلب?ْ الأطفال الفلسطيني??ين – المشتبه بارتكابهم مخالفات?ُ تعتبرها إسرائيل?ْ أمني??ِة – في منتصف الل??ِيل? حسب?ِ ما أوردت?ه مؤس??ِسة الضمير لر?عاية المعتق?ِل?ين وحقوق الإنسان? في تقريرها حول?ِ أوضاع الأطفال الفلسطيني??ين في المعتقلات والس??ْجون الإسرائيلية? إذ تقوم مجموعة?َ كبيرة من الإسرائيلي??ين باقتحام المنازل? ثم ع?ِص?ب أعين الأطفال وتقييدهم.
كما يتم??ْ اعتقالهم في أثناء? وجودهم في أحد الشوارع للعب? أو الوقوف مع أترابهم أمام?ِ المنزل? في?ْوقف الطفل بح?ْج??ِة أن??ِه ر?ْؤي وهو يقذف الحجارة قبل?ِ عد??ِة أي??ِام أو شهور? كما ت?ْوضع أسماء?ْ بعض الأطفال المطلوبين على قوائم ن?قاط التفتيش أو المعابر الحدودي??ِة? فيتم??ْ اعتقال?ْهم بمجر??ِد اقترابهم من الحاجز? وغالب?ٍا لا ي?ْعط?ِى هؤلاء الأطفال فرصة?ِ الاتصال بمحام?ُ? وغالب?ٍا يضطرون إلى الانتظار لفترات?ُ طويلة في أجواء قاسية? سواء في البرد أو الحر? وبأسلوب همجي??ُ أقرب إلى الحيوانية منه إلى الإنساني??ِة? ليتم??ِ نقل?ْهم إلى أماكن? الاستجواب والتحقيق معهم من دون الس??ِماح لهم بالن??ِوم? أو تناول الطعام? أو الذ??ِهاب إلى دورات المياه.
أطفال لكنهم أسرى!!
يتصد??ِر قائمة?ِ الأطفال الأسرى في الس??ْجون الإسرائيلية طفل?َ لم يتجاوز ع?ْمر?ِه عام?ٍا واحد?ٍا? وهو ابن الأسيرة ميرفت طه? ويبلغ عدد المسجونين من الأطفال 1600 سجين? منهم 255 طفلا?ٍ يخضعون للسجن الإداري??? وسط?ِ إجراءات لا إنساني??ِة في سجني تلموند والرملة في غ?ْرف باردة? تنبعث منها الروائح?ْ الكريهة نتيجة?ِ تسر??ْب مياه الص??ِر?ف الصحي داخل?ِها? إضافة?ٍ إلى تعريتهم بالكامل م?ن فترة?ُ إلى أخرى? ومحاولة إيذاء مشاعر?هم م?ن خلال تمزيق المصاحف التي معهم? ومصادرة أدواتهم الشخصي??ِة وصور? أقاربهم? ويتوز??ِع الأطفال الأسرى على عشرة مراكز توقيف? أربعة منها ي?ْديرها جهاز?ْ المخابرات العام??ِة مباشرة?ٍ? وهي: الجلمة? والمسكوبية? وعسقلان? وبتاح تكفا? والباقي ت?ْديره الشرطة والجيش.
أم??ِا سجن الر??ِملة فللأسيرات الفلسطينيات? واللا??ِتي تراوح أعمارهن??ِ بين 14- 17 عام?ٍا? وتتعم??ِد إدارة?ْ بعض السجون وض?ع الأطفال الأسرى مع الس??ْجناء الجنائي??ين الإسرائيلي??ين? خاص??ِة م?ْدمني المخدرات وأصحاب السوابق الجنائية والأخلاقي??ِة? لتجعلهم فريسة?ٍ سهلة بين أنياب أولئك الذ??ئاب.
أحكام ضد الأطفال:
ي?ِقضي الأطفال الأسرى أحكام?ٍا بالس??جن مدد?ٍا تراوح بين عد??ِة أشهر وعشرين عام?ٍا? وت?ْشير الإحصائيات إلى أن??ِ 15% من الأطفال المحكومين ت?ِزيد فترة?ْ سجنهم الف?علي??ِة عن ثلاث سنوات? وت?ْعد??ْ فترة عشرين عام?ٍا أعلى فترة? سجن ح?ْكم بها على مجموعة من الأطفال? م?ن بينهم الأسير الط??فل مهدي النادي? وعمره 17 عام?ٍا? حوكم بتهمة محاولات ق?ِت?ل إسرائيليين? كما ح?ْكم على 9 أسيرات اعت?ْق?لن بسبب محاولات قت?ل إسرائيليين? من بينهن??ِ: سناء عمر? ح?ْكمت بأربع سنوات سجن?ٍا إداري??ٍا بعد?ِ أن قضت عام?ٍا واحد?ٍا في الس??جن الف?علي? على ت?ْهمة إلقاء الح?جارة على الجيش ا