(إرادة من أجل بقاء الكبرياء)
دخلت?ْ تلك?ِ القلعة بعد ما فتحت? بوابتها العظيمة ? كانت تشبه بوابة الحصون الرومانية في زمن الحروب. وم?ِشت? قدمي فوجدت?ْ كثيرا?ٍ من الناس? كلهم فقراء ونساء وأطفال يذهبون ويرجعون مررت فوجدت?ْ دموعا?ٍ حائرة في أعينهم تحاكي كل من يشاهدها وتسأل ..هل من منجد ?. فسألت?ْ أحد?ِ الشيوخ? المتكئين ..من بينهم شيخ تتظاهر في وجهه? الحكمة ولكن يكسر?ْ ظهره الحزن متكئ على عصى خشبية مصنوعة من جذع? الشجر? لتحمله ويلبس حذاء?ٍ خوصيا?ٍ مصنوعا?ٍ من سعف? النخل? لكي يحميه من أرض?ُ يابسة?ُ لن تسقى منذ دهر…كان الفقر واضحا?ٍ على هذا الشيخ والحكمة المتجانسة مع الهم…. فقلت له: ياعماه.. ألا من رجال?ُ هنا تساعد النساء?ِ المساكين? فكيف بأمرأة?ُ تعمل?ْ حطابة?ٍ أو امرأة تحمل?ْ الطابوق?ِ أو كيف بامرأة تعمل?ْ طيانة?ٍ ???? وهي أرق?ْ مخلوق ومع ذلك تضحي لأجل? أن تعيش حرة?ِ العرض? طاهرة?ِ الجسد? وتعيل?ْ صغارها بكرامة? الجبين?… فأجابني الشيخ: لا تسألي عن الرجال? أصحاب القوى فلقد ع?ِد?ى زمانهم.. وتكسرت? أشرعتهم.. فغابت عن الدنيا شمسهم…فأدمعت? دما?ٍ أمهاتهم.. قلت له: لماذا ?….. فلم يجيب… ولكن حاكتني عيونه?ْ الحائرة…بحوار? النظرة?.. فقالت عينه : أسكتي يا صغيرتي وأقتلي روحك? الأبية? الطاهرة… أخذت?ْ عباراته?ْ ومحاورة عينه ك?ِعبرة داخل نفسي ومشيت? وتابعت? الخطى بالسير?..وسرت?ْ ولم? أكن? أعرف لم?ِ الخطى ترتجف?ْ في ق?ِد?ِم?ِي??ِ …ولم?ِ الفؤاد ينبض?ْ خوفا?ٍ ??? كانت كلها تساؤلات تخيفني وتستهويني لأفكار?ُ مرعبة… وبقيت?ْ أسير حتى ح?ِل??ِ وقت?ْ الغروب?… ووصلت?ْ قريبا?ٍ نحو??ِ قصر?ُ كبير?ُ داخل هذه القلعة? المحصنة? المسورة فقلت لنفسي كل هذه قلعة ??? وحسبت?ْ ساعات?ِ السير? فعرفت?ْ إنها مدينة?َ مسورة وداخلها تحوي هذه الشعوب المظلومة ألتي كسر?ِ ظهرها الفقر والسقم والعوز والألم.. فأقتربت أكثر فأكثر من بوابة? القصر? العظيم.. وسمعت?ْ أصواتا?ٍ تخرج?ْ منها..كانت توحي لي??ِ أنها أصوات?ْ تهليل وأبتهاج وأنطلاقات صوتية من نفخ الأبواق كأنها تنطق بأشهار شيء?ُ ما !!! فنظرت?ْ أمامي… وجدت?ْ رجالا?ٍ يضربون أمرأة?ٍ فقيرة مهلكة?ِ الحال? ويبسقون في وجهها…وعربات محملة بالرجال تدخلهم إلى القصر? نحو?ِ بوابة?ُ سوداء وينزلونهم من العربة? السوداء المخيفة.. جلدا?ٍ!!!…حدقت?ْ أكثر في الرؤى فإذا هم شباب?َ يأسى الزمان?ْ على ظربهم وجلدهم… أقتربت أكثر من جنود بوابة? القلعة? فرحبوا بي??ِ ..أول ما تقدمت قريبا?ٍ منهم…دهشت? في داخلي !! فقلت?ْ مع نفسي ما فرقي أنا عن ألتي ضربت? قبل?ِ قليل?? أ لأنني أرتدي ملابسا?ٍ فاخرة?ٍ وخواتما?ٍ من الاحجار? الكريمة .. وحذاء?ٍ من جلد? الغزال??? … نظرت?ْ لهم لم تكن وجوههم مثل وجوه? أهل? المدينة? .. وكأنهم غرباء يستعمرون هذا المكان من القلعة?.. قالوا جنود بوابة? القصر?: تفضلي سيدتي للحفل.. قلت?ْ مع نفسي : أي حفل?ُ هذا وأنا أمرأة غريبة من هذه البلدة? … وأي??ْ حفل?ُ والرجال تجلد والهم والحزن يغطي أهل المدينة? ?? خفت?ْ فتراجعت? قدمي اليمنى ولكن قدمي اليسرى أصرت على التقدم…فواصلت?ْ التقدم?ِ والسير?ِ.. فرحبوا بي??ِ من هم في داخل? القصر?.. كنت?ْ أظنهم هم أسياده.. لكنهم كانوا مجرد?ِ حراس?ُ وخدم?ُ للقصر?… لأنهم قالوا تفضلي إلى صالة الإحتفالات كي تشاهدي الحفل?ِ الكبير?.. قلت لهم: حفل?ْ من ? قالوا لي??ِ: أنه?ْ حفل الإئتلاف.. قالت لهم: الإئتلاف?? قالوا : نعم اللإئتلاف ..وهو إتفاق وإندماج هذ البلدة مع البلدة الثانية المجاورة لها..ولكن… تحت مسمى السلام والديمقراطية…. تبسمت?ْ.. فقلت?ْ: هل توجد ديمقراطية مع هذا الظلم والتعذيب الدامي للرجال.. دخلت?ْ الصالة?ِ فشاهدت?ْ بعيني رجالا?ٍ كبار السن? والعلم?.. ونسائهم ترتدي الح?ْلي? وتشرب?ْ النبيذ والعصائر وتأكل?ْ اللحوم والفواكه ..والشعب خارج القصر لا يمتلك رغيف?ِ الخبز?..وكؤوس النخب? تتضارب بين كل أثنين من كبار? المناصب? ..كان نخب?ْ الدمج? بين البلدين.. أستهوتني روحي أكثر فأكثر للتطلع..أستهوتني بأن أرى وأن أعرف?ِ ما هو الإتفاق وعلى حساب? من? .. فأقتربت من صاحب? الحفل ..وجدت?ْ أنه حاكم البلدة? الفقيرة? ألتي مررت?ْ بها… البلدة ألتي عشت?ْ بها منذ الطفولة?..وغادرتها لعسرة? العيش بها… كان?ِ حاكمنا يحتفل?ْ بدمج? بلدتنا مع بلدة? هولاكو التي كانت تجاورنا على حساب? قتل? الشعوب? وسلب? خيراتهم… فقلت مع ذاتي ل?من? عدتي يا أيتها الغبراء? لكي ت?ِر?ِي?ن أبناء جلدتك? يقتلون.. تراجعت?ْ ونزلت دموعي ورفضت?ْ أن أشرب?ِ نخب الإتفاقية ألتي سوف يكون سقيها هو دمي ودم?ْ أهلي ..وتواريت للوراء? أردت?ْ الهروب فركضت?ْ وخرجت?ْ للبلدة الخارجية.. فرأيت أهلها واقفين يسمعون من بعيد صوت الأبواق وقرع الكؤوس وضحك متعالين النفوس..ويشاهدون بأعينهم رفع المشاعل وأرتفاع لهيبها ونيرانها…وتنزل دموعهم ? لأنهم يعرفون أن يوم?ِ التتويج الملكي سوف تحرق